سورية: انتشار للتحالف و"قسد" على ضفة الفرات وتعزيزات للنظام في درعا

03 فبراير 2021
تحركات غير مسبوقة للتحالف الدولي في ريف دير الزور (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -

شهد ريف دير الزور شمال شرقي سورية، أمس الثلاثاء، تحركات مكثّفة من قوات التحالف الدولي و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) قرب نهر الفرات، تزامناً مع تعزيز النظام السوري لقواته وإنشاء نقطة جديدة في درعا جنوبي البلاد.

وشهدت مناطق سيطرة "قسد" في شمال الفرات وشرقه بريف دير الزور تحركاً غير مسبوق، مساء أمس، خاصة في ناحية البصيرة، حيث فرضت طوقاً أمنياً في محيط البلدة من جميع الجهات، وداهمت العديد من المواقع على النهر.

وقالت مصادر، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قسد" عقدت اتفاقاً مع وجهاء في المنطقة بهدف مواجهة عمليات التهريب إلى مناطق النظام.

وذكرت المصادر أن تحركات "قسد" التي ترافقها تحركات التحالف الدولي شملت أيضاً ناحية الشحيل جنوب البصيرة، وناحيتي جديدة عكيدات وحطلة على طول نهر الفرات شمال غربي البصيرة.

وكانت قوات التحالف قد نفذت، خلال اليومين الماضيين، عدة عمليات إنزال جوي اعتقلت خلالها أشخاصاً متهمين بالانتماء إلى "داعش".

في غضون ذلك، قالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ ثلاثة مدنيين جرحوا جراء انفجار لغم أرضي في قرية السيال بناحية البوكمال شرقي دير الزور، مشيرة إلى أن اللغم من مخلفات الحرب بين النظام وتنظيم "داعش" في المنطقة.

وذكرت المصادر أنّ قوات النظام السوري مدعومة بالطيران الروسي واصلت عمليات التمشيط في محيط طريق دير الزور دمشق وعلى طريق دير الزور تدمر، وصولاً إلى طريق حماة الرقة أيضاً، حيث شنّ الطيران الروسي غارات عدّة على أهداف مجهولة لم يتبين ما نتج منها.

ولفتت المصادر إلى أن الطيران الحربي الروسي شنّ أكثر من مائة غارة، منذ صباح الاثنين وحتى مساء أمس، على مناطق متفرقة من البادية، تزامن ذلك أيضاً مع تحليق الطيران المروحي برفقة القوات البرية التي تقوم بعمليات التمشيط، لكن تلك العمليات لم تتضح لها أي فائدة بعد.

وفي ريف حلب الشمالي، جددت قوات "الجيش الوطني السوري" المدعومة بالجيش التركي قصفها على مواقع لـ"قسد" في محاور بلدة مرعناز وبلدة تل رفعت، قابلتها "قسد" أيضاً بقصف مماثل واستهدافات بالرشاشات الثقيلة. وذكرت مصادر، لـ"العربي الجديد"، أن القصف أوقع أضراراً مادية لكلا الطرفين.

إلى ذلك، قالت مصادر "العربي الجديد" إنّ قوات النظام استقدمت تعزيزات عسكرية تضم أسلحة ثقيلة ودبابات إلى منطقة الجامعات على الطريق الواصل بين بلدتي المزيريب واليادودة بريف درعا الشمالي الغربي جنوبي سورية، مضيفة أن التعزيزات بدأت بإنشاء نقطة للفرقة الرابعة والمليشيات التابعة لها.

وذكرت المصادر أن النقطة وضعت بهدف تأمين طريق إمداد للنظام في المنطقة، حيث تعرضت قواتها سابقاً لعدة هجمات من مجهولين كبّدتها خسائر بشرية.

وذكر الناشط محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، أنّ مسلحين هاجموا، أمس الثلاثاء، عنصراً من شعبة المخابرات الجوية التابعة للنظام في مدينة الصنمين شمالي درعا، ما أدى إلى مقتله على الفور، وهو الهجوم الخامس على عناصر النظام خلال الأسبوع الجاري.

وتشهد محافظة درعا الخاضعة لسيطرة النظام السوري وفصائل التسوية والمصالحة (المعارضة سابقاً)، بشكل شبه يومي، هجمات من مجهولين على عناصر ومسؤولين في النظام وقواته، وتطاول الهجمات أيضاً عناصر وقياديين في فصائل التسوية، إذ أدت تلك الهجمات إلى خسائر بشرية.

النظام يخرق وقف إطلاق النار ويقتل طفلاً في ريف حماة

إلى ذلك، قُتل طفل وأصيب أربعة مدنيين، اليوم الأربعاء، جراء قصف من قوات النظام السوري على ريف حماة الشمالي الغربي، فيما جدّد النظام خرق وقف إطلاق النار في ريف إدلب شمال غربي سورية. ووصلت تعزيزات عسكرية للجيش الروسي إلى قاعدة لها في ريف الرقة.

وقال الناشط مصطفى المحمد في حديث مع "العربي الجديد"، إن قوات النظام السوري قصفت بصاروخ موجَّه سيارة تقل مدنيين على الطريق الواصل بين بلدة المنصورة وقرية العنكاوي في ريف حماة الشمالي الغربي، ما أدى إلى مقتل طفل وإصابة أربعة مدنيين بجروح.

وقالت مصادر "العربي الجديد" إن قوات النظام جددت قصفها الصاروخي والمدفعي على مناطق في قرى وبلدات سفوهن والفطيرة وبينين وكفرعويد في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، موقعة أضراراً مادية في ممتلكات المدنيين، وتزامن ذلك مع تحليق مكثف للطيران الحربي الروسي دون تنفيذ غارات.

