المتحدث باسم الخارجية الإيرانية يكشف لـ"العربي الجديد" عن طبيعة التقدم بمفاوضات فيينا

03 يناير 2022
أكد زادة أن طهران لن تقبل "المهل المصطنعة" (Getty)
+ الخط -

بعد توقف دام ثلاثة أيام بسبب عطلة رأس السنة الميلادية الجديدة، من المقرر أن تستأنف مفاوضات فيينا النووية لإحياء الاتفاق النووي، مساء اليوم الإثنين في فندق "قصر كوبورغ". 

ووصل كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني، فجر اليوم الإثنين إلى العاصمة النمساوية فيينا للمشاركة في المفاوضات. 

وفيما تحدثت أطراف المفاوضات عن حصول "تقدم مهم" في الجولة الثامنة التي انطلقت الإثنين الماضي قبل توقفها الخميس بسبب عطلة رأس السنة الميلادية الجديدة، كشف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، اليوم الإثنين لـ"العربي الجديد" عن أن هذا "التقدم قد حصل في أربعة مواضيع" خلال مفاوضات فيينا. 

ما هي الموضوعات التي حدث فيها تقدم في فيينا؟

وأشار خطيب زادة إلى أن هذه المواضيع تشمل مجالات المسائل النووية ورفع العقوبات والتحقق منه والضمانات، غير أنه أكد في الوقت ذاته أن "التقدم في مجالات تعهدات الطرف الآخر كان أقل ولذلك اليوم الكرة في الملعب الأميركي والأطراف الغربية". 

وأكد المتحدث الإيراني أن "التقدم في بعض المجالات مثل رفع العقوبات والضمانات والتحقق من رفع العقوبات كان أقل" من مجالات أخرى، مشددا على أن طهران لن تقبل "المهل المصطنعة". 

وشدد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية لـ"العربي الجديد" على أن "الطرف الآخر لا يمكنه أن يطالبنا بتعهدات نووية أكثر من الاتفاق النووي ولا يمكنهم تنفيذ تعهداتهم أقل من الاتفاق"، لافتا إلى أن هذه الأطراف في حال وصلت إلى هذه القناعة "فحينئذ حتما بإمكاننا التوصل إلى اتفاق جيد في فيينا".  

وأضاف خطيب زادة لـ"العربي الجديد": "إننا نعود مثل اليوم الأول الذي توجهنا إلى فيينا للتوصل إلى مثل هذا الاتفاق". 

زادة: إيران لن تقبل بأي مطالب خارج الاتفاق النووي

وعما إذا كان التوصل إلى اتفاق في الجولة الثامنة من المفاوضات متاحا، قال المسؤول الإيراني، اليوم الإثنين، خلال مؤتمره الصحافي إنه "من المبكر جدا أن نحكم على أن أميركا وأوروبا عادتا للمفاوضات بأجندة موضوعية وواقعية"، مشيرا إلى أن المفاوضات حققت "تقدما" في الأيام الأولى من الجولة الثامنة في الأسبوع الماضي. 

وربط خطيب زادة التوصل إلى اتفاق بـ"جدية" الطرف الآخر، قائلا إن إيران لن تقبل بأي مطالب خارج الاتفاق النووي، مؤكدا أن المفاوضات في فيينا تستأنف مساء اليوم على أشكال ثنائية ومتعددة الأطراف، مشيرا إلى أن المفاوضات "قد ولجت إلى المضمون". 

وأوضح زادة، أن "نافذة الوصول إلى اتفاق (في فيينا) لن تبقى مفتوحة للأبد"، قائلا إن "مقترحاتنا على الطاولة وما اقترحته إيران خلال الجولة السابعة ورفضوها، اليوم باتت جزءا من نصوص المسودات". 

وأضاف "هناك نص مشترك" يتم التفاوض عليه في فيينا، معتبرا أن وجود هذا النص "سببه إدراك الطرف الغربي أنه عليه أن يتنازل عن مطالبه القصوى". 

صورة المندوب الروسي والمبعوث الأميركي

وفيما أثارت صور لقاءات المندوب الروسي في المفاوضات ميخائيل أوليانوف مع المبعوث الأميركي روبرت مالي في فيينا تعليقات غاضبة على شبكات التواصل الاجتماعي في إيران وسط حديث عن أن أوليانوف يتفاوض مع الجانب الأميركي نيابة عن إيران، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إن "البعض يجري وراء القضايا الهامشية الشاذة"، مؤكدا أن "المباحثات تجري بين إيران ومجموعة 1+4 (روسيا والصين وألمانيا وبريطانيا وفرنسا) بشكل ثنائي أو متعدد الأطراف ولا يهمنا كيف تتفاوض مجموعة 1+4". 

وأكد خطيب زادة أن الاتحاد الأوروبي ينسق المفاوضات، مضيفا أن بلاده ترفض الحوار المباشر مع الولايات المتحدة، لكن منسق المفاوضات أنريكي مورا يقوم بتبادل "أوراق غير رسمية" بين إيران والولايات المتحدة.  

الجولة الثامنة من مفاوضات فيينا

وكانت الجولة الثامنة قد انطلقت الإثنين الماضي، قبل أن تتوقف يوم الخميس لعودة الوفود إلى العواصم بسبب عطلة رأس السنة. وتستأنف المفاوضات اليوم على وقع زيادة جرعة التفاؤل لدى أطراف المفاوضات، عكستها تصريحات هذه الجهات حول حصول "تقدم" من جهة، ومهلة أميركية حسب تقارير غربية للتوصل إلى اتفاق حتى نهاية يناير/كانون الثاني أو مطلع فبراير/شباط وعدم استعداد واشنطن لمواصلة المفاوضات بعد هذا التاريخ.  

ودخلت المفاوضات في المضامين خلال الجولة الثامنة بعد نجاح المفاوضين في تحديد وحصر نقاط الخلاف في ما يتعلق بالمسائل النووية ورفع العقوبات خلال الجولة السابعة، ما أفضى إلى إعداد مسودة حول المسائل النووية للتفاوض عليها، لكن مسودة رفع العقوبات لم تكتمل خلال الجولة السابقة على أساس أن تكتمل في الجولة الثامنة. 

المساهمون