عراقجي بعد لقاء نظيره العماني: نحترم سيادة الأراضي السورية

30 ديسمبر 2024
جانب من لقاء وزير الخارجية العماني مع عراقجي في طهران، 30 ديسمبر 2024 (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- التعاون الإيراني العماني وتطورات المنطقة: التقى وزيرا الخارجية الإيراني والعماني في طهران، مؤكدين على تشكيل حكومة شاملة في سورية واحترام سيادتها، وضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ووقف إطلاق النار في غزة، مع تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين.

- الرسائل الدبلوماسية والعلاقات الثنائية: نفى عراقجي حمل البوسعيدي رسالة أميركية، وأكد على تبادل الرسائل عبر السفارة السويسرية. شدد البوسعيدي على التعاون الإقليمي والدولي، ودعم الحقوق الفلسطينية، وتعميق العلاقات التجارية والأمنية.

- التفاهمات النووية والتعاون الإقليمي: التقى البوسعيدي مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، حيث ندد بالهجمات الإسرائيلية وأكد التزام إيران بتفاهمات مسقط، مشيراً إلى دور عمان كوسيط مهم في المباحثات النووية.

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، بعد لقاء مع نظيره العُماني بدر البوسعيدي في طهران اليوم الاثنين، إن مواقف بلاده مشتركة مع سلطنة عمان بشأن تشكيل حكومة شاملة في سورية، مضيفاً: "نحترم سيادة الأراضي السورية وعدم التدخل في الشأن السوري". ووصل وزير الخارجية العماني، الاثنين، إلى العاصمة الإيرانية وأجرى مباحثات مع نظيره الإيراني. ولم تصدر الخارجية الإيرانية بياناً بعد بشأن حيثيات هذه المباحثات.

وأكد الوزير الإيراني في مؤتمر صحافي مع البوسعيدي على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي السورية، داعياً إلى ضرورة وقف فوري لإطلاق النار في غزة وإيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع. ودان الهجمات الأميركية والإسرائيلية على اليمن، معرباً عن أمله في إحياء مفاوضات السلام في اليمن في أسرع وقت. وبشأن العلاقات مع عمان، قال عراقجي إن التعاون بين البلدين "على مختلف المجالات السياسية والاقتصادية طور التوسع"، مضيفاً أن زيارة نظيره العماني "جاءت في الوقت المناسب".

وفي معرض رده على سؤال ما إذا كان البوسعيدي يحمل رسالة أميركية خلال هذه الزيارة، قال عراقجي إنه لا يحمل هذه الرسالة خلال هذه الزيارة، مشيراً إلى أنه إن كانت هناك حاجة فسيقوم بذلك "الأشقاء العمانيون". وأكد في الوقت ذاته "سنستمر بتبادل الرسائل مع أميركا إن اقتضت الحاجة عبر السفارة السويسرية" التي ترعى المصالح الأميركية في إيران.

من جانبه، أكد وزير الخارجية العماني أنه يحمل رسالة من سلطان عمان هيثم بن طارق للرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، قائلاً إنه بحث مع عراقجي التطورات الإقليمية والدولية وخاصة في سورية ولبنان. وشدد على حرص بلاده على التعاون مع إيران، لافتاً إلى اتفاق على خطوات لتعميق العلاقات التجارية وتسهيل حركة النقل والسفر والأمن الصحي والغذائي.

وأوضح البوسعيدي أن بحث القضية الفلسطينية باعتبارها قضية محورية وأساسية كان ضمن عناوين اللقاء، مؤكداً دعم الحقوق الفلسطينية المشروعة وجهود الشعب الفلسطيني في الوصول إلى الاستقلال والحرية والسلام.

في السياق ذاته، التقى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، مع وزير الخارجية العماني، ووصف العلاقات الإيرانية العمانية بأنها "قديمة وودية"، مؤكداً ضرورة توسيعها، وقائلاً إن حكومته تعتمد في سياستها الخارجية على توسيع العلاقات وتوطيد التعاون مع جميع الدول الإسلامية والجارة والصديقة.

