جيش الاحتلال يحرق ويجرف معبر رفح بشكل كامل

19 يونيو 2024
أغلق الاحتلال معبر رفح البري بعد السيطرة عليه، 7 مايو 2024 (الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- صحافيون وجنود إسرائيليون ينشرون فيديو يوثق التدمير الكامل لمعبر رفح البري، المنفذ الوحيد لـ2.5 مليون فلسطيني في غزة، مما يعزلهم عن العالم الخارجي ويحرمهم من السفر والمساعدات الإنسانية.
- حركة حماس تصف إحراق المعبر وتدميره بـ"العمل الإجرامي" و"السلوك النازي"، مطالبة بإدانة دولية واسعة ومحاسبة قادة الاحتلال، في ظل تحميل الاحتلال مسؤولية قطع تواصل الفلسطينيين مع الخارج.
- الاحتلال الإسرائيلي يغلق معبر رفح ويتسبب في توقف حركة المسافرين ودخول المساعدات، مما يفاقم معاناة الفلسطينيين، خاصة المرضى وجرحى الحرب، وسط دعوات لتحرك دولي فاعل لإعادة فتح المعبر وتسهيل السفر والإغاثة.

جميع أقسام ومناحي معبر رفح البري تعرّضت للتدمير والحرق

معبر رفح هو المنفذ الوحيد لمليونين ونصف مليون فلسطيني يعيشون بغزة

أغلق الاحتلال معبر رفح البري بعد السيطرة عليه في 7 مايو

نشر صحافيون وجنود إسرائيليون، اليوم الأربعاء، فيديو يظهر جميع أقسام ومناحي معبر رفح البري، الذي يفصل قطاع غزة عن الأراضي المصرية، وقد تعرّض للتدمير والحرق بشكل كامل، وذلك بعد أيام من ظهور فيديو مقتضب يبين حريق صالة المغادرين في المعبر فقط.

ويظهر في مقطع الفيديو ومدته دقيقة وتسع ثوانٍ المعبر وممراته ومبانيه، وقد تعرّضت للتجريف والحرق. ويأتي الفيديو متزامناً مع معلومات يجري تداولها على نطاق واسع في قطاع غزة بأنّ شركة أمنية تقوم بإنشاء معبر للمسافرين قرب معبر كرم أبو سالم التجاري، إلى الشرق من معبر رفح البري.

ومعبر رفح البري هو المنفذ الوحيد لمليونين ونصف مليون فلسطيني يعيشون في قطاع غزة، وهو ممرهم الإجباري إلى العالم الخارجي، في ظلّ تحكّم وإغلاق الاحتلال الإسرائيلي حاجز إيرز/ بيت حانون (شماليّ القطاع) الذي كان يسمح لـ1% من سكان قطاع غزة بالسفر عبره فقط وبإجراءات معقدة، لكنه مغلق بشكل تام، وأضحى شبه مدمر منذ اقتحامه في 7 أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم.

وأغلق الاحتلال معبر رفح البري بعد السيطرة عليه في 7 مايو/ أيار الماضي، وتوقفت عقب ذلك حركة المسافرين وتوقف دخول المساعدات الإنسانية للنازحين في القطاع. وإغلاق المعبر يحكم على مرضى السرطان وجرحى الحرب القاسية بالموت، في ظلّ انهيار المنظومة الصحية بالقطاع والحاجة الملحة لفئات أكثر من المرضى للسفر عبره إلى مصر أو منها إلى دول أخرى.

وكان جنود الاحتلال الإسرائيلي قد نشروا في وقت سابق فيديو يظهر تناولهم الطعام داخل المسجد الصغير في معبر رفح. ويتعمّد جنود الاحتلال منذ بدء الحرب القاسية على قطاع غزة بنشر فيديوهات عن الدمار والانتهاكات التي يرتكبونها ضد القطاع والفلسطينيين، ما يشكل وثائق قانونية في مسار ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين، إن كان هناك إرادة دولية لذلك.

وبالتزامن مع الفيديو الأول المقتضب، قالت حركة حماس في بيان إن إقدام جيش الاحتلال على إحراق مبنى المغادرة ومنشآت أخرى داخل معبر رفح والتسبب في خروجه تماماً عن الخدمة "هو عمل إجرامي وسلوك همجي يأتي في إطار حرب الإبادة المتواصلة". وأضافت حماس: "هذا السلوك النازي يستدعي إدانة دولية واسعة، واتخاذ ما يلزم من إجراءات لمحاسبة قادة الاحتلال على تدميرهم منشأة مدنية، دون مبرر سوى التعطش للتدمير وزيادة معاناة الفلسطينيين".

وتابعت الحركة: "إن الاحتلال يتحمل تبعات هذه الجريمة التي تتسبب في قطع تواصل الفلسطينيين مع العالم الخارجي، وحرمان آلاف المرضى والجرحى السفر لتلقي العلاج في الخارج، ما يتطلب كذلك، تحركاً دولياً فاعلاً لفتح المعبر وتسهيل السفر لمواطنينا، وتسهيل دخول المساعدات الغذائية والإغاثية الطارئة للقطاع، الذي يتعرض لحرب تجويع صهيونية بشكل متعمد".

ويعمد جنود الاحتلال الإسرائيلي إلى نشر صورهم بجوار الدمار الهائل الذي يحدثونه وتحدثه آلة التدمير الإسرائيلية، وصور ممتلكات الفلسطينيين والبنية التحتية المدمّرة، للتباهي بما يقومون به، وسط غياب المحاسبة وملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين.

ووفق تقديرات فلسطينية، شهدت مدينة رفح بعد الاجتياح الإسرائيلي استشهاد نحو ألف فلسطيني، فضلاً عن تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين لجأوا إليها منذ السابع من أكتوبر الماضي، مع بداية الحرب.