تونس: جدل بسبب طعن سعيد في شرعية الأعمال الصادرة عن البرلمان

07 ديسمبر 2021
يواصل سعيّد تصريحاته التي تهاجم البرلمان وتشكك في شرعيته (الأناضول)
+ الخط -

أثارت تصريحات الرئيس التونسي قيس سعيّد، حول لا شرعية ولا مشروعية التشريعات والأعمال الصادرة عن البرلمان، موجة جدل كبيرة في تونس.

وانتقد سياسيون ونشطاء تصريحات سعيد، معتبرين أنها مواصلة لمهاجمة البرلمان والتشكيك في جميع أعماله في اتجاه ترذيله، في وقت سخر آخرون منه لاعتبار أن سعيد شكك في شرعية ومشروعية البرلمان الذي أقسم أمامه على احترام الدستور قبل أن يباشر الرئاسة.

سعيد.. الشيء ونقيضة

واعتبرت أستاذة القانون الدستوري والشأن البرلماني منى كريم في تعليق لـ"العربي الجديد" أن الرئيس "كمن يقول الشيء ويأتي نقضيه، من خلال الطعن والتشكيك في شرعية ومشروعية كل الأعمال الصادرة عن المجلس التشريعي"، مشيرة إلى أن "هذا التعميم يشمل أداءه اليمين الدستوري قبل تولي الرئاسة في 2019".
واستغربت كريم من "أسباب ذهاب الرئيس لأداء اليمين أمام المجلس اللاشرعي واللامشروع، وهل يستنثى أداء اليمين من بقية الأعمال اللامشروعة؟".
ولفتت إلى أن "سعيد ختم عشرات القوانين طيلة السنتين منذ توليه، رغم علمه بأنه مجلس نيابي لا شرعي ولا مشروع"، متسائلة عن "أسباب عدم ردها أو الطعن فيها أمام هيئة مراقبة دستورية مشاريع القوانين"
وبينت أنه "رغم تأكيده أن المجلس، المعلقة أشغاله بأمر رئاسي في مخالفة واضحة للدستور، لا شرعي ولا مشروع فإنه لم يحله بعد"، متسائلة عن "سبب ذلك وعدم الدعوة إلى انتخابات تشريعية سابقة لأوانها لتعويض المجلس اللاشرعي واللامشروع بمجلس نيابي جديد شرعي ومشروع.."، بحسب توصيفها.

المخلوفي: سعيد يضرب شرعيته بنفسه

وعلق النائب عن الكتلة الديمقراطية، سفيان المخلوفي، على حسابه بموقع فيسبوك، قائلاً "إذا التشريعات التي تم وضعها من قبل المجلس النيابي لا شرعية ولا مشروعية"، فإن ذلك يعني أن القوانين التي على أساسها أصبحت رئيسا للدولة ملغاة، ولا شرعية ولا مشروعية لك في البقاء في ذلك المنصب"،
وتابع "هو في الأصل فقد فقدت شرعيتك بانقلابك على الدستور والآن تزيد من ضرب شرعيتك بنفسك، عندما يفقد بلد بأكمله فضيلة العقل".

واستغرب وزير التعليم السابق والقيادي بحركة الشعب، سالم لبيض، من تصريحات سعيد قائلاً على صفحته بفيسبوك، "أعجب من القول بعدم مشروعية القوانين الصادرة عن مجلس نواب الشعب المنتخب ديمقراطيا، على علّته وسوء بعض أحزابه ونوابه، بذات الطريقة التي أُنتخب بها رئيس الجمهورية، لعدم خلو الانتخابات من التجاوزات، والحال أن ترسانة من القوانين والتشريعات صدرت عن مجالس نيابية منبثقة عن انتخابات صورية شكلية معلومة النتائج سلفاً، في زمن حكم الحزب الواحد الذي أسقطته ثورة 17 ديسمبر 14 جانفي المجيدة، لم يُعمّم عليها ذات القول".

وعلق رئيس كتلة قلب تونس أسامة الخليفي قائلاً ساخراً من سعيد "كمن يتسابق بمفرده وجاء الأول، وانقلب على الدستور الذي أخذ به الشرعية المزورة وأقسم على حمايته ويتحدث عن الشرعية والمشروعية".
وتابع على حسابه بفيسبوك "مهزلة سيذكرها التاريخ كأكبر عملية تحيل في تاريخ الإنسانية الباقي كله تفاصيل مملة ورديئة شكلاً ومضموناً لا غير".

المساهمون