وأضاف أنه "إذا كانت هناك خلافات بين دول المنطقة والشعوب المسلمة فإن الكيان الصهيوني المجرم يستغلها لضربهم"، مؤكداً أن "ذلك غير مقبول"، وموضحاً أن رؤية بلاده وتوجهاتها مع "نشر السلام والأمن في المنطقة وبين الدول الإسلامية".

كما نقل وزير خارجية عمان رغبة سلطان عمان هيثم بن طارق في توسيع العلاقات مع إيران، مؤكداً أن العلاقات بين مسقط وطهران "أنموذج لتوسيع التعاون على أساس الصداقة والثقة المتبادلة"، مضيفاً أن هذه العلاقات تعتمد الاحترام والثقة.

كما التقى البو سعيدي أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي أكبر أحمديان. وندد الأخير بالهجمات الإسرائيلية على سورية، مشيراً إلى أن "مقاومة جديدة ولدت في سورية مع احتلال أراض سورية من قبل الكيان الصهيوني"، قائلاً إن هذه المقاومة "ستظهر نفسها خلال السنوات المقبلة".

وبحث أحمديان والبو سعيدي، العلاقات بين البلدين والتطورات في المنطقة، مع التأكيد على ضرورة تطوير العلاقات في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والمضي قدماً في مشاريع النقل بين إيران وعمان ومع دول أسيا الوسطى وروسيا.

ورداً على استفسار وزير خارجية عمان بشأن الأنشطة النووية الإيرانية، نفى أحمديان ما وصفه بأنه "إشاعات بشأن زيادة تخزين اليورانيوم المخصب ورفع نسبة التخصيب"، مؤكداً أنها "عار عن الصحة"، ومضيفاً أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، "ما زالت ملتزمة بالإطار الكلي لتفاهمات مسقط والكرة اليوم في ملعب الطرف الآخر لينفذ تعهداته".

ولم يكشف المسؤول الإيراني عن طبيعة هذه التفاهمات، لكنه على ما يبدو يشير إلى تفاهمات قد حصلت خلال العامين الأخيرين في مفاوضات غير مباشرة في مسقط مع الولايات المتحدة الأميركية. وأكد أمين مجلس الأمن القومي الإيراني أنه "لم يحصل تغيير في العقيدة النووية للجمهورية الإسلامية الإيرانية بناء على موقف قائد الثورة الإسلامية".

من جانبه، قال البو سعيدي إن العلاقات بين طهران ومسقط "استراتيجية ويجمع بين الطرفين تعاون وثيق في مختلف الملفات".

وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، قد قال أمس الأحد، إن البوسعيدي سيزور إيران الاثنين بدعوة من نظيره الإيراني للتباحث بشأن آخر تطورات العلاقات الثنائية والملفات الإقليمية، مشيرا إلى أنه سيلتقي أيضا مع عدد آخر من كبار المسؤولين السياسيين والاقتصاديين الإيرانيين.

من جهته، قال السفير الإيراني لدى مسقط موسى فرهنغ، إن العلاقات الإيرانية العمانية والتعاون الإقليمي بين إيران وجيرانها سيشهدان "مرحلة جديدة"، موضحاً أن "إيران وعُمان نموذج مناسب للعلاقات المبنية على الثقة والصداقة".

وتعد سلطنة عمان أحد أهم الوسطاء بين طهران وواشنطن، وكانت تحتضن مباحثات إيرانية أميركية غير مباشرة بشأن الملف النووي وقضايا خلافية أخرى خلال العامين الأخيرين بعد توقف المباحثات النووية في فيينا.

وقال عراقجي خلال زيارة سابقة إلى مسقط في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إن هذا المسار "قد توقف بسبب الظروف الخاصة في المنطقة، واليوم لا نرى هناك أرضية للمباحثات وعندما نتجاوز الأزمة الراهنة، حينها نقرر ما إذا كنا نريد خوض هذا المسار مجدداً أم لا، وبشأن كيفية مسار هذه المباحثات" مع واشنطن.

ووصل عراقجي أمس الأحد، إلى الإمارات في طريق عودته من زيارة بكين إلى طهران لإجراء مباحثات مع نظيره الإماراتي عبد الله بن زايد. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، على منصة إكس، إن عراقجي سيزور دبي بناء على دعوة من نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد لبحث آخر مستجدات المنطقة.