قال رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن قطر ستواصل جهودها مع الدول الفاعلة كافة لاستئناف الهدنة في غزة وصولاً إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وأكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في افتتاح الاجتماع التحضيري لوزراء مجلس التعاون الخليجي، في الدوحة، اليوم الأحد، تمهيدا لانعقاد القمة الخليجية، الثلاثاء المقبل، أن دولة قطر بذلت جهوداً كبيرة في الوساطة لوقف "هذه الحرب الانتقامية".
وأضاف: "نجحت جهود الوساطة القطرية المشتركة مع مصر والولايات المتحدة، بالتوصل لاتفاق هدنة إنسانية في قطاع غزة، وتبادل الأسرى من النساء والأطفال بين الجانبين، وقد سمحت الهدنة بدخول عدد أكبر من القوافل الإنسانية والمساعدات الإغاثية".
ونبه إلى أن اجتماع الدوحة يأتي "وقد شهدنا خلال الأيام الماضية بكل أسى العدوان الهمجي والجرائم البشعة التي ارتكبتها قوات سلطة الاحتلال الإسرائيلي ضد الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، عبر استهدافها للمدنيين والبنى التحتية، وقطع الخدمات الأساسية والحيوية، إضافةً إلى محاولة وضع الشعب الفلسطيني المحاصر بين مطرقة الإبادة الجماعية وسندان التطهير العرقي أو التهجير القسري، وجميعها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".
وجدد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري "إدانة دولة قطر الشديدة لما ترتكبه قوات الاحتلال الإسرائيلي من جرائم، ومطالبتها بتحقيق دولي فوري وشامل ومحايد في هذه الجرائم، وخاصةً الاعتداءات التي طاولت المنشآت المدنية والإغاثية والإنسانية، وضمان مساءلة مرتكبيها وعدم إفلاتهم من العقاب".
كما أشاد بالجولات والاجتماعات المكثفة لوزراء خارجية عدد من الدول العربية والإسلامية، أعضاء اللجنة الوزارية المكلفة من قمة الرياض، مع عدد من المسؤولين، "والتوجه إلى مجلس الأمن للمطالبة بتحمل مسؤولياته نحو وقف الحرب على غزة، وإجبار إسرائيل على العودة إلى مفاوضات ذات مصداقية لتحقيق الحل العادل للقضية الفلسطينية وفقاً لقرارات الشرعية ومبادرة السلام العربية عبر حل الدولتين".
وبخصوص القمة الخليجية المقرر عقدها في الدوحة الثلاثاء المقبل، لفت رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، إلى أن الاجتماع الوزاري التحضيري يحفل بالعديد من ملفات التعاون المشترك بين دول المجلس، "التي نسعى إلى إنجازها والتشرف برفعها إلى المجلس الأعلى في دورته الرابعة والأربعين، تعزيزاً لمسيرة مجلس التعاون وفق توجيهات قادة دول المجلس، لتحقيق مصالح وآمال شعوبنا ودولنا وتعزيز سبل الأمن والاستقرار لمنطقتنا والعالم".
وشدد على أن مجلس التعاون الخليجي يتميز بأهمية استراتيجية ومكانة متميزة على الصعيدين الإقليمي والدولي، مضيفاً: "إننا جميعاً حريصون على تعزيز هذه المكانة من خلال النهوض بالتعاون والتنسيق والشراكة إلى مستويات نموذجية، خاصة في عصرنا الراهن الحافل بالتحديات والفرص المشتركة".
وتابع: "إن دولنا لا تألو جهداً في المشاركة الفعالة للتصدي للتحديات العالمية، وعلى سبيل المثال لا الحصر، تحتضن دولة قطر حالياً معرض إكسبو 2023 الدوحة للبستنة، الذي يأتي في إطار المساهمة في الجهود الرامية إلى تحقيق عالم بيئي متوازن ويشكل إضافةً نوعية لمبادرات متنوعة تتبناها دولة قطر، لإحراز التوازن بين حاجاتها التنموية وحماية مواردها الطبيعية لتحقيق رؤيتها الوطنية لعام 2030، التي من ركائزها تطوير رؤية بيئية شاملة".
وبارك بن عبد الرحمن لدولة الإمارات "نجاح الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ كوب 28"، مؤكدا دعم دولة قطر لرغبة السعودية في استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2034.
وقال في هذا السياق: "نحن على يقين بأن المملكة ستنظم بطولة متميزة، وإننا في قطر على استعداد لتقديم الدعم لهذا المسعى، مهنئاً السعودية بفوزها باستضافة "إكسبو 2030"، قائلا: "كلنا ثقة بأن النسخة السعودية ستكون متميزة لتشكل إضافة لافتة وخالدة في تاريخ هذا الحدث العالمي".