تحذير إسرائيلي من عودة العمليات الفردية بعد أحداث القدس وتحرك لتطويق التصعيد

24 ابريل 2021
الصحيفة: العمليات الإرهابية اليهودية ستدفع الفلسطينيين إلى الرد(Getty)
+ الخط -

حذرت صحيفة "هآرتس" اليوم السبت، من أن المواجهات التي تشهدها مدينة القدس يمكن أن تمهد الطريق أمام عودة العمليات "الفردية"، يأتي ذلك في وقت شرعت أوساط دولية في جهود وساطة لتطويق التصعيد الحاصل.

وفي تحليل أعده كل من نير حسون وجوش برينر، أوضحت الصحيفة أن كلاً من الإسرائيليين والفلسطينيين يمكن أن يقدموا على تنفيذ عمليات نتيجة أجواء التصعيد التي خلفتها أحداث القدس.

وشددت الصحيفة على أن الدعوات للانتقام من "العرب" التي أطلقتها منظمة "لاهافا" الإرهابية التي نظمت المسيرات الاستفزازية وعمليات الاعتداء الجماعي في القدس الليلة قبل الماضية يمكن أن تؤسس لشنّ عمليات ضد الفلسطينيين.

وأوضحت الصحيفة أن البيئة السياسية الداخلية في إسرائيل توفر للتنظيمات الإرهابية الإسرائيلية مجالاً أوسع للعمل، مشيرة إلى أن الحركة الكهانية، التي تنتمي إليها منظمة "لاهافا" باتت ممثلة في الكنيست كنتيجة للانتخابات الأخيرة؛ حيث يمثلها بشكل خاص إيتمار بن غفير، الذي يعد أحد أتباع الحاخام مئير كهانا، مؤسسة حركة "كاخ" الإرهابية.

وحسب الصحيفة، فإن العمليات الإرهابية الإسرائيلية ستدفع الفلسطينيين إلى الرد، مشيرة إلى أن الردود الفلسطينية ستكون فردية بالأساس، ولن تكون ذات طابع تنظيمي.

من جانب آخر، أوضح الصحافي الإسرائيلي إنشيل بيبر، الذي يعمل في صحيفة "هآرتس" أن معظم الشباب الإسرائيلي الذين شاركوا في المسيرات المستفزة في القدس المحتلة، التي نظمتها منظمة "لاهافا"، ينتمون إلى التيار الديني الحريدي.

وعلى حسابه على "تويتر" أشار بيبر إلى أن الكثير من الشباب الحريدي تمردوا على تعليمات مرجعياتهم الدينية، وباتوا يؤيدون الحركة الكهانية، وإلى أن عشرة آلاف منهم صوتوا لتحالف الحركة الكهانية والصهيونية الدينية في الانتخابات الأخيرة، ما سمح بحصول التحالف على ستة مقاعد.

يشار إلى أن الضفة الغربية والقدس وإسرائيل شهدت منذ عام 2015 عشرات العمليات الفردية التي نفذها الفلسطينيون رداً بشكل أساس على الإجراءات التي تفرضها إسرائيل في القدس والمسجد الأقصى، وانتقاماً من العمليات التي تنفذها التنظيمات الإرهابية الإسرائيلية.

ويذكر أن منظمة "شارة ثمن" الإرهابية نفذت مئات العمليات على مدى السنوات السبع الماضية، التي شملت عمليات قتل، إحراق مساجد وكنائس، تخريب المحاصيل الزراعية، وتسميم آبار المياه؛ حيث كانت أخطر هذه العمليات إحراق عائلة دوابشة الفلسطينية، ورجم المواطنة الفلسطينية عائشة الرابي حتى الموت عندما كانت تجلس خلف مقود سيارتها.

 تحرك دولي لتطويق التصعيد

إلى ذلك، ذكرت قناة التلفزة الرسمية الإسرائيلية "كان" أن أوساطاً دولية شرعت في جهود وساطة لتطويق التصعيد الجديد.

ونقلت القناة عن أحد هذه الأوساط قوله إنه يتوجب تطويق التصعيد الأخير لأنه سيخدم حركة "حماس" في الانتخابات التشريعية.

وفي السياق، من المقرر أن يعقد رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، ظهر اليوم السبت، جلسة مشاورات في ديوانه تتناول التصعيد مع غزة.

وعلى الرغم من هذا التطور، فإنه لا يوجد ما يؤشر على أن كوخافي سيؤجل أو يلغي سفره المقرر غدا الأحد إلى الولايات المتحدة، لبحث مسألة عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي مع إيران.

وذكرت قناة التلفزة أن الجيش الإسرائيلي أزال القيود التي فرضها على حركة المستوطنين في مستوطنات جنوب إسرائيل، بعد سقوط أكثر من 30 قذيفة أطلقت من قطاع غزة.

وقد استغلت قوى المعارضة الإسرائيلية الأحداث في محاولة تسجيل نقاط سياسية لصالحها على الصعيد الداخلي. فقد دعا يئير لبيد، رئيس حزب "ييش عتيد" المعارض، على حسابه على "تويتر"، إلى جباية ثمن من حركة "حماس" ردا على إطلاق الصواريخ، قائلا إن "إسرائيل لا تستطيع أن تسمح بواقع من الخوف والتهديد".

أما أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب "يسرائيل بيتينو" اليميني المعارض، فاعتبر على حسابه على "تويتر" أن كلا من إيران وحزب الله سيريان في الأحداث التي تشهدها القدس وساحة غزة مؤشرات ضعف لإسرائيل.

اتفاقات التطبيع لا تضمن التهدئة

إلى ذلك، أكدت الباحثة الإسرائيلية كسنيا سبطلوفا، أن الأحداث التي تشهدها القدس والضفة الغربية ويافا تدل على أن اتفاقات التطبيع التي توصلت إليها إسرائيل مع عدد من الدول العربية لن تضمن لها تهدئة الساحة الفلسطينية.

وفي تحليل نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" أشارت سبطلوفا إلى أن أحداث القدس والضفة ويافا تشير إلى أن الفلسطينيين "لن يختفوا" بعد اتفاقات التطبيع.

ورأت سبطلوفا، النائبة السابقة في لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، أن هذه الأحداث تدل على أنه من دون حل "عادل" للصراع، فإن هذا الصراع لن يختفي من تلقاء ذاته.

وخلصت إلى أن الأحداث الأخيرة تدل على انهيار السردية التي تتبناها القيادة السياسية في تل أبيب في أعقاب اتفاقات التطبيع، والتي تقوم على ثنائية "حب دبي للإسرائيليين" ورغبة إيران في القضاء عليهم، مع تجاهل وجود صراع مع الشعب الفلسطيني.

دلالات
المساهمون