تصاعد استهداف أرتال التحالف في العراق تزامناً مع حوار بغداد وواشنطن

08 ابريل 2021
مدرعة أميركية في العراق (Getty)
+ الخط -

تصاعدت أخيرا عمليات استهداف أرتال التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في مناطق عراقية عدة، بالتزامن مع الجولة الثالثة للحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن، إذ استهدف تفجير بعبوة ناسفة، مساء الخميس، رتلا للتحالف في محافظة بابل، في ثالث تفجير يستهدف أرتال التحالف الدولي خلال أقل من 48 ساعة. 

وذكرت مصادر أمنية عراقية أن عبوة ناسفة انفجرت، الخميس، برتل ينقل معدات للتحالف الدولي على الطريق الدولي السريع المار بمحافظة بابل (100 كيلومتر جنوب بغداد)، موضحة، لـ"العربي الجديد"، أن التفجير لم يتسبب في حدوث خسائر بشرية أو مادية. 

وصباح أمس، الأربعاء، استهدف تفجير بعبوة ناسفة رتل دعم لوجستي للتحالف الدولي في محافظة بابل، تلاه انفجار برتل آخر للتحالف في محافظة الأنبار، غربي البلاد، وقبل ذلك استهدف تفجيران بعبوتين ناسفتين رتلين للتحالف الدولي في محافظتي بابل والديوانية (جنوبا)، يوم الاثنين الماضي. 

وتزامن التصاعد في الهجمات التي تستهدف أرتال التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، مع الجولة الثالثة للحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة، التي عقدت أمس الأربعاء. 

وقال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الخميس، إن الجولة الثالثة للحوار الاستراتيجي تمثل بوابة لاستعادة الوضع الطبيعي في العراق، بحسب المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة الذي نقل عن الكاظمي إشارته إلى أن الحوار هو الطريق السليم لحل الأزمات. 

كما رحّب رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، الخميس، بالجولة الثالثة من الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن، معتبرا ذلك، في حديث نقلته وسائل إعلام كردية، خطوة مهمة وتقدما إيجابيا يخدم مستقبل العلاقات والمصالح المشتركة في جميع المجالات. 

وقال القيادي في تحالف "الفتح" (الجناح السياسي لفصائل الحشد الشعبي)، رزاق الحيدري، إن تزامن عمليات استهداف أرتال التحالف الدولي مع الجولة الثالثة للحوار بين بغداد وواشنطن يهدف إلى إيصال رسائل محددة للجانب الأميركي، موضحا، لـ"العربي الجديد"، أن على الإدارة الأميركية قراءة الوضع العراقي بشكل صحيح. 

ولفت إلى أن الحكومة العراقية تنظر إلى استهداف أرتال التحالف الدولي على أنه وضع عصا في طريق استتباب الأمن، بينما يعتقد الجانب الآخر (الفصائل المسلحة)، الذي يقوم بهذه الأعمال، أنها تمثل ردا على وجود قوات أميركية في العراق. 

وأشار إلى أن الأميركيين يتحدثون عن عدد قليل من الخبراء والمستشارين في العراق، ومقابل ذلك تتحدث جهات أخرى عن قوات عسكرية مدربة ومدججة بالسلاح موجودة في داخل البلاد. 

وبيّن الحيدري أن الحكومتين الحالية برئاسة مصطفى الكاظمي، والسابقة برئاسة عادل عبد المهدي، رفضتا الاعتراف بوجود قوات عسكرية أجنبية، لافتا إلى أن البعض أعطى لنفسه حق مقاومة الوجود الأميركي على الأراضي العراقية، بعد مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس "هيئة الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، بضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد الدولي، مطلع عام 2020. 

من جهته، وصف عضو البرلمان العراقي عن حركة "صادقون" (الجناح السياسي لمليشيا عصائب أهل الحق)، محمد البلداوي، موقف بغداد تجاه الوجود الأميركي بأنه ضعيف، مشيرا، في تصريح صحافي، إلى أن تصريحات الحكومة تجاه التدخلات الأميركية اتخذت اتجاهين: "إما ضعيفة ولا ترتقي للمستوى المطلوب، أو أنها سيئة لا تعبر عن قدرات العراق وحجمه"، على حد قوله. 

وفي السياق، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر القوات الأجنبية الموجودة في البلاد إلى عدم التدخل في شؤون العراق، وعدم استخدام الأراضي العراقية ساحة للاعتداء على الدول الأخرى، خصوصا دول الجوار، رافضا بشكل مطلق أي وجود عسكري أجنبي. 

كما طالب الصدر، في تغريدة على حسابه بموقع  "تويتر"، القوات الأجنبية بعدم الوجود في القواعد العسكرية العراقية. 

