أدى هجوم بواسطة عبوة ناسفة، ظهر اليوم الخميس، إلى إصابة عدد من عناصر الجيش العراقي، في بلدة داقوق جنوبي محافظة كركوك، شمالي العراق، وذلك رغم حالة من الاستقرار الأمني بعد التراجع الكبير لخطر "داعش" بعد تلقي التنظيم الإرهابي ضربات نوعية.
وقالت مصادر أمنية لـ"العربي الجديد" إن عبوة ناسفة انفجرت مستهدفة سيارة عسكرية تابعة للجيش العراقي في بلدة داقوق، ما أسفر عن إصابة ثلاثة من عناصر قوات الجيش، أحدهم بحالة خطر، نقلوا إثرها إلى مستشفى كركوك العام لتلقي العلاج. ويرجح وقوف خلايا "داعش" وراء تنفيذ العملية.
وأضافت المصادر ذاتها، شريطة عدم كشف هويتها، أن قوات الجيش العراقي اتخذت إجراءات أمنية مشددة في المنطقة التي شهدت انفجار العبوة الناسفة، خشية من وجود عبوات أخرى، فيما تعمل الفرق الأمنية الفنية المختصة على إجراء مسح للمنطقة، مع شن عملية أمنية في القضاء، مع تحليق طيران الجيش بشكل مكثف فوق بلدة داقوق.
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة، قبل أيام، مقتل 155 عنصراً من تنظيم "داعش" في عمليات عسكرية في البلاد نُفذت منذ تشكيل حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وكان السوداني قد أصدر توجيهات متتابعة للقيادات الأمنية بالتأهب وإجراء مراجعات شاملة للخطط العسكرية، مشدداً على تغيير التكتيكات العسكرية المتبعة في المناطق التي تشهد نشاطا لـ"داعش"، واتباع أساليب غير تقليدية للمواجهة، وبالطريقة التي تضعف من قدرات عناصر التنظيم وتحدّ من حركاتهم.
وقال المحلل الأمني عدنان الكناني، لـ"العربي الجديد"، إن "تكرار عمليات استهداف العجلات (العربات) العسكرية من خلال العبوات الناسفة، يؤكد تحرك خلايا تنظيم داعش بحرية في بعض المناطق، والسماح لهذه الخلايا بالتحرك يشكل خطورة كبيرة على أمن واستقرار تلك المدن".
ودعا الكناني إلى "وضع خطط أمنية محكمة يكون الطيران المسيّر وطيران الجيش جزءاً رئيسياً منها لمراقبة أي تحركات مشبوهة، إضافة إلى نشر الكاميرات الحرارية في مناطق مختلفة لرصد تحركات خلايا داعش، فهي دائما ما تتحرك ليلاً لزرع العبوات أو شن الهجمات المسلحة على النقاط العسكرية".
وأضاف: "تنظيم داعش فقد القدرة العسكرية على السيطرة على الأراضي العراقية، ولهذا هو منذ مدة طويلة يعمل وفق استراتيجية استهداف القوات الأمنية من خلال العبوات الناسفة والهجمات بالأسلحة الخفيفة، وهذا بسبب وجود خلايا نائمة ما زالت تعمل في الكثير من المدن التي حررت سابقاً، والقضاء على تلك الخلايا يحتاج إلى تفعيل الجهد الاستخباري والتعاون مع الأهالي للكشف عن تلك الخلايا ومن يخبئها".
وكثّف الأمن العراقي أخيراً العمل الاستخباري في متابعة وتحديد تحركات عناصر تنظيم "داعش" في عموم المحافظات العراقية، ضمن استراتيجية أمنية جديدة جرى اعتمادها بالتوازي مع التحرك الميداني، وهو ما نتج عنه تراجع واضح في أعمال العنف والهجمات التي كانت قد نشطت في مطلع العام الجاري.
وتعد محافظات كركوك وديالى وصلاح الدين والأنبار ونينوى من أكثر المحافظات التي تسجل أعمال عنف في البلاد.