- أعرب بلينكن عن مخاوف أميركية من محاولات إيران زعزعة الأمن في سوريا، مؤكداً على دور العراق في تحقيق الاستقرار وضرورة تشكيل حكومة شاملة في سوريا.
- أكد السوداني دعم العراق لسوريا وأهمية تمثيل كل مكونات الشعب السوري، مشدداً على دور العراق في التهدئة ومنع تسلل التنظيمات المتطرفة.
بلينكن طلب من السوداني منع الفصائل العراقية من التدخل
مخاوف أميركية نقلها بلينكن من محاولة إيران تحريك فصائل العراق
السوداني: العراق ينتظر الأفعال لا الأقوال
قالت مصادر عراقية إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن نقل في زيارته غير المعلنة إلى بغداد الجمعة، رسائل بشأن سورية، إلى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، مؤكدة أن الجانبين اتفقا على نقاط عدة "تصب بصالح أمن العراق والمنطقة".
وأجرى بلينكن، أمس الجمعة، زيارة إلى بغداد لم تكن مدرجة على جدول أعمال جولته التي يجريها في المنطقة للتباحث بشأن أحداث سورية بعد سقوط نظام بشار الأسد على يد المعارضة. والتقى بلينكن السوداني، وتباحثا بشأن العلاقات الثنائية وأوضاع المنطقة، وتطورات الأحداث الجارية في سورية، وما تتطلبه من جهود إقليمية ودولية لتعزيز الأمن فيها واستقرار المنطقة بالكامل، بحسب ما أكده بيان لمكتب رئيس الوزراء العراقي.
وقال مصدر في الحكومة العراقية، مشترطاً عدم ذكر اسمه لـ"العربي الجديد"، إنّ "بلينكن طلب من السوداني ضبط الفصائل العراقية المسلحة ومنعها من تنفيذ أي هجوم على سورية"، مبيناً أن "بلينكن أكد للسوداني أيضاً أنّ استقرار سورية ينعكس إيجاباً على استقرار المنطقة، وأن العراق مهم ومؤثر جغرافياً وسياسياً في هذا الملف".
وأشار المصدر إلى "مخاوف أميركية نقلها بلينكن من محاولة إيران تحريك الفصائل المسلحة العراقية الحليفة لها لزعزعة الأمن في سورية، وأن حكومة بغداد تتحمّل مسؤولية ضبط تلك الفصائل". ولفت المصدر إلى أنّ "السوداني توافق مع بلينكن بشأن الحفاظ على أمن المنطقة، وأن العراق سيكون له دور في هذا الاستقرار، وأن حكومة بغداد ستبذل جهدها من أجل ذلك".
وأكد وزير الخارجية الأميركي على منصة إكس، أمس الجمعة، "اتفاق الولايات المتحدة مع الجانب العراقي على ضرورة احترام خيارات الشعب السوري، والعمل على تشكيل حكومة شاملة تعكس إرادة الشعب السوري وتنوع مكوناته"، مشيراً إلى "الدور المحوري للعراق، وأنه يمثل شريكاً أساسياً في المنطقة، وأهمية التشاور معه في التطورات الراهنة التي تشهدها المنطقة". وشدد بلينكن على "التزام أعضاء التحالف الدولي تجاه أمن العراق وسيادته واستقراره".
Iraqi Prime Minister Sudani and I met to discuss the latest developments in Syria. I underscored our commitment to Iraq’s security, stability, and sovereignty. pic.twitter.com/oK7f5vgATB
— Secretary Antony Blinken (@SecBlinken) December 13, 2024
وقال بلينكن "التقيت رئيسَ الوزراء العراقي لمناقشة آخر التطورات في سورية"، مضيفاً أنّ الولايات المتحدة ملتزمة بدعم أمن العراق واستقراره وسيادته. وزار بلينكن الأردن وتركيا ضمن جولته الحالية، التي لم تكن تتضمن العراق بحسب بيان سابق للخارجية الأميركية، ومن المقرر أن يعود إلى الأردن لعقد اجتماعات عاجلة اليوم السبت مع وزراء خارجية عرب بشأن سورية. وجولة بلينكن هي الـ12 له إلى المنطقة منذ اندلاع الحرب على غزة العام الماضي، لكنها الأولى منذ إطاحة نظام الأسد في سورية.
