عملية برية لجيش الاحتلال شماليّ غزة بعد ليلة قاسية

06 أكتوبر 2024
نقل مصابين إلى مستشفى الأقصى، 6 أكتوبر 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- شهد شمال قطاع غزة توغلًا لقوات الاحتلال الإسرائيلي في مناطق سكنية بمخيم جباليا، مع قصف جوي مكثف أدى إلى استشهاد العشرات، بينهم الصحافي حسن حمد، وإصابة العديد وسط صعوبات في تقديم الإسعافات.
- استهدفت العملية العسكرية الإسرائيلية بنية تحتية مسلحة في جباليا، مع قصف مستودعات أسلحة وخلايا مسلحة، وتوزيع منشورات تدعو للإخلاء وفتح طرق للإخلاء.
- تعاني المستشفيات في شمال غزة من نقص الوقود، مما يزيد من صعوبة الأوضاع الإنسانية للسكان في ظل استمرار العدوان.

شن الطيران الحربي والمُسير عشرات الضربات باتجاه منازل المواطنين

حاصرت قوات الاحتلال منازل عشرات المواطنين وسيطرت على المناطق

كانت ساعات الليل قاسية على سكان الشمال الذين يكتوون بنار الحرب

بعد ليلة قاسية وصعبة، استيقظ أهالي شماليّ قطاع غزة ليجدوا قوات الاحتلال الإسرائيلي توغلت بآلياتها العسكرية في منطقتين سكنيتين شرقيّ مخيم جباليا وغربيه، مع إلقاء طائراته منشورات من الجو تدعو سكان مناطق الشمال إلى إخلائها والتوجه إلى منطقة المواصي، جنوبي القطاع.

وطوال ساعات الليلة الماضية، شن الطيران الحربي والمُسير عشرات الضربات الجوية على منازل المواطنين والمناطق الفاصلة بين مخيم جباليا ومنطقة جباليا البلد، واستهدفت طائرات يسميها الفلسطينيون "كواد كابتر" المتحركين من صحافيين وطواقم طبية ودفاع مدني.

واستقبلت المشافي طوال الليل عشرات الشهداء، من بينهم المصور الصحافي حسن حمد، إضافة للعشرات من الجرحى، وكان صعباً على الطواقم الإسعافية وطواقم الدفاع المدني التعامل مع الكم الكبير من الاستهدافات في الوقت ذاته، في ظل تعطل معداتها ونفاد الوقود وصعوبات التحرك الميداني.

وتحت ستار القصف الجوي والبري العنيف، توغلت قوات من جيش الاحتلال إلى مناطق السلاطين والعامودي والتوام، إلى الغرب من شمالي القطاع، وأطراف مخيم جباليا وخلف مدارس الإيواء، شرقي المخيم، في عملية لم يعلن الاحتلال انطلاقها قبل بدئها كما جرى في الأوقات السابقة.

وحاصرت قوات الاحتلال منازل عشرات المواطنين وسيطرت بالقوة الجوية على المناطق ومنعت السكان من إخلاء منازلهم والنزوح. واستشهد المصور الصحافي حسن حمد خلال تغطيته حركة النزوح الخفيفة التي بدأت من مخيم جباليا في استهداف إسرائيلي مباشر.

وفي وقت لاحق، أعلن متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنّ "الفرقة 162 بدأت الليلة الماضية عملياتها للقضاء على بنية تحتية مسلحة في منطقة جباليا بعد ورود معلومات استخبارية مسبقة وبعد تقييم وضع مستمر وأعمال القوات في الميدان، التي دلت على وجود مخربين وبنى إرهابية في المنطقة إلى جانب محاولات لترميم بنى إرهابية من قبل حماس".

وذكر بيان جيش الاحتلال أنّ "الفرق القتالية للواءي 401 و460 استكملت تطويق المنطقة لتواصل القوات العمل في المنطقة"، مشيراً إلى أنه "قبل بداية العملية هاجمت قوات سلاح الجو عشرات الأهداف العسكرية لمساندة القوات المناورة، ومن بينها مستودعات أسلحة وبنى تحت أرضية وخلايا مخربين وبنى عسكرية إضافية".

