استمع إلى الملخص
- تتزامن الاحتجاجات مع تخوفات من مباحثات حول مؤتمر بروكسل، حيث يرفض حراك السويداء أي اجتماع لا يكون تحت إشراف الأمم المتحدة ولا يحقق الإجماع السوري.
- تستمر الاحتجاجات في السويداء، حيث شهدت مدينة شهبا تظاهرات تطالب برحيل النظام ورفض الوجود الأجنبي، وتندد بالاعتداءات على السوريين.
أطلق المحتجون في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء جنوبي سورية، اليوم الجمعة، شعار "قرّبنا يا حرية" في إشارة إلى تمسكهم بأمل الحل، بعد مرور قرابة عام وثلاثة أشهر على انتفاضتهم المستمرة ضد النظام.
وتبنى الحراك الشعبي لبلدة مردك تنظيم الحراك في ساحة الكرامة اليوم، موجهاً دعوة لكل السوريين جاء فيها: "إخوتنا وأخواتنا الثوار في كل زاوية من هذا الوطن الجريح، ما زلنا نرى بصيص أمل بفضل تضحياتكم العظيمة، هدفنا واحد ومستقبلنا واحد، وندرك حجم التحديات ولكننا على يقين أننا سنخرج معاً من هذا النفق المظلم... سنواصل مسيرة الأوائل من الثوار السوريين، ولن ننسى تضحياتهم، ومعاً سنبني سورية الحرة لكل السوريين".
يأتي حراك السويداء اليوم وسط تخوفات من مباحثات جارية على الساحة السورية، ودعوات غير رسمية حتى الآن للمشاركة بمؤتمر بروكسل المزمع عقده في بلجيكا، والذي سيطرح قضايا وحلولاً للوضع السوري، خاصة أن هذه الدعوات قد مهدت لها تيارات وأحزاب تدعو للانقسام وتشكيل وحدات وإدارات حكم ذاتي.
قال الناشط المدني عماد العشعوش لـ"العربي الجديد"، إن هذا الطرح ما زال قيد التداول والحديث، "وإذ نستبق هنا في حراك السويداء الأحداث باتخاذ مواقف متباينة حول ماهية هذه الدعوة ومن وراءها، فإننا نحاول أن نمنع الانشقاق والتفكك بين مكونات الحراك، والتي بشكل أو بآخر تمثل السوريين أو جزءاً منهم في الحد الأدنى، وبناء على ما علمنا عن هذا المؤتمر والجهات الداعية، فنحن غالبية المشاركين بحراك السويداء نرفض أي مؤتمر أو اجتماع لا يكون تحت إشراف الأمم المتحدة وفي مقدمة الدعوة آليات تنفيذ القرار الدولي 2254، ولن نكون جزءاً من أي اجتماع لا يحقق الإجماع السوري ووحدة الأرض والاستقلال الكامل من كل المحتلين للأرض السورية، والمغتصبين لحقوق الشعب السوري".
كانت الهيئة الاجتماعية للعمل الوطني، وهي أكبر التيارات المعارضة الموجودة في السويداء، قد أصدرت بياناً مقتضباً اعتبرت فيه أن المشاركة في مؤتمر استوكهولم "خروج عن متطلباتها وأهدافها باعتبار أن كل مؤتمر لا ينطلق من مرجعية القرار الأممي 2254 وما سبقه ولا يجري برعاية هيئة الأمم المتحدة لا يعتبر منسجماً مع مصالح الشعب السوري ولا يحقق أهدافه بالانتقال السياسي".
في حين يرى عدد من النشطاء إن تلبية دعوة أي مكون سوري والحوار معه هو شيء إيجابي ولا يعني بحال من الأحوال الخروج عن المبادئ. واعتبر هؤلاء أن ما يجري في المنطقة يستدعي التحرك السريع ليعرف المجتمع الدولي موقف السوريين من التهجير والتغيير الديموغرافي الذي يجري.
وتستمر الاحتجاجات اليومية في محافظة السويداء لتشمل مناطق أوسع من مركز ساحة الكرامة، فقد شهدت مدينة شهبا يوم الاثنين الماضي تظاهرة شعبية جالت الشوارع الرئيسية في المدينة، طالب المتظاهرون فيها برحيل النظام السوري، والمليشيات الإيرانية ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على الشعبين اللبناني والفلسطيني. ونددوا بالغارات الجوية للطيران الحربي الروسي على الأطفال والنساء في إدلب. كما رفع المتظاهرون شعارات تندد بالاعتداءات المتكررة على الشمال السوري، مؤكدين رفض كل أشكال الوجود الأجنبي، ومحاولات تقسيم الشعب والجغرافيا السورية.