بايدن: على الأميركيين معارضة "العنف السياسي" و"ترهيب الناخبين"

03 نوفمبر 2022
يتخوّف بايدن وحزبه من عدم قبول الجمهوريين نتيجة الانتخابات النصفية (Getty)
+ الخط -

قبل ستة أيام من انتخابات منتصف الولاية الحاسمة، يحاول معسكر الرئيس جو بايدن تركيز النقاش على المخاطر التي تهدد الديمقراطية، في وقت تلقي المواضيع الاقتصادية بظلالها على الحملة الانتخابية.

وقال بايدن إن على الأميركيين أن يتحدوا ضد "العنف السياسي وترهيب الناخبين"، محذرا من تصاعد التطرف الجمهوري قبل انتخابات الكونغرس النصفية الأسبوع المقبل.

ودعا بايدن في كلمة تلفزيونية الأميركيين إلى الوقوف صفا واحدا "ضد العنف السياسي وترهيب الناخبين"، منبها إلى "الارتفاع المقلق" في عدد الشخصيات العامة التي تتغاضى عن مثل هذه التصرفات.

وأضاف: "علينا مواجهة هذه المشكلة، لا يمكننا إدارة ظهورنا لها"، مضيفا: "لا يمكننا التظاهر بأنها ستحل نفسها بنفسها".

وقالت المتحدثة باسمه كارين جان بيار، قبل كلمة بايدن التي جاءت: "عدد مقلق من الجمهوريين يشير إلى أنهم لن يقبلوا نتيجة" الانتخابات النصفية.

ويتهم الجمهوريون الرئيس بسوء إدارة الملف الاقتصادي، ويظهرون ثقة متزايدة في إمكانية إطاحة الغالبية الديمقراطية في الكونغرس في استحقاق 8 نوفمبر/تشرين الثاني.

ويجدد الأميركيون في انتخابات منتصف الولاية جميع المقاعد الـ435 في مجلس النواب وثلث مقاعد مجلس الشيوخ، كما تشمل انتخاب حكام ولايات ومسؤولين محليين.

ووفق استطلاع أجرته جامعة كوينيبياك ونُشر الأربعاء، يعتقد 36 بالمائة من الأميركيين أن التضخم هو أكثر القضايا "إلحاحاً" التي تواجه البلاد. وتأتي ثانياً (10 بالمائة) حقوق الإجهاض التي حاول الديمقراطيون حشد قاعدتهم حولها.

لكن الديمقراطي الذي يحب أن يصف نفسه بأنه "رئيس الطبقة الوسطى"، يواجه صعوبات في إقناع الناخبين بفعالية تدابيره.

وأقر الأربعاء في كلمة ألقاها بالبيت الأبيض حول الوظائف في الصناعة، بأن الأميركيين "ما زالوا يعانون" من التضخم. وقالت كارين جان بيار: "يريد الرئيس مساعدة الأسر، بينما يريد المسؤولون الجمهوريون رفع تكلفة المعيشة وخدمة عمالقة الصيدلة وقطاع النفط"، في إشارة إلى إجراءات البيت الأبيض بشأن الأدوية والطاقة.

وتعد هذه الانتخابات التي تأتي بعد عامين من الاقتراع الرئاسي بمثابة استفتاء على مدى نجاح ساكن البيت الأبيض، وهي كثيراً ما تصب في مصلحة المعارضة.

حسب آخر استطلاعات الرأي، تملك المعارضة الجمهورية فرصة جيدة جداً للفوز بغالبية مقاعد مجلس النواب، أما مصير مجلس الشيوخ فلا يزال غير مؤكد.

في مواجهة رياح غير مؤاتية، دعا الحزب الديمقراطي وجوهه البارزة للمساهمة في الحملة الانتخابية، ومن بينها الرئيس الأسبق باراك أوباما المعروف بمهاراته الخطابية.

سيلقي أوباما كلمة في ولاية أريزونا المتنازع عليها بشدة الأربعاء، وقال في تغريدة قبل التجمع "لا تستسلموا، لا تدعوا الطرف الآخر يقنعكم بأن أصواتكم غير مهمة".

"تهديد" للديمقراطية

فينيكس عاصمة ولاية أريزونا هي المدينة التي شهدت أكبر ارتفاع للأسعار في البلاد؛ 13 بالمائة في عام واحد.

كل الأضواء مسلطة على منصب الحاكم في هذه الولاية حيث تتقدم الصحافية السابقة كاري ليك المقربة من الرئيس السابق دونالد ترامب، بفارق ضئيل في استطلاعات الرأي على منافستها الديمقراطية.

بالإضافة إلى مهاجمتها جو بايدن يومياً على خلفية تعامله مع التضخم، تواصل المرشحة الجمهورية التنديد بنتيجة الانتخابات الرئاسية لعام 2020، مؤكدة أن الانتخابات سُرقت من ترامب رغم الأدلة الكثيرة التي تفنّد ذلك.

كما تهدد المرأة البالغة 50 عاماً بعدم قبول نتيجة الاقتراع على منصب حاكم الولاية، الأمر الذي يثير خشية في صفوف الديمقراطيين.

ويبدو أن ترامب نفسه الذي لم يعترف قطّ بهزيمته في الانتخابات الرئاسية، يستعد للطعن في نتيجة انتخابات منتصف الولاية إذا كانت في غير صالح الجمهوريين.

وقال الملياردير الجمهوري النشط بكثافة في الحملة، عبر شبكته الاجتماعية "تروث سوشال" الثلاثاء: "ها نحن ذا، مرة أخرى! تزوير الانتخابات!".

العدد القياسي للمرشحين الذين ينكرون فوز جو بايدن، والمعلومات المضللة التي تنتشر على الشبكات الاجتماعية، والانقسامات السياسية العميقة في البلاد، جعلت السلطات تخشى نشوب أعمال عنف على هامش الاقتراع. وقال بعض مسؤولي الاقتراع ونواب إنهم لاحظوا زيادة في التهديدات والترهيب.

(فرانس برس)

المساهمون