ووفقاً لبيان مكتب رئيس الوزراء العراقي، "جدد السوداني موقف العراق بدعم سورية، وأهمية أن تضطلع الدول الصديقة بمساعدة السوريين في إعادة بناء دولتهم، ومواجهة التحديات التي قد تؤثر على السلم الأهلي فيها".
وشدد السوداني على "ضرورة تمثيل كل مكونات الشعب السوري في إدارة البلاد لضمان تعزيز استقرارها، وأن العراق ينتظر الأفعال لا الأقوال من القائمين على إدارة المرحلة الانتقالية في سورية"، مشدداً على "ضرورة عدم السماح بالاعتداء على الأراضي السورية، من أي جهة كانت، وأن ذلك يمثل تهديداً للأمن والاستقرار في المنطقة".
من جانبه، قال المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي، وفق ما أوردته وكالة الأنباء العراقية "واع"، أمس الجمعة، إنّ "الحكومة لم ينقطع تواصلها مع الولايات المتحدة منذ بدء الأزمة في سورية، وإن زيارة بلينكن أكدت أنّ أمن العراق محافظ عليه".
وأضاف العوادي أنّ "بلينكن أشاد بدور الحكومة العراقية بالتهدئة في المنطقة، وأن التحالف الدولي ما زال قائماً في العراق"، مشدداً "لا يمكن السماح لداعش وأي تنظيم متطرف أن يعبر إلى الحدود العراقية، فالقوات العراقية مع التحالف الدولي جاهزة لتنفيذ ضربات ضد أي تحركات إرهابية".
وأشار إلى أنه "لا يمكن تجاوز وجهة النظر العراقية بما يحصل في سورية، وأن الحكومة العراقية لم تتدخل عسكرياً هناك"، مبيناً أنّ "العراق لا يمتلك مشاريع منفردة بما يخص سورية أو دعم أي جماعة أو جهة سياسية، وهناك اتفاق عربي إقليمي دولي بعدم السماح لأي نوع من أنواع التطرف أن ينقل الأزمات إلى خارج سورية".
وعلّق الباحث في الشأن السياسي العراقي مجاهد الطائي، على الزيارة، قائلاً، أمس الجمعة، في منشور على "إكس"، إنّ "رسالة بلينكن تعني أن ورقة داعش التي يريد البعض استخدامها لخلط الأوراق لم تعد مجدية! والقوات (الأميركية) باقية لمنع استخدامها!".
بعد تحذير إيران وحلفائها بخطر داعش… بلنكن خلال زيارة غير معلنة للعراق:
— مجاهد الطائي (@mujahed_altaee) December 13, 2024
أبلغت السوداني أن الولايات المتحدة ستعمل على منع عودة ظهور داعش بعد الإطاحة بالاسد.
رسالة تعني:
ورقة داعش التي يريد البعض استخدامها لخلط الأوراق لم تعد مجدية! والقوات باقية لمنع استخدامها! pic.twitter.com/qddgiw7Fjb
وكانت بغداد وواشنطن قد اتفقتا أخيراً على إنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق وفي موعد لا يتجاوز نهاية سبتمبر/ أيلول 2025، بعد عدة جولات من الحوار بين الطرفين. وأكد مسؤول عراقي لـ"العربي الجديد"، قبل أيام، إمكانية أن تراجع بغداد موقفها بشأن موعد الانسحاب الأميركي، على إثر التغيرات في المنطقة وتطورات الأحداث في سورية.
وأفضت لقاءات عراقية أميركية جرت الأسبوع الفائت إلى حصول بغداد على تطمينات أمنية من واشنطن، بشأن الأحداث المتسارعة في المنطقة ومخاوف الحكومة العراقية من تأثيراتها على البلاد، وهو الأمر الذي قد ينعكس على توجه العراق بخصوص وجود القوات الأميركية في الوقت الحالي.