استمع إلى الملخص
- انتقدا سياسات نتنياهو ودعوا إلى تغيير الأولويات الوطنية، بما في ذلك إنشاء تحالف ضد إيران وتوسيع الخدمة العسكرية لتشمل اليهود المتزمتين دينيًا.
- ردود فعل متباينة على استقالتهما، حيث انتقد نتنياهو وحلفاؤه القرار، بينما وضع غانتس شروطًا لبقائه تشمل إعادة المحتجزين الإسرائيليين والتقدم في التطبيع مع السعودية.
غانتس: انضممنا إلى الحكومة بعد 7 أكتوبر لأننا نعرف أنها سيئة
غانتس دعا نتنياهو إلى التوجه لإجراء انتخابات بأسرع وقت ممكن
غانتس يعتذر لعائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة: فشلنا
أعلن الوزيران في مجلس الحرب الإسرائيلي (كابينت الحرب) بيني غانتس وغادي أيزنكوت مساء الأحد، استقالتهما من حكومة الطوارئ الإسرائيلية التي تشكلت بعد اندلاع الحرب على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وهي الخطوة التي كانت مقررة مساء أمس السبت بالنسبة إلى غانتس، لكنه أجّلها على خلفية استعادة قوات الاحتلال الإسرائيلي 4 محتجزين إسرائيليين من قطاع غزة.
وقال بيني غانتس، خلال إعلان قرار استقالته، إنه كان يدرك منذ البداية أنه ينضم إلى حكومة سيئة، ولكنه رأى في ذلك "واجباً وطنياً" في أعقاب عملية طوفان الأقصى، داعياً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى التوجه لإجراء انتخابات بأسرع وقت ممكن، وتشكيل لجنة تحقيق بخصوص ما جرى في السابع من أكتوبر. وقال عن نتنياهو إنه "يمنع النصر الحقيقي، وأنتم تستحقون أكثر من وعود فارغة".
وتابع: "هناك قرارات استراتيجية مصيرية تُقابل بالتردد والمماطلة لاعتبارات سياسية، ونتنياهو يمنعنا من التقدّم نحو نصر حقيقي. ولذلك نترك حكومة الطوارئ اليوم بقلب مثقل، ولكن بقلب متصالح مع نفسه"، مشدداً على ضرورة "تغيير ترتيب الأولويات الوطنية، وإنشاء تحالف إقليمي ضد إيران بقيادة الولايات المتحدة، وتوسيع دائرة الخدمة العسكرية"، في إشارة إلى مطالبته بتجنيد اليهود المتزمتين دينياً (الحريديم)، في ظل محاولة حكومة نتنياهو إعفاءهم من الخدمة العسكرية.
وقال غانتس إنه بعد السابع من أكتوبر "كان قرار الدخول في الحكومة قراراً بسيطاً. أقمنا حكومة طوارئ من منطلق المصير المشترك وليس من منطلق الشراكة السياسية. وبعد أشهر من الكارثة، تغيّر الوضع في الدولة وفي غرفة صنع القرار.. القرارات الاستراتيجية والمصيرية تُتخذ في الحكومة بناءً على اعتبارات سياسية".
ومضى قائلاً: "لقد حاولنا التأثير في اتجاه السفينة في الغرف المغلقة. الحقيقة هي أن الواقع ليس سهلاً، والحرب ستستمر سنوات. لم أعدكم بنصر سهل وسريع. أنتم تستحقون أكثر من الوعود الفارغة".
كذلك دعا رؤساء مختلف الأحزاب الإسرائيلية إلى أن يتوحدوا خلفه في مطلبه إجراء انتخابات تقام في أعقابها "حكومة وحدة صهيونية وطنية، حكومة وحدة حقيقية". وقال غانتس: "أتعهد اليوم أيضاً، أننا عندما نكون في المعارضة، سندعم كل مقترح مسؤول، وسندعم جنودنا، والمجتمع الإسرائيلي، وكل خطوة صحيحة ستتخذها الحكومة. عندما نخرج للتظاهر، فإننا سنفعل ذلك وفقاً للقانون، من باب التضامن والرغبة في سلك طريق جديد، وليس من باب الكراهية".
وخاطب بيني غانتس وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، داعياً إياه إلى تقديم استقالته بشكل غير مباشر بقوله: "أنت قائد شجاع، والقيادة هي فعل الصواب"، مضيفاً: "في هذا الوقت، القيادة والشجاعة لا تكمنان فقط في قول ما هو صحيح، وإنما القيام بما هو صحيح".
وتوجه باعتذار إلى عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة بقوله: "نحن فشلنا في نتيجة الامتحان، والمسؤولية تقع عليّ أيضاً". في المقابل، أعلن بيني غانتس أن الورقة التي عرضها الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن إبرام صفقة قد تنهي الحرب في غزة، مشدداً على أنها "تتطلب من رئيس الوزراء أن تكون لديه الجرأة لإنجاحها".
أيزنكوت ينتقد نتنياهو في رسالة استقالته
وفي رسالة استقالة أرسلها إلى نتنياهو، قال أيزنكوت رئيس الأركان السابق (2015-2019) إن مجلس الوزراء "لم يتخذ قرارات حاسمة مطلوبة لتحقيق أهداف الحرب"، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية. وشدد على أن "تجنب اتخاذ قرارات حاسمة منذ فترة طويلة يضر بالوضع الاستراتيجي والأمن القومي لإسرائيل". ومتفقاً مع غانتس، أردف أيزنكوت: "شهدنا أخيراً أن القرارات التي اتخذها نتنياهو ليست بالضرورة بدافع مصلحة البلاد".
نتنياهو وحلفاؤه يردون على غانتس
وردّ نتنياهو على غانتس قبل أن ينهي كلمة استقالته بأن "إسرائيل تخوض حرباً وجودية وهذا ليس وقت الانسحاب"، فيما سارع وزير المالية بتسلئيل سموتريش لاتهام غانتس بتحقيق ما يصبو إليه قائد حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، وكذلك "حزب الله" اللبناني وإيران. أما وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، فطالب نتنياهو بضمه إلى مجلس الحرب عقب انسحاب غانتس.
شروط بيني غانتس
وفي 18 مايو/ أيار الماضي، هدد بيني غانتس نتنياهو بالاستقالة من الحكومة في حال عدم وضع خطة حتى الثامن من يونيو/ حزيران الحالي، تتضمن ستة أهداف رئيسية، أولها إعادة المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، والقضاء على حركة حماس ونزع سلاح القطاع، وفرض سيطرة إسرائيلية وتحديد بديل سلطوي في غزة، بالإضافة إلى إعادة سكان الشمال إلى منازلهم حتى الأول من سبتمبر/ أيلول المقبل، فضلاً عن التقدم في التطبيع مع السعودية، وكذلك خطة تجنيد "الحريديم" المتزمتين دينياً.