تشييع جثمان الشهيد مصعب نفل وعائلته تتهم الاحتلال بتعمّد قتله

06 نوفمبر 2022
الفلسطينيون يشيعّون جثمان الشهيد مصعب نفل (العربي الجديد)
+ الخط -

كان وداعاً حزيناً من والده، حظي به الشهيد الفلسطيني الشاب مصعب نفل (18 عاماً)، اليوم الأحد، قبل أن يخرج جثمانه على أكتاف المشيعين، انطلاقاً من مجمع فلسطين الطبي في رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة.

لم يستطع والد الشهيد الحديث لـ"العربي الجديد" قبل ذلك الوداع، حيث كان ينتظر على كرسي لحظة انتهاء تجهيز جثمان ابنه من أجل انطلاق الجنازة، وحين دخل تحدث بعدد من الكلمات الممزوجة بالبكاء، كان يخاطب ابنه بالقول: "يا روحي يابا يا حبيبي، وين أزفك يابا، وين أزفك يا حبيبي، الله يرضى عليك، عريس يابا أنت اليوم، بدنا نزفك يابا".

الفلسطينيون يشيعون جثمان الشهيد مصعب نفل (العربي الجديد)

دقائق وانطلقت الجنازة نحو مسقط رأسه المزرعة الشرقية إلى الشمال الشرقي من رام الله، توجه المشيعون هناك بداية إلى منزل عائلة الشهيد، ولم يكن الوضع مختلفاً، فوالدته التي قدمت قبل أيام فقط من الولايات المتحدة، وجدت نفسها تودع ابنها للمرة الأخيرة.

وخارج المنزل كان الشبان يهتفون هتافات غاضبة أحياناً، وأخرى تحيي الشهيد وعائلته، وتستنكر جريمة الاحتلال الإسرائيلي، فمصعب أصيب برصاص في الصدر أصاب قلبه، وأصاب الاحتلال كذلك ابن خاله نيشان زبن برقبته قرب منطقة عيون الحرامية شمالي رام الله، مساء أمس السبت.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ إطلاق النار على الشابين الفلسطينيين "نتيجة لكمين نصبه جيش الاحتلال، ضد ملقي حجارة"، وهو ما اعتبرته العائلة "عملية قتل متعمّدة ومعلنة".

ويروي حكيم نفل المعلومات القليلة التي يعرفها لـ"العربي الجديد" حول قتل شقيقه مصعب، "العائلة لم تكن تعلم في البداية أن إصابته خطيرة، فالشبان تعمدوا إبلاغنا بإصابته بالقدم لتخرج العائلة إلى المستشفى حيث نقل، ولتبلّغ في الطريق أن إصابته هي في الصدر، ثم لتجده قد استشهد".

أما عن الحادثة نفسها فيقول حكيم: "هذا كان خياراً حراً بالنسبة له، بإلقاء الحجارة على جيش الاحتلال وبشكل متكرر، لكن ما حصل أن جيش الاحتلال استهدف الليلة الماضية قتله، وأنا مسؤول عما أتحدث به، كان الهدف القتل، وليس الإصابة أو الاعتقال".

وتابع: "كان يتحدث دائماً عن الوطن، ويعطي تلميحات لم نكن نفهمها، وأن تموت من أجل الفكرة فهذا هو المعنى الحقيقي للشهادة".

ويصف شقيقه بالمحبوب، وصاحب العنفوان والعصبية في بعض الأحيان، لكن بقلب أبيض، وكان قد أنهى الثانوية العامة الصناعية.

الفلسطينيون يشيعون جثمان الشهيد مصعب نفل (العربي الجديد)

أما دمّر زبن، خال الشهيد ووالد المصاب نيشان زبن، فأكد لـ"العربي الجديد" أن ابنه نيشان وابن شقيقته مصعب كانا في أرض للعائلة في تلك المنطقة، وأطلق عليهما الرصاص وهما في أرض العائلة التي توجد بها بشكل شبه دائم، مؤكداً أنّ ما حصل عملية إعدام، حيث أصيب الشهيد بالرصاص في صدره، وأصيب نيشان في رقبته.

روايات "لا يمكن الوثوق بها"

ويشدد رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، في حديث مع "العربي الجديد"، على أنّ روايات الاحتلال لا يمكن الوثوق بها، خصوصاً حين تكون الرواية الوحيدة، محيلاً إلى إطلاق الاحتلال النار تجاه ثلاثة شبان، الشهر الماضي، حيث استشهد اثنان وأصيب واعتقل الثالث، بحجة محاولتهم تنفيذ عملية دهس، ليجري لاحقاً الإفراج عن المصاب، وليتبين عدم وجود عملية من الأساس.

وتابع فارس: "إن كان ما حصل أمس فعلاً كميناً لقوات الاحتلال، فهذا عذر أقبح من ذنب، لأنه كان بالإمكان اعتقالهما أو إصابتهما بالأطراف للسيطرة عليهما، لكن إطلاق الرصاص بهذا الشكل يهدف إلى القتل، وهذا تنفيذ للرسالة التي طالما وجهها العديد من قادة اليمين المتطرف، وفي مقدمتهم المجرم إيتمار بن غفير، الذي قال إنه يجب إطلاق النار مباشرة".

وطالب فارس بمواجهة التوحش والعنصرية الإسرائيلية عبر استدراك الفلسطينيين أبعاد الاستراتيجية الإسرائيلية الخطيرة، ووضع استراتيجية فلسطينية تمكّنهم من خوض المعركة في مواجهة الاحتلال المجرم على الأرض الفلسطينية.

وصلى أهالي قرى شمال وشرق رام الله صلاة الجنازة على الشهيد مصعب في ساحة إحدى مدارس البلدة، قبل الانطلاق بجنازة كبيرة، انتهت بمواراته الثرى في مقبرة القرية، فيما لم يجر الحصول على مزيد من المعلومات حول المصاب، بحسب رئيس نادي الأسير.