بوتين يشيد بالتعاون مع الدول العربية وينتقد الغرب

29 فبراير 2024
بوتين: استحالة قيام نظام عالمي صامد من دون روسيا (غابريل غريغوروف/ فرانس برس)
+ الخط -

شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، في الشق الخاص بالسياسة الخارجية والعسكرية الروسية في رسالته السنوية إلى البرلمان الروسي على إبراز القدرات القتالية للجيش الروسي وأحدث أسلحته، منتقداً ما اعتبره محاولات الغرب لإضعاف موسكو، ومشيداً بتطور العلاقات مع الدول العربية.

وأكد بوتين التأهب الكامل لاستخدام قوات الردع النووية الروسية، قائلاً إن "القوات النووية الاستراتيجية باتت في حالة التأهب الكامل للاستخدام المضمون"، لافتاً إلى أن أسلحة حديثة مثل المنظومة الجوية فرط الصوتية "كينجال" ومنظومات "تسيركون" الضاربة التي يتم نشرها بحراً، لم تدخل حيز الخدمة فحسب، بل "تستخدم بفاعلية عالية لإصابة الأهداف ذات أهمية خاصة في إطار العملية العسكرية الخاصة"، التسمية الروسية المعتمدة في الحرب التي تشنها على أوكرانيا.

واتهم الرئيس الروسي الغرب بسعيه لإضعاف روسيا من الداخل، مضيفا: "في جوهر الأمر، أرادوا أن يفعلوا مع روسيا نفس ما اقترفوه مع غيرها من مناطق العالم، بما في ذلك في أوكرانيا: إحداث انقسام في بيتنا وإضعافنا من الداخل، ولكنهم أساؤوا حساباتهم".

ومع ذلك، شدد بوتين على استحالة قيام نظام عالمي صامد من دون روسيا قوية، قائلا: "أشدد مرة أخرى على أن أي نظام عالمي متين مستحيل بلا روسيا قوية ذات سيادة".

تطوير العلاقات مع الدول العربية

في شأن تنويع علاقات روسيا الخارجية في ظروف خضوعها للعقوبات الغربية، أكد بوتين أن روسيا ستبحث عن نقاط تلامس جديدة مع الشركاء في الشرق الأوسط وأميركا اللاتينية.

وقال: "روسيا لها علاقات قديمة طيبة مع الدول العربية التي تشكل حضارة أصيلة تمتد من شمال أفريقيا إلى الشرق الأوسط، وهي تتطور بشكل ديناميكي اليوم. نعتبر أنه من المهم أن نبحث عن نقاط تلامس جديدة مع أصدقائنا العرب وتعميق الطيف الكامل لعلاقات الشراكة. سنطبق ذلك على مسار العلاقات مع أميركا اللاتينية".

وأشاد بالعلاقات الروسية الأفريقية، مضيفا: "تعلن القارة الأفريقية بصوت أعلى فأعلى عن مصالحها وحقها في السيادة الحقيقية. ندعم هذه المساعي دعماً صادقاً".

بوتين: دعم العائلات ذات الأطفال خيارنا الأساسي

في الشق الداخلي من رسالته، تطرق بوتين إلى قضايا التنمية الاقتصادية ودعم قطاع الأعمال وتطوير التكنولوجيا والوضع الديمغرافي في ظل مواجهة روسيا أزمة تراجع السكان.

وشدد بوتين على تأكيد الدعم للعائلات التي بها أبناء، قائلا: "دعم العائلات ذات الأطفال هو خيارنا الأخلاقي الأساسي. يجب أن تصبح العائلة متعددة الأبناء فلسلفة طبيعية لحياة المجتمع وبوصلة لاستراتيجية الدولة بأسرها".

وتعد رسالة اليوم هي ثاني رسالة يوجهها الرئيس الروسي إلى الجمعية الفدرالية بمجلسي الدوما (النواب) والاتحاد (الشيوخ) بعد بدء الحرب المفتوحة في أوكرانيا وفرضها واقعا جيوسياسياً جديداً، كما تأتي هذه الرسالة قبل حلول موعد الانتخابات الرئاسية بأسابيع عدة، مما يجعلها تندرج ضمن الحملة الانتخابية.

يذكر أن المادة 84 من الدستور الروسي تقتضي أن "يوجه الرئيس رسائل سنوية إلى الجمعية الفيدرالية حول الوضع في البلاد، والاتجاهات الرئيسية للسياستين الداخلية والخارجية للدولة".

المساهمون