- الاستيلاء الروسي على مساحات في أوكرانيا يتجاوز ما تم خلال العام 2023، مع ذلك، هذه المكاسب لا تزال تمثل أقل من 1% من الأراضي الأوكرانية.
- تحركات دولية ودبلوماسية متزايدة حول الأزمة، بما في ذلك مؤتمر سويسرا المزمع وتحذيرات بريطانية بشأن ضرورة دعم أوكرانيا أمام التقدم الروسي.
سيطرت روسيا على 278 كيلومتراً مربعاً في غضون أسبوع في شرقي أوكرانيا ولا سيما في منطقة خاركيف، في أكبر اختراق لها منذ سنة ونصف السنة، على ما أظهر اليوم الخميس تحليل أجرته وكالة فرانس برس، استناداً إلى بيانات للمعهد الأميركي لدراسة الحرب. وبين التاسع من مايو/أيار والخامس عشر منه، سيطرت روسيا على 257 كيلومتراً مربعاً في منطقة خاركيف وحدها في شمال شرق أوكرانيا، مركز الهجوم الروسي الجديد، حيث أعلنت موسكو الاستيلاء على بلدات عدة.
أما البقية وهي 21 كيلومتراً مربعاً، فقد سيطر عليها الجيش الروسي في مواقع مختلفة على خط الجبهة من بينها بلدة روبوتينه الاستراتيجية في جنوب البلاد. ولم تحرز القوات الروسية مثل هذا التقدم السريع في الأراضي الأوكرانية، منذ منتصف ديسمبر/ كانون الأول 2022. ففي الفترة الممتدة من 7 إلى 13 ديسمبر، عندما كانت الجبهة تشهد تبدلات أكبر، تقدّم الروس أكثر من 350 كيلومتراً مربعاً في منطقة لوغانسك (شمال شرق)، لكنهم تراجعوا في الأشهر التي سبقت في منطقتَي خاركيف وخيرسون في مواجهة الهجمات الأوكرانية.
ومنذ بداية العام 2024، احتلّت روسيا حوالى 800 كيلومتر مربع، وهي مساحة أكبر من تلك التي استولت عليها في العام 2023 بأكمله (600 كيلومتر مربع). غير أن هذا التقدّم يبقى ضئيلاً، إذ يطاول أقلّ من 1% من الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها موسكو حالياً، لذلك فإن المساحات التي استولت عليها روسيا في الفترة الأخيرة محدودة جداً بالمقارنة مع تلك التي احتلتها في بداية غزوها لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022.
ومنذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير/ شباط 2022، وحتى 15 مايو/ أيار 2024، استولت روسيا على 65336 كيلومتراً مربعاً من الأراضي الأوكرانية، ما يمثل نحو 12% من أوكرانيا من دون احتساب الأراضي التي ضمتها روسيا في السابق مثل شبه جزيرة القرم. واستندت وكالة فرانس برس في حساباتها إلى بيانات يصدرها يومياً المعهد الأميركي لدراسة الحرب الذي يعتمد على بيانات تنشرها موسكو وكييف إضافة إلى تحليل صور الأقمار الصناعية.
إلى ذلك، أعلن الجيش الأوكراني أن إجراءاته الدفاعية أجبرت القوات الروسية على تخفيف وتيرة الهجمات في شمال منطقة خاركيف اليوم الخميس. وأضاف أنه واصل القتال في الجزء الشمالي من مدينة فولتشانسك التي تقع في خاركيف، وأن الوضع تحت السيطرة.
الكرملين: مؤتمر سويسرا حول أوكرانيا لا جدوى له
سياسياً، اعتبر الكرملين أن القمة المزمعة التي تأمل سويسرا في أن تمهد الطريق لعملية السلام في أوكرانيا لن تكون مجدية، دون مشاركة روسيا. وصرح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف لصحيفة إزفستيا الروسية، قائلاً "بدون روسيا، فإن مناقشة القضايا الأمنية التي تهمنا لا جدوى لها على الإطلاق". وقال بيسكوف "على الأرجح، سيكون الأمر مجرد مناقشات فارغة، مع عدم وجود احتمال للتوصل لأي نتيجة ملموسة على الأقل".
وأعلنت سويسرا، أمس الأربعاء، أن أكثر من 50 دولة أعلنت عزمها المشاركة في القمة المقرر عقدها يومي 15 و16 يونيو/ حزيران. ولا تزال تحاول إقناع المزيد من دول ما يسمى بالجنوب العالمي، وكذلك الصين، بالمشاركة. ولفت بيسكوف إلى أن "النهج المتوازن من جانب الصينيين قد يزيد من قيمة أي مؤتمر، من وجهة نظرنا، لكن هذا لن يزيد من جدوى هذا الحدث على وجه التحديد".
وأكدت دول في أميركا الجنوبية، وأفريقيا، والشرق الأوسط حضورها، وفقاً للرئيسة السويسرية فيولا أمهيرد، التي وافقت في يناير/ كانون الثاني على استضافة القمة، بناءً على طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
بريطانيا: مكاسب روسيا "جرس إنذار"
إلى ذلك، اعتبر وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس، الأربعاء، أن المكاسب التي حققتها روسيا في منطقة خاركيف بأوكرانيا يجب أن تكون بمثابة "جرس إنذار"، مضيفاً أن حلفاء كييف "صرفوا انتباههم" عن أحداث الحرب. وقال شابس لشبكة سكاي نيوز "آمل حقاً في أن يكون مسموعاً الآن جرس الإنذار الذي حاولنا أن نطلقه". وأضاف "هذه ليست حرباً يمكنك أن تكون فيها متنبهاً تماماً، ثم تغلق أذنيك أو ربما تصرف انتباهك لنزاع مختلف، ثم تتوقع ألا يتغير شيء على الأرض".
وشدد الوزير البريطاني على وجوب "دعم (الأوكرانيين) طوال الوقت، وليس فقط بشكل دوري"، لافتاً إلى أن حزمة المساعدات العسكرية الأميركية بقيمة 60 مليار دولار "استغرقت وقتاً طويلاً لتمريرها في الكونغرس". وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن هذا الأسبوع أثناء زيارة لأوكرانيا إن المساعدات الأميركية ستحدث "فرقا حقيقيا" في النزاع.
(فرانس برس، رويترز)