تهويد مستمر.. أعلام إسرائيلية على جدران المسجد الإبراهيمي في الخليل

24 ابريل 2023
يعمل الاحتلال لفرض أمر واقع في المسجد الإبراهيمي (تويتر)
+ الخط -

يواصل الاحتلال الإسرائيلي سياسة التهويد تجاه المسجد الإبراهيمي في الخليل، جنوبي الضفة الغربية، والتي بدأت قبل ثلاثة عقود وما زالت مستمرة حتى يومنا هذا، وذلك بعد تعليق أعلام الاحتلال على أسطح وجدران المسجد، عقب انتهاء شهر رمضان، وتزامنًا مع عيد الفطر.

ولم تكن حادثة رفع الأعلام الإسرائيلية هي الأولى من نوعها بحق المسجد الإبراهيمي، إلا أن اللافت في الحدث هو رفعها في غير أوقات الأعياد اليهودية، ما من شأنه أن يوحي برسائل تهويدية يعمل عليها الاحتلال لفرض أمر واقع في المسجد الإبراهيمي، بمعزل عن حجّة الأعياد.

واستنكرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، اليوم الاثنين، الفعل الإسرائيلي بحق المسجد الإبراهيمي. وقال وزير الأوقاف حاتم البكري، لـ"العربي الجديد"، إن "الاحتلال يخالف كل الإجراءات والقوانين والأعراف الدولية برفع الأعلام الإسرائيلية".

وأضاف وزير الأوقاف: "يحاول الاحتلال تغيير منهجية الرواية التاريخية المتعلقة بالمسجد الإبراهيمي، وذلك عبر القوة العسكرية التي يمتلكها، وسط غطاءٍ دولي، رغم مخالفة النظم الدولية التي تجبر الاحتلال على أن يحافظ على مكانة وسلامة الأماكن الدينية".

 
وعن سؤال "العربي الجديد" حول سبل الرد الفلسطيني الرسمي على تصعيد الاحتلال في المسجد الإبراهيمي، أوضح البكري أن "قضية المسجد مطروحة على طاولة مجلس الوزراء، إضافة لجهود مستمرة من وزير الخارجية لتصدير القضية إلى المحافل الدولية، مطالباً دول العالم بالتدخل كون المسجد الإبراهيمي مدرجاً على لائحة التراث العالمي من قبل منظمة الثقافة والتربية والعلوم الإنسانية "يونسكو " في الخامس والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول 2018.

ويعمل الاحتلال الإسرائيلي على مشروع تهويدي في محيط المسجد الإبراهيمي، يشمل السيطرة على بعض الأراضي الوقفية (أراضٍ لا يمكن بيعها وفق الشرع الإسلامي وتتبع لوزارة الأوقاف)، إضافة للسيطرة على مداخل وطرقات المسجد، مع تواصل العمل على بناء مصعد كهربائي؛ لتسهيل صعود المستوطنين إلى داخله، وقرب انتهاء عمليات الحفر والصب التي تجرى بآليات ثقيلة في الساحات الخارجية الغربية للمسجد الإبراهيمي، تنفيذاً لمخطط المسار السياحي.

وحسب وزير الأوقاف الفلسطيني، فإن "واقع المسجد الإبراهيمي صعب، لذا يجب أن يقاوم بطريقة صحيحة بعيدًا عن جرّ المنطقة إلى طرق لا يمكن السيطرة عليها"، موضحاً أن "أقوى ما يمكن فعله لمواجهة سلوك الاحتلال الإسرائيلي هو الوجود الشعبي في المسجد للصلاة والتعلم فيه كونها السياسة الأمثل والرسالة الأقوى ردًا على الاحتلال".