قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، اليوم الأربعاء، إن عودة رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك إلى منصبه بعد اتفاق مع قائد الجيش عبد الفتاح البرهان تعد انتصارًا، معربًا عن تفهمه مخاوف السودانيين وردة فعلهم الرافضة لأي حل مع الجيش.
تصريحات غوتيريس جاءت خلال مؤتمر صحافي عقده مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك بعد انتهاء الاجتماع الدوري الخامس بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.
وأكد غوتيريس معارضته الانقلاب في السودان منذ اليوم الأول، مشيرًا إلى بذله جهودًا لإطلاق سراح حمدوك وعودته إلى منصبه، فيما أوضح أنه تحدث بشكل شخصي مع البرهان وحمدوك.
وحول مخاوف السودانيين من اتفاق حمدوك والبرهان، قال "أود أن أخاطب المنطق، حيث لدينا وضع ليس مثاليا، ولكن يمكن أن يسمح للانتقال للديمقراطية. على الرغم من تفهمي لغضبهم إلا أن غير ذلك سيكون خطرا على السودان".
وناشد السودانيين والقوى المختلفة دعم حمدوك خلال الفترات المختلفة من المرحلة الانتقالية لضمان إتمام المرحلة الانتقالية بشكل سليم.
من جانبه، قال موسى فقي محمد "بالفعل، لقد كان هناك انقلاب عسكري في السودان، وكانت هناك مشاورات ومساعي وساطة داخلية سمحت بعودة رئيس الوزراء وتوقيع اتفاق جديد. بموجبه يتم تشكيل حكومة جديدة تضع خطة لفترة انتقالية"، مضيفًا أن الاتحاد علق عضوية السودان بسبب الانقلاب، فيما أشار إلى أن مجلس السلام والأمن الأفريقي يستعد لزيارة الخرطوم لمناقشة التطورات مع مختلف الأطراف.
وحث فقي رئيس الوزراء والمجلس العسكري على إيجاد حل وسط سياسي بالاتفاق مع المجتمع المدني والأحزاب المختلفة من أجل الاتفاق حول الفترة الانتقالية، مشيرًا إلى ضرورة وضع البنية التحتية لإجراء الانتخابات المقررة بعد 18 شهرًا، بما في ذلك لجنة انتخابات ومؤسسات الدولة القانونية التي يجب تحضيرها، والعديد من الخطوات الأخرى.
وأضاف "هناك مطالب للشباب والأحزاب السياسية، ولكن أعتقد أن عودة رئيس الوزراء كانت بادرة مشجعة وندعم الفاعلين في السودان لكي يجدوا حلاً وسطاً وينظموا انتخابات. وهذه أول مرة منذ عقود نرى فيها الجميع يجلسون على الطاولة نفسها، الجيش والأحزاب السياسية وغيرها، يجب أن لا نجعل هذه الفرصة تفلت من أيدينا".
غوتيريس: لا يمكن التنبؤ بما إذا كانت الانتخابات في ليبيا ستعمق الأزمة أم لا
وأشار إلى أن هناك لجنة انتخابات مختصة تقوم بمهامها ووافقت على عدد من المرشحين، موضحًا أن "ما يمكن قوله هو أننا نريد أن تكون هذه الانتخابات جزءا من الحل وليس جزءا من المشكلة"، فيما أضاف قائلًا "سنعمل كل ما بوسعنا لتيسير الحوار وحل أي أمور قد تظهر أو تؤدي إلى انقسام ليبيا. نريد أن تكون الانتخابات كجزء من الحل وليس كجزء من المشكلة".
ويدعو لوقف "أبارتهايد السفر" بعد منع السفر إلى عدد من الدول الأفريقية
وقال الأمين العام "يجب إحراز تقدم في مجال اللقاحات، حيث تم تطعيم ستة في المائة فقط من سكان أفريقيا بشكل كامل، كما تهدد متحورات فيروس كورونا الأرواح وآفاق التعافي".
وتحدث عن دعوته السابقة "لخطة تطعيم عالمية تشمل جميع البلدان التي تنتج، أو يمكنها إنتاج اللقاحات، بما في ذلك العديد من اللقاحات في أفريقيا"، وأضاف "في ظل غياب مثل هذه الخطة، أؤيد تمامًا استراتيجية منظمة الصحة العالمية لتطعيم 70 في المائة من البالغين حول العالم بحلول وسط عام 2022".
وأكد على ضرورة مواصلة العمل على تمويل ودعم تصنيع اللقاحات في القارة الأفريقية، مشيرًا إلى أنه لا يمكن إلقاء اللوم على شعوب أفريقيا بسبب المستوى المتدني للتطعيم نتيجة نقص اللقاحات المتاحة لهم.
ولفت إلى ضرورة عدم معاقبة أفريقيا جماعيًا على مشاركتها العالم بالمعلومات الصحية المهمة، موضحًا أن متحور "أوميكرون" تبين أنه ظهر في القارة الأوروبية (هولندا أعلنت لاحقا عن ذلك)، قبل ظهوره في أفريقيا.
وقال غوتيرسس "إنني أدق ناقوس الخطر ضد انعدام العدالة وطريقة التعامل مع القارة الأفريقية"، مضيفًا "تلام أفريقيا دون أن يكون لها ذنب بكل ما يحدث من تغيير المناخ إلى جائحة كورونا".
وأدان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي الإجراءات التي اتخذت بحق عدد من الدول الأفريقية، مشيرًا إلى أنه لم يثبت أن خطوات منع السفر تؤدي إلى منع انتشار الفيروس، قائلًا "من غير الأخلاقي أن ندين أفريقيا لشيء لا ذنب لها به".
وأكد غوتيريس وفقي محمد على أن هناك إجراءات مختلفة يمكن اتباعها، كالفحوصات والكمامات التي تساعد على منع انتشار الفيروس على نطاق واسع وتجعل السفر أكثر أمنا.