عيد العمال في فرنسا: المتظاهرون يستعيدون الساحات ورسائل للسياسيين

01 مايو 2021
من مظاهرات اليوم في العاصمة باريس (Getty)
+ الخط -

للعام الثاني على التوالي، تحتفل النقابات باليوم العالمي للعمال في ظل جائحة كورونا، حيث نزل، اليوم السبت، آلاف المتظاهرين إلى الشوارع الفرنسية، للاحتفال بهذا التاريخ الخاص جداً في فرنسا، إذ جرت العادة أن يشهد تعبئة اجتماعية ضخمة للاحتجاج على قرارات الحكومة، وحتى المطالبة باستقالة الرئيس أحياناً، الأمر الذي مرّ بشكل رمزي وبمشاركة متواضعة العام الماضي بسبب الحجر الصحي الذي فرضته السلطات الصحية على خلفية جائحة كورونا.

ودعا "الاتحاد العام للعمل" وعشرات النقابات الأخرى إلى جعل الأول من مايو/ أيار "يوماً للتعبئة والتظاهر"، احتجاجاً على مسائل الأجور والخدمات العامة والتوظيف والحماية الاجتماعية، في حين ذكرت وزارة الداخلية، في بيان وزعته على وسائل الإعلام، أنها تتوقع نحو 100 ألف متظاهر في كل أنحاء البلاد.

وانطلق الموكب الباريسي في حوالي الساعة الثانية والنصف بعد ظهر السبت من ساحة الجمهورية، باتجاه ساحة "ناسيون" (الأمة)، وانضم إليه المئات من الأشخاص الذين يمثلون حركات الطلاب و"السترات الصفراء"، وتقدمّه رئيس "الاتحاد العام للعمل" فيليب مارتينيز، الشخصية التي توصف من قبل الإعلام الفرنسي بأنها تؤرق الحكومة أينما ظهرت، نظراً للدور الذي لعبه في أزمة "السترات الصفراء" وإصلاح قانون التقاعد.

ومن داخل الموكب، قال مارتينيز: "العام الماضي كان هناك إحباط بسبب عدم التمكن من التظاهر. نحن نستأنف عاداتنا الجيدة  (..) لسنا فاقدين للوعي، نحن حريصون، مقنعون".

وشهدت التظاهرات اشتباكات مع الشرطة، التي حاولت منع تظاهرة باريس من الوصول إلى موقعها الأخير في ساحة "ناسيون"، حيث أعلنت قيادة الشرطة في العاصمة اعتقال 17 شخصاً "قاموا بأعمال تخريبية"، وهو ما كان الحال عليه في مدينة ليون كذلك، حيث قالت قيادة الشرطة هناك إنها اضطرت إلى تفريق "مجموعة من 200 شخص واعتقال بعضهم، كانوا في مقدمة موكب التظاهرة واستخدموا القذائف الحارقة ضد الشرطة"، وأكدت أن أعداد المتظاهرين بلغت نحو 3 آلاف شخص.

 

ومساء أمس الجمعة، عقد وزير الداخلية جيرالد دارمانان اجتماعاً مع محافظ شرطة باريس ديدييه لالما، من أجل بحث التحضيرات لمواجهة أي سيناريوهات قد تحصل في تظاهرات السبت، إذ عادة ما تشهد تظاهرات عيد العمال مواجهات عنيفة وأعمال عنف، خصوصاً من قبل ما يسمى بـجماعة "بلاك بلوك"، وهي جماعة عنيفة يواجه أفرادها الشرطة ويضربون مراكز تمثل الدولة والنظام مثل المصارف ومراكز التجارة الكبرى.

وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الداخلية الدفع بخمسة آلاف شرطي لمواجهة التظاهرات. وكما جرت العادة كل يوم، شارك عشرات السياسيين، والممثلين المحليين المنتخبين في البرلمان، قد تقدمهم نواب أحزاب اليسار، وعلى رأسهم المرشح الرئاسي وزعيم حزب "فرنسا غير الخاضعة" جان لوك ميلانشون، الذي اختار المشاركة في تظاهرات مدينة ليل، حيث ألقى كلمة أمام حشود المتظاهرين هناك تصدرت نشرات الأخبار لتطرّقه إلى الانتخابات الرئاسية، إذ قال "آمل أن أعود في الأول من مايو 2022 للمشاركة معكم، لكن كرئيس للجمهورية!".

من جهتها، قالت مرشحة اليمين المتطرف للانتخابات الرئاسية، رئيسة "التجمع الوطني" مارين لوبان، إنّ ولاية الرئيس إيمانويل ماكرون كانت "أربع سنوات من الفوضى والانقسام والتشرذم"، وإنها مقتنعة بفوزها في الانتخابات المقبلة عام 2022.

وأضافت لوبان، أثناء وضعها إكليلاً من الزهور عند تمثال جان دارك قبالة متحف اللوفر: "إذا كان إيمانويل ماكرون، لسوء حظ فرنسا الكبير، سيحكم لولاية ثانية، فستكون الفوضى عامة تماماً. ستكون هياجاً اجتماعياً (..) لقد عشنا للتو أربع سنوات من الفوضى والانقسام والتشرذم. إنها تفويض بالعنف، لا سيما تجاه الشعب الفرنسي (..) "هذا هو سبب اقتناعي بأنني سأنتخب".