وبالتزامن مع القصف الجوي والبري والمدفعي، ألقى جيش الاحتلال منشورات تدعو السكان للإخلاء، ونشر في الوقت ذاته على وسائل التواصل وعمم بياناً موسعاً للجيش يتحدث عن مزاعمه المتكررة بأنّ "حماس الارهابية تواصل محاولاتها ترسيخ بنيتها الإرهابية في منطقتكم مستغلة السكان والمآوي والمنشآت الصحية درعًا بشريًا".

بالتزامن مع القصف الجوي والبري والمدفعي، ألقى جيش الاحتلال منشورات تدعو السكان للإخلاء

وقال جيش الاحتلال في المنشورات والبيان إنّه "️ينشر خريطة الإخلاء الجديدة في منطقة شمال قطاع غزة، والتي تهدف إلى التواصل معكم وإصدار أوامر الاخلاء وفق الضرورة إلى مناطق أوسع تضم عددًا من البلوكات وفق الأحياء السكنية. أذكركم بأن منطقة شمال قطاع غزة لا تزال تعتبر منطقة قتال خطيرة".

وأشار إلى فتح طريقي الرشيد البحري غرباً وصلاح الدين شرقاً لمرور الراغبين في الإخلاء باتجاه ما يسميه المنطقة الإنسانية في المواصي.

وكانت ساعات الليل قاسية وصعبة على سكان الشمال الذين يكتوون بنار الحرب والجوع، بعد فترة هدوء نسبية عاشتها المنطقة التي كانت واحدة من أسوأ المناطق التي شهدت عدواناً برياً في القطاع الذي بات مدمراً.

واستهدف جيش الاحتلال عبر الطيران الحربي والمروحي والمُسير والمدفعية وبشكل مركز مناطق مختلفة من شمال غزة، ومنها مخيم جباليا وبلدة جباليا البلد وبيت لاهيا والمناطق الغربية من المحافظة الشمالية، التي شهدت عقب القصف توغلا بريا وحركة نزوح من الأهالي الموجودين في ما تبقى من منازلهم ومراكز الإيواء.

وشن الطيران الحربي نحو أربع موجات من القصف العنيف على مناطق مختلفة من شمال غزة، في ما يعرف محليا باسم الأحزمة النارية، وبالتزامن كانت الطائرات المسيرة المعروفة محليا باسم كواد كابتر تطلق القنابل والرصاص الحي على المناطق المستهدفة.

واستشهد عشرة أشخاص على الأقل بقصف الطيران الحربي منزلاً في بلدة جباليا البلد، فيما استشهدت امرأة ورجل بقصف شقتين سكنيتين في وسط مخيم جباليا. وفي مخيم جباليا أيضاً، استهدف الطيران الاسرائيلي سيارة لنقل المياه ومنع الإسعافات من انتشال الشهداء، ثم استهدف من يقترب منها برصاص من الطيران المسير.

وفي منطقة بئر النعجة، غربي جباليا، استهدف الطيران الحربي منزلاً، ما أدى لاستشهاد نحو عشرة فلسطينيين وإصابة العديدين منهم.

ووصل ثلاثة شهداء وثمانية مصابين إلى مستشفى العودة في تل الزعتر، شمال شرقي مخيم جباليا، سقطوا جراء القصف الذي استهدف المناطق الشرقية، وفق ما أعلنت مصادر طبية وشهود عيان.

وقال صحافيون وناشطون إن طيران كواد كابتر المسير أطلق الرصاص باتجاه الطواقم الطبية والدفاع المدني والصحافيين في مخيم جباليا.

وأعلنت وزارة الصحة أن مستشفيات محافظة شمال غزة، وهي المستشفى الإندونيسي وكمال عدوان والعودة، تعمل بشكل طبيعي وتستقبل المصابين والمحتاجين للخدمة الطبية. وهذه المستشفيات الثلاثة المدمرة جزئيا نتيجة التوغلات البرية السابقة يتهددها التوقف نتيجة النقص الحاد في الوقود.

المساهمون