عون يدعو اللبنانيين لـ"الثورة على المال الانتخابي": لا يمكن إلغاء أي مكوّن

14 مايو 2022
عون: حانت لحظة المحاسبة (حسين بيضون/العربي الجديد)
+ الخط -

دعا الرئيس اللبناني ميشال عون اللبنانيين عشية الانتخابات النيابية إلى المشاركة بكثافة، يوم غدٍ الأحد، و"الثورة وراء العازل على المال الانتخابي، وأن تكونوا أحرارا خلف العازل لدقائق، فتربحوا وطنكم وتعيشوا فيه أحراراً وبكرامتكم طوال حياتكم".

وأضاف الرئيس اللبناني، في رسالة متلفزة، مساء اليوم السبت، أنّ "ثورة صندوق الاقتراع هي أنظف ثورة وأصدقها"، متوجهاً إلى اللبنانيين بالقول: "ثوروا على كلِّ من يعتبركم مجرّد سلعة! ثوروا على الابتزاز السياسي! ثوروا على الانحطاط الأخلاقي وفقدان القيم! ثوروا على الارتهان للخارج! ثوروا على من سرق أموالكم وودائعكم! ثوروا على من عرقل، ولمّا يزل، كلَّ خطوة بمقدورها أن تحمي ما تبقَّى من حقوقكم أو تفضح السارقين! ثوروا على من يحرِّض ويبتغي الفتنة وربّما حرباً أهليَّة".

وتابع: "حانت لحظة المحاسبة، ولحظة تحديد الخيارات، والمحاسبة تكون دائماً في صندوق الاقتراع"، مشيراً إلى أنَّ "مسؤوليتكم كبيرة اليوم، كي لا يتوقّف مسار تفكيك منظومة الفساد المركّبة، التي تحكّمت بمفاصل البلد على مدى عقود، وتحاسبوا الفاسدين والسارقين".

وحذر عون الشباب على وجه الخصوص "من كذبة جديدة وبدعة خطيرة، وخلاصتها أنّه من الممكن إلغاء مكوّن من مكوِّنات مجتمعنا من دون أن يؤثر ذلك على استقرار الوطن وهدوئه"، معتبراً أنّ "كافة هذا التفكير فتنة وحرب أهلية. فلبنان ليس بإمكانه أن يحيا إلا بجميع مكوّناته وبجميع أبنائه، ولقد سبق واختُبرت محاولات العزل، وأغرقت لبنان في بحر من الدم والدموع". وتساءل: "هل من أحد على استعداد أن يعيش أولاده وأحفاده ذلك الخوف إياه، وذلك الوجع، وتلك المآسي؟".

كيف تبدو حماسة الشارع اللبناني عشية الانتخابات النيابيّة؟

ويدعم الرئيس اللبناني عشية الانتخابات بهذا التحذير حليفه "حزب الله" الذي يعتبر أنّ هناك حملة مركزة عليه داخلية وخارجية لإقصائه وإخراجه من المعادلة اللبنانية وإسقاط سلاحه، مع الإشارة إلى أنّ أمين عام الحزب حسن نصر الله كان لجأ من هذه البوابة إلى تجييش مناصريه وبيئته لحثهم على الاقتراع بكثافة.

ومعروف أنّ نصر الله كان أعلن أيضاً أنه سيدعم حلفاءه بالانتخابات وهو ما يعوّل عليه "التيار الوطني الحر" ورئيسه النائب جبران باسيل، صهر عون، للجم خسائره النيابية والحفاظ على أكبر عددٍ ممكن من المقاعد النيابية في ظل تراجع شعبيته بشكل ملحوظ.

وتابع الرئيس اللبناني: "ليس ميشال عون الذي أمضى حياته يقاتل من أجل وحدة لبنان، وسيادته على كل شبر من أرضه وبحره، وأول من تقدّم باستراتيجية دفاعية وطنية، سيسمح اليوم أو في أي يوم، أن تُمسَّ هذه السيادة، أو تُباع في السوق السوداء، أو تغدو موضع مساومة أو مقايضة".

ولم يغب موضوع اللجوء السوري (تصرّ السلطات اللبنانية على توصيفهم بالنازحين) عن كلمة عون والتي توضع في خانة الاستثمار الانتخابي، فقال: "من حق الشعب اللبناني هو أولوية، ووطننا لم يعد قادراً على تحمّل أعباء اللجوء والنزوح، ونرفض كل شكل من أشكال الدمج والتوطين".

وتمنى عون على اللبنانيين أن "تعلو صرختكم بوجه تجَّار البشر والوطن. وأن توصدوا أبوابكم أمامهم، وتعلنوها: ضميرنا ليس للبيع! ونحن لسنا للبيع!"، مذكّراً، "أنَّ من يشتريك اليوم، بالثمن الزهيد، سيبيعك في الغد بأغلى الأثمان".

تجدر الإشارة إلى أن هذه الانتخابات تشهد شراء للأصوات بشكل غير مسبوق، إذ ينفق المرشحون خصوصاً من الأحزاب السياسية التقليدية من ضمنهم الحزب المحسوب على رئيس الجمهورية "التيار الوطني الحر" مبالغ طائلة وبالدولار الأميركي النقدي رغم الأزمة الاقتصادية والنقدية لكسب الأصوات في ظل معركة أحجام بامتياز.

انتخابات لبنان

وتُفتَح صناديق الاقتراع أمام الناخبين في تمام الساعة السابعة صباحاً بتوقيت بيروت على مختلف الأراضي اللبنانية وسط إجراءات أمنية مشددة بدأت تنفّذ منذ مساء اليوم السبت، إذ تشهد المناطق خصوصاً ذات الحساسية السياسية مثل العاصمة اللبنانية وطرابلس شمالاً والبقاع، انتشاراً مكثفاً للجيش وآلياته العسكرية والقوى الأمنية.

وتشهد مناطق لبنانية، خصوصاً ذات الطابع الحزبي مساء اليوم، مسيرات سيارة شعبية وتجمّعات تُرفَع فيها أعلام أحزاب السلطة تعبيراً عن دعمها وتأكيداً أن أصوات المناصرين الناخبين ستصبّ في صالح زعمائهم ومرشحيهم للانتخابات النيابية، في حين ينفذ الجيش اللبناني دوريات متنقلة لحفظ الأمن، مع الإشارة إلى أن وزارة الداخلية والبلديات كانت أصدرت تعميماً بإقفال كافة الملاهي والمطاعم والحانات منذ مساء اليوم حتى صباح الاثنين.

وتتنافس غداً الأحد 103 لوائح انتخابية على مستوى 15 دائرة انتخابية، وذلك بعدما مرّت بثلاث جولات انتخابية الأولى والثانية اتصلت بانتخابات المغتربين يومَي الجمعة والأحد الماضيَيْن في 58 دولة وقد بلغت نسبة الاقتراع 63% على أن تفرز الأصوات غداً مع الانتخابات العامة التي تجري على الأراضي اللبنانية.

وجرت الجولة الثالثة من الانتخابات في لبنان، الخميس الماضي، وكانت مخصصة للموظفين الذين يشاركون في العملية الانتخابية وقد بلغت نسبة اقتراعهم 84%، مع العلم أنّ الجولات الثلاث سجلت فيها مخالفات جمة أخطرها أن هؤلاء الموظفين غير ملمّين بشكل كافٍ في فهم آلية الانتخاب ما من شأنه أن يترجم فوضى في مراكز الاقتراع.

كيف تنخب