تشييع جثمان الفتى الفلسطيني هيثم مبارك بعد أكثر من شهرين على احتجاز جثمانه

19 نوفمبر 2022
ودّعت والدة الشهيد ابنها في سريره (عصام الأسمر/الأناضول)
+ الخط -

أصرّت والدة الشهيد الفلسطيني الفتى هيثم مبارك (17 عاماً) على أن يوضع جثمانه في سريره للمرة الأخيرة، بمكان سكنه في بلدة بيتونيا غرب رام الله وسط الضفة الغربية، قبل تشييعه ومواراته الثرى، والذي غاب عنه 76 يوماً بسبب احتجاز سلطات الاحتلال جثمانه في الثلاجات منذ استشهاده.

وحمل أصدقاء الشهيد جثمانه ليضعوه، كما طلبت والدته، على سريره. وبينما دموعها على خديها وهي تودّع الجثمان وتحتضنه؛ تحدثت والدته كفاح شديد معه لبضع دقائق قبل أن يحمل الجثمان إلى مثواه الأخير، في قرية أبو فلاح شمال شرق رام الله، حيث مسقط رأسه، وكانت تطلب منه أن يسامحها، قائلة له إنه نال الشهادة التي أرادها، وأنها حاولت بكل ما تستطيع تنفيذ وصيته بدفنه في المقبرة التي أوصى بأن يدفن فيها لكنها لم تستطع.

وتابعت، أنها قبل يومين فقط رأت ابنها في الحلم مبتسماً يمسك بيدها ويسيران معاً، قائلة: "إنها تعتقد أنه كان نحو باب الجنة"، مؤكدة أنها ارتاحت بعد هذا الحلم، رغم أنه محتجزاً في ثلاجات الاحتلال، لأنه أعطاها إشارة بأنه مرتاح.

وقالت شديد فور تسلّم الجثمان لـ"العربي الجديد": "إنها لم تكن تتوقع أن يأتيها اتصال بتسلّم الجثمان، بعد يومين فقط من آخر اعتصام لذوي الشهداء المحتجزة جثامينهم على دوار المنارة وسط رام الله".

وأضافت "أنها عاشت شعوراً مختلطاً من الحزن والفرح معاً، ولم تعرف هل تبكي أم تبتسم، لكنها ارتاحت بعد شهرين عصيبين، حيث سيدفن في أرض وطنه، وسيكون له قبر يمكن لها ولأصدقائه زيارته"، متمنية أن يحظى كل أهالي الشهداء بهذه اللحظات، وبإكرام الجثمانين بدفنها.

وكان الموكب الجنائزي انطلق من مجمع فلسطين الطبي في رام الله، بعد لف الجثمان بالعلم الفلسطيني وتزيينه بأكاليل الورود، قبل الوصول إلى منزل والدته، ولينقل بعد أن ودّعته إلى قرية خربة أبو فلاح شمال شرق رام الله، حيث ودعته عائلته في منزلها قبل نقله إلى المسجد وأداء صلاة الجنازة عليه ظهراً، والانطلاق في جنازة غاضبة إلى مقبرة البلدة، حيث ردد المشاركون الهتافات المنددة بجرائم الاحتلال، وهتافات تحيي الشهداء.

تشييع جثمان الفتى الفلسطيني هيثم مبارك (عصام الأسمر/الأناضول)
حمل أصدقاء الشهيد جثمانه (عصام الأسمر/الأناضول)

وكان الاحتلال أعدم الفتى مبارك، في 8 سبتمبر/أيلول الماضي، واحتجز جثمانه في الثلاجات، بدعوى قيامه بضرب جندي إسرائيلي بمطرقة حديدية في وجهه، قرب مدخل قرية بيتين شرق رام الله.

وتسلمت عائلة الشهيد جثمانه، عصر أمس الجمعة، عند حاجز عسكري إسرائيلي قرب قرية الطيبة شرق رام الله، وكان في استقباله في مجمع فلسطين الطبي عائلته، وعدد من أصدقائه الذين هتفوا له ولوالدة الشهيد، وللشهداء بشكل عام.

ومبارك فتى لم يتجاوز سن 17 عاماً، وهو طالب مدرسي في مدرسة بيتونيا الثانوية، واحتجز جثمانه لأكثر من شهرين ونصف، ضمن سياسة يواصل الاحتلال انتهاجها منذ أعاد احتجاز جثامين الشهداء مع هبة القدس عام 2015، حيث يبلغ عدد الشهداء المحتجزين حالياً 117.

على صعيد منفصل، سرق مستوطنون، اليوم السبت، أبقاراً في الأغوار الشمالية الفلسطينية بحماية قوات الاحتلال، وذلك بعد تخدير البعض منها، وفق تصريحات للناشط الحقوقي عارف دراغمة.

واستولت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، على تسجيلات كاميرات المراقبة لعدد من المحلات التجارية غرب طولكرم، بينما اعتقلت الليلة الماضية، الشاب سلطان سمرين، بعد أن داهمت منزل ذويه في بلدة سلوان جنوبي القدس، وتفتيش المنزل.