تقديرات إسرائيلية: موقف السيسي يطيل العدوان على غزّة

13 يوليو 2014
ينتظرون فتح معبر رفح للعبور (إياد البابا/الأناضول/getty)
+ الخط -

تبرز نتائج التحوّل الذي طرأ على الموقف المصري، كواحد من أهم الظروف الإقليمية التي تؤثر في مسار الحرب الحالية، عند المقارنة بين حملة "الصخرة الصلبة"، التي يشنّها الاحتلال على قطاع غزّة حالياً، وحملة "عمود السحاب" التي شنّها على القطاع في نوفمبر/تشرين الثاني 2012. وبخلاف ما كانت عليه الظروف خلال حملة 2012، فإنّ مصر حالياً معنية تماماً بأن تواصل إسرائيل ضرب غزّة، وهذا السبب الذي يفسّر تردّد النظام المصري في التدخل، وحتى تلكؤه في الاستجابة للطلب الإسرائيلي بالتوسّط لوقف الحرب.

والمفارقة أن عدداً من كبار المعلقين الإسرائيليين يرون أن النظام المصري لا يبدي حماساً للتدخل لأنه يعتبر أن ما تقوم به إسرائيل يخدم مصلحته في إضعاف حركة "حماس"، التي تمثل "النسخة الفلسطينية" من جماعة "الإخوان المسلمين". وفي مقال نشره أمس موقع "والا"، كتب معلق الشؤون العربية، آفي سيخاروف، أنّ "جنرالات مصر يستمتعون وهم يشاهدون الضربات التي توجهها إسرائيل لحركة "حماس"، وهم لن يتدخلوا". وأشار إلى أنّ قادة مصر يتجاهلون في الواقع الطلب الإسرائيلي بالتدخل، لأنّهم يريدون التأكّد أنّ حركة "حماس" لن تحصل على أي إنجاز عقب انتهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، يمكن أن تقدّمه للجمهور الفلسطيني.

ويتفق رون بن يشاي، المعلق العسكري لصحيفة "يديعوت أحرنوت" مع سيخاروف، بشأن موقف النظام المصري إزاء ما تقوم به إسرائيل ضدّ غزّة. ويقول إن نظام عبد الفتاح السيسي معني بأن تواصل إسرائيل ضرب غزّة، وهذا ما يدعوه للاستنتاج بأنّ الموقف المصري هو أحد أسباب إطالة الحرب الإسرائيلية على القطاع.

وفي مقال نشره موقع الصحيفة أمس، يشير بن يشاي إلى أن حركة "حماس" تدرك حقيقة الموقف المصري، مما يجعلها أكثر تحسّساً وتشكّكاً إزاء أي عرض يمكن أن تقدّمه القاهرة للتوسط.

وهكذا، بات موقف النظام المصري يؤثر على التكتيكات الحربية التي تتبعها إسرائيل لتحقيق أهدافها من الحملة. وفي مقال نشرته "يديعوت أحورنوت"، في عددها الصادر الخميس الماضي، كتب معلقها السياسي براك رفيد أنّ موقف مصر العدائي من "حماس" ورفضها التوسط من أجل إنهاء الحملة الإسرائيلية، سيدفع إسرائيل إلى شنّ حملة برّية على القطاع.