وتابع "إذا التزمت بذلك، فعلى المقاومة الوطنية العراقية وقف العمل العسكري بكل أشكاله، وعلى الحكومة معاقبة كل من يخرق ذلك من الداخل والخارج"، مضيفا "ومع خرق القوات الأجنبية لذلك، فلا نستبعد صدور أمر بالعمل العسكري ضدهم مستقبلا". 

ضبط 24 صاروخاً شرقي "عين الأسد"

في سياق متصل، أكدت خلية الإعلام الأمني العراقية، ليل الخميس، ضبط 24 صاروخا شرقي قاعدة "عين الأسد" الجوية التي توجد فيها قوات أميركية. 

وذكرت الخلية، في بيان، أنه من خلال المتابعة الميدانية، وتكثيف الجهود الاستخبارية، شاهدت إحدى الدوريات التابعة للجيش العراقي ضمن قاطع مسؤولية قيادة عمليات الجزيرة للجيش (المسؤولة عن حفظ أمن غرب الانبار)، سيارة حمل متوقفة على مسافة من الطريق الذي يربط مدينتي هيت والبغدادي، وتحديدا عند منطقة البسطامية، شرقي قاعدة عين الأسد. 

وأشارت إلى أن "الدورية اقتربت منها، وقامت بتفتيشها، ووجدت بداخلها قاعدة صواريخ محورة تحتوي على 24 صاروخا مع ملابس عسكرية، حيث تم استدعاء الجهد الهندسي، وحاليا تجري المباشرة بتفكيك الصواريخ". 

ولفتت إلى أن "القوات الأمنية تقوم الآن هناك بإجراء تحقيقاتها لمعرفة وتشخيص من قام بركن العجلة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة". 

وأكد ضابط في قيادة عمليات الجزيرة للجيش أن القوات العراقية أغلقت المنطقة المحيطة بقاعدة عين الأسد بشكل كامل، موضحا، لـ"العربي الجديد"، أنها بدأت بحملة تفتيش في المناطق القريبة بحثا عن الأشخاص المتورطين بنقل الصواريخ إلى المنطقة. 

ومطلع الشهر الماضي، سقطت 10 صواريخ من طراز "غراد" على قاعدة "عين الأسد"، دون حدوث خسائر بشرية. 

وتستعد السلطات العراقية لاتخاذ إجراءات جديدة من شأنها منع عمليات القصف التي تطاول قواعد عسكرية عراقية من قبل جماعات مسلحة غير معروفة، وآخر تلك الهجمات حصلت الشهر الماضي، واستهدفت قاعدة بلد الجوية، شمال بغداد، والتي كانت سابقا تضم جنودا أميركيين انسحبوا منها صيف العام الماضي. 

وأكد عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي محمد حسين أبو ذر، أول من أمس الثلاثاء، وجود مناقشات مستمرة مع الأجهزة الأمنية في وزارتي الدفاع والداخلية من أجل زيادة الدعم، وتوفير الأجهزة المتطورة، مثل كاميرات المراقبة، والدفاعات الجوية، بالإضافة إلى زيادة العمليات الاستباقية، وغير ذلك من الأمور التي يمكن أن تساهم في الحد من الهجمات التي تطاول القواعد العسكرية العراقية. 

وعلق رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي السابق حاكم الزاملي على ذلك بالقول إن بعض القواعد العسكرية العراقية تحوي طائرات، مثل "أف 16" و"سوخوي"، فضلا عن ضباط وطيارين ومهندسين وفنيين، موضحا، لـ"العربي الجديد"، أن القواعد العراقية مهمة، وكان لها دور بارز في دك أوكار تنظيم "داعش" الإرهابي، كما أنها مستمرة بتنفيذ الواجبات المناطة بها. 

وشدد على ضرورة الحفاظ على هذه القواعد التي توجد في بعضها طائرات كلفت الدولة مبالغ باهظة، وأن الإضرار بها يمثل إضرارا بالموارد الحربية العراقية. 

وتابع "لذلك لا يجوز أن يتم استهداف القواعد العراقية بحجة استهداف الاحتلال"، في إشارة إلى القوات الأميركية الموجودة في العراق ضمن إطار التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد "داعش" .  

ولفت الزاملي إلى أن أغلب القواعد العسكرية خالية من قوات التحالف، باستثناء قاعدتي عين الأسد بمحافظة الأنبار، غربي البلاد، وحرير في إقليم كردستان العراق، موضحا أن استهداف القواعد يضر بمصلحة البلاد وبقوة العراق العسكرية والاستراتيجية. 

المساهمون