استمع إلى الملخص
- اتهمت الصين الفيليبين بالاستفزاز وتقديم صورة مضللة عن التنمر الصيني، وانتقدت القوانين البحرية الجديدة ورفض سحب نظام صواريخ تايفون الأميركي.
- دعت الصين إلى حل النزاعات بوسائل سلمية، بينما عززت سيطرتها في الممر المائي المتنازع عليه، واستفادت الفيليبين من الدعم الدولي لتعزيز وضعها الدفاعي.
مع دخول العام الجديد، أثيرت تساؤلات كبيرة في الأوساط الإعلامية الصينية بشأن علاقات بكين مع جيرانها وخصومها التقليديين، وقد استأثرت الفيليبين بمساحة واسعة من التحليل والتدقيق على وقع الصدامات التي وقعت بين البلدين خلال العام المنصرم. وفي هذا الصدد، تساءلت صحيفة غلوبال تايمز الحكومية، اليوم الخميس: "هل يمكننا أن نتوقع تفكيراً عقلانياً من الفيليبين بشأن قضية بحر الصين الجنوبي في عام 2025؟"، ووصفت العام الماضي بأنه "الأسوأ والأكثر عنفاً وخطورة بين البلدين على خلفية التوترات والصدامات المتكررة في بحر الصين الجنوبي".
ونقلت الصحيفة الصينية عن جوناثان مالايا، مساعد المدير العام في مجلس الأمن القومي للرئيس الفيليبيني فرديناند ماركوس الابن، قوله، أول أمس الثلاثاء: "لا يمكننا أن نواجه الصين وجهاً لوجه. نحن لسنا قوة عظمى صاعدة مثل الصين التي لديها موارد هائلة تحت تصرفها، لذلك يتعين علينا أن نتعايش مع ما لدينا". وتابعت "بالرغم من أن هذه التصريحات تشير إلى أن الفيليبين تستعد لتبني نهج أكثر عقلانية وواقعية في التعامل مع قضية بحر الصين الجنوبي، ولكن من الواضح أن الأمر ليس كذلك، إنها مجرد خدعة للعب دور الضحية.. فعلى مدار العام الماضي، كانت الاستفزازات المتكررة من جانب مانيلا والتناقض بين أقوالها وأفعالها سبباً في إبقاء الوضع في بحر الصين الجنوبي مضطرباً".
ولفتت إلى أن الفيليبين أبحرت عمداً نحو السفن الصينية عدة مرات، ومن خلال التحرير الانتقائي والتغطية المكثفة من قبل وسائل الإعلام الغربية، سعت إلى خلق الانطباع الخاطئ بأن الصين تتنمر عليها، كما أقرّت في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، قانون المناطق البحرية الفيليبينية وقانون الممرات البحرية الأرخبيلية الفيليبينية، والتي احتجت عليها الدول المعنية، بما في ذلك الصين وماليزيا. بالإضافة إلى ذلك، تراجعت مانيلا عن وعودها برفضها سحب نظام صواريخ تايفون الأميركي المنتشر داخل حدودها. حتى أنها أعلنت عن خطط لشراء ونشر مثل هذه الأسلحة الاستراتيجية والهجومية بشكل دائم، وهو ما يزيد خطر المواجهة الجيوسياسية وسباق التسلح في المنطقة.
وأضافت "لطالما دعت الصين إلى حل النزاعات بالوسائل السلمية، بما في ذلك المفاوضات والمشاورات. وفي عام 2025، نأمل أن تشارك مانيلا بشكل أقل في لعب دور الضحية، والتوقف عن التحريض على الصراعات وإثارة المشاكل، والتحرك نحو نهج أكثر تعاونًا مع بكين في ما يتعلق بقضية بحر الصين الجنوبي"، محذرة من أنه إذا استمرت مانيلا في المبالغة في رواية "الصين الكبرى ضد الفيليبين الصغيرة" لكسب التعاطف، فلن تنجح مثل هذه التكتيكات، بل سوف تؤدي إلى دفع الفيليبين بعيداً عن رابطة دول جنوب شرقي آسيا والمجتمع الدولي.
من جهتها، قالت صحيفة ساوث تشاينا مورنيغ بوست إنه خلال العام المنصرم كانت الصين الفائز الأبرز في اكتساب السيطرة على المزيد من المعالم الجغرافية في الممر المائي المتنازع عليه، في حين فقدت الفيليبين السيطرة على جزيرة أخرى هي جزيرة سابينا، لكنها تمكنت من الاستفادة من الدعم المتعدد الجنسيات والمساعدات العسكرية لتعزيز وضعها الدفاعي في الممر المائي المضطرب.
وذكّرت بأن اللحظة الفاصلة في النزاع بين البلدين حدثت في السابع عشر من يونيو/ حزيران الماضي، ما شكل تصعيداً غير مسبوق في لحظة تعتبر الأكثر خطورة، ولفتت إلى أنه خلال العام الماضي، اتخذ خفر السواحل الصيني إجراءات قانونية لاعتراض وتفتيش وطرد ست سفن فيليبينية حاولت إيصال الإمدادات إلى السفينة الحربية الفيليبينية الراسية في جزيرة توماس الثانية، والتي تطلق عليها الصين اسم ريناي جياو.