وكان الطيران الحربي قد شنّ مساء أمس الثلاثاء ثلاث غارات على منطقة الشيخ بحر شمالي مدينة إدلب، ومحيط بلدة قورقانيا شمال غربيها، ولم يوقع القصف خسائر بشرية، لكنّه أدى إلى نزوح عائلات من المناطق التي استُهدِفَت نحو مدينة إدلب وإلى الشريط الحدودي مع تركيا. كذلك أصيب طفلان بجروح نتيجة استهداف قوات النظام بصاروخ حراري سيارة مدنية في قرية الزيادية بريف جسر الشغور، غربي إدلب.

وفي محافظة السويداء جنوبي البلاد، تظاهرت مجموعة من الأهالي على طريق قرية نمرة، ومنعت سيارات المدنيين من العبور على الطريق، كذلك أشعلت الإطارات تعبيراً عن غضبها بسبب انقطاع المياه عن القرية منذ أيام، من دون تقديم مسؤولي النظام السوري حلولاً للقرية.

وفي ريف دير الزور الشرقي، قُتل عنصر من مليشيات "قسد" بهجوم من مجهولين في بلدة ذيبان، فيما فرّ المهاجمون إلى جهة مجهولة، واكتفت مليشيات "قسد" بالانتشار في المنطقة والتشديد على المدنيين في الطرقات.

وفي الحسكة شمال شرقي البلاد، تحدثت مصادر عن وقوع انفجار في مدينة رأس العين الخاضعة لسيطرة "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا، حيث نجم الانفجار عن عبوة ناسفة زرعها مجهولون بالقرب من المسجد الكبير وسط المدينة، ما أدى إلى إصابة شخص بجروح.

وفي غضون ذلك، قالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن الجيش الروسي نقل تعزيزات جديدة إلى قاعدة تل السمن في ريف الرقة الشمالي، حيث وصل رتل يضم أسلحة ثقيلة ترافقه طائرات مروحية. وكان الجيش الروسي قد تمركز في القاعدة العام الماضي بعد إخلائها من القوات الأميركية.

وتعزز روسيا قواتها في مناطق شمالي سورية وشرقيها، بعد عقدها تفاهمات مع "قسد" والنظام السوري، مكنتها من الانتشار في العديد من المناطق التي أخلتها القوات الأميركية بعد إعلان هزيمة "داعش" عسكرياً في سورية.

الطيران الروسي يقصف إدلب

شن الطيران الحربي الروسي مساء اليوم ست غارات على مناطق في ريف إدلب شمال غربي سورية فيما جرح عدة أشخاص بانفجار دراجة نارية ملغمة في بلدة المزيريب بريف درعا جنوبي البلاد، في حين اعتقلت قوات التحالف الدولي ضد "داعش" شخصين في ريف الحسكة.

وقالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن الطيران الحربي الروسي قصف بصواريخ مناطق في محيط بلدة أرمناز بريف إدلب، نجم عنها انفجارات عنيفة فيما لم يتبين حجم الخسائر الناتجة عنها، ورجحت المصادر أن الغارات طاولت مقرات لفصائل مسلحة في المنطقة تابعة لـ"هيئة تحرير الشام" وفصائل أخرى.

وأضافت المصادر أن قوات النظام قصفت بالمدافع والصواريخ مناطق في قريتي سوسان ومجدلية في ريف إدلب الجنوبي موقعة أضرار مادية في ممتلكات المدنيين.

وفي غضون ذلك، جرح عدد من الأشخاص جراء انفجار دراجة نارية ملغمة استهدفت مقرا لمقاتلين سابقين في فصائل المعارضة السورية المسلحة ببلدة المزيريب في ريف درعا، وقالت مصادر "العربي الجديد" إن الدراجة استهدفت مقر القيادي السابق في الجيش الحر المدعو حسن عجاج.
إلى ذلك، تحدثت مصادر لـ"العربي الجديد" عن تنفيذ التحالف الدولي ضد "داعش" اليوم عمليتي مداهمة في مدينة الشدادي، اعتقلت خلالهما شخصين بتهمة التعامل مع خلايا تنظيم "داعش"، وذكرت المصادر أن أحد الشخصين يعمل في الحوالات المالية وتصريف العملات الأجنبية.

وفي شأن متصل، قالت المصادر إن دفعة مؤلفة من أربعين شاحنة تحمل مساعدات عسكرية من التحالف الدولي دخلت اليوم من معبر الوليد الحدودي مع شمال العراق. ووصلت إلى قاعدة التحالف و"قسد" في مدينة الشدادي جنوبي الحسكة، ورافق الرتل مجموعة من الطائرات المروحية وعناصر من "قسد".

وتزامنت التعزيزات الجديدة مع بدء "قسد" بمساندة التحالف الدولي في عملية تمشيط على الضفة الشمالية الشرقية من نهر الفرات في نواحي الشحيل وجديدة عكيدات والبصيرة وذلك تحت ذريعة ضبط معابر التهريب مع مناطق النظام السوري وملاحقة المهربين الذين يستخدمون النهر.

وجاءت هذه العملية بعد جولة مفاوضات عقدها مسؤولون من التحالف مع وجهاء وشيوخ من ناحية الشحيل، جرى خلالها الاتفاق على مواجهة عمليات التهريب من مناطق "قسد" إلى مناطق النظام. وتمنع قوات التحالف و"قسد" عمليات التهريب في حين تسمح بتزويد النظام بالنفط عن طريق "قسد"، رغم خضوع النظام لعقوبات اقتصادية أوروبية وأميركية.