بان يصف القصف الاسرائيلي للأونروا بـ"الاجرامي" وترقّب مفاوضات القاهرة

03 اغسطس 2014
D41B90DB-59D4-4C8F-992D-0111561B5F04
+ الخط -
يومٌ دامٍ جديد لا يُنسي الغزيين أيامهم الـ27 السابقة؛ ولا اليوم الذي استهدف فيه الاحتلال الإسرائيلي برّاً وبحراً وجوّاً مدرسة للأمم المتحدة، ومنازل على رؤوس ساكنيها، ودمر عشرات المنازل لمدنيين لا ذنب لهم. يومٌ دموي جديد، ارتكب فيه الاحتلال مجازر بحق العائلات، واستهدف اللاجئين من عدوانه إلى المدارس.

ويأتي تواصل العدوان الإسرائيلي في ظل المفاوضات التي يفترض أن تنطلق في القاهرة، حيث وصل صباحاً وفد الفصائل الفلسطينية، مفاوضات من أجل وقف لإطلاق النار، ووسط إصرار الاحتلال على عدوانه، ومكابرته في الإقرار بالهزيمة والفشل في تحقيق أهدافه من العدوان.

وارتفعت حصيلة شهداء القطاع منذ بدء العدوان، إلى 1830، وعدد الجرحى 9370، بينهم العشرات في حال الخطر. ولا تزال الطواقم الطبية عاجزة عن انتشال جثامين شهداء تم الإبلاغ عن أماكنها في مدينة رفح على الحدود مع مصر.

وانسحب جيش الاحتلال من كثير من المناطق التي توغل فيها، لمسافات محدودة منذ العملية البرّية، وذلك بعد إعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو "إعادة الانتشار"، مع تهديده باستمرار العدوان على القطاع. وفيما أعلن الاحتلال السماح بعودة المواطنين إلى مناطقهم التي تعرّضت للعدوان، تعرَض جزء من الذين عادوا إلى منازلهم في خزاعة شرقي خانيونس، وبيت لاهيا شمالي القطاع، إلى إطلاق نار مباشر من قوات الاحتلال.

سياسياً، تبدو الساعات المقبلة في القاهرة حاسمة، إذ يفترض فيها أن يناقش الوفد الفلسطيني الموحد مع المسؤولين المصريين سبل التوصل لوقف إطلاق النار، ورغم أن الاحتلال أعلن أنه لن يذهب إلى القاهرة للمفاوضات، غير أن مصادر مصرية أكدت للوفد الفلسطيني أنهم سيحضرون في وقت لاحق. 


وتحمل الفصائل الفلسطينية، إلى القاهرة ورقة لتناقشها مع المصريين، وتشمل: وقف اعتداءات المستوطنين التي أعقبت 11 يونيو/حزيران، وإلزام إسرائيل بتنفيذ صفقة "وفاء الأحرار" (شاليط)، والإفراج عن الأسرى الذين اعتقلوا أخيراً، وإعادة إعمار غزة من خلال مؤتمر دولي للمانحين تعقده حكومة التوافق، وضمان حرية العمل والصيد في المياه الإقليمية بحدود 12 ميلاً بحرياً، وإنهاء المنطقة العازلة التي تفرضها إسرائيل على غزة، إضافة إلى وقف إطلاق نار فوري، وانسحاب إسرائيلي كامل من غزة.

وفي تطورات العدوان، استشهد عشرة فلسطينيين على الأقل، وأصيب العشرات في قصف جديد استهدف مدرسة "أنس الوزير" التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، التي كانت تؤوي آلاف النازحين الذين هجروا من ديارهم جراء العدوان.

ودان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بشدّة استهداف مدرسة "الأونروا"، ووصفه بـ"العمل الاجرامي". حسبما أفادت وكالة "فرانس برس".
وقال بان في بيان تلاه المتحدث باسمه، أن القصف يُشكّل انتهاكاً فاضحاً جديداً للقانون الانساني الدولي.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، إن عشرة شهداء على الأقل، حصيلة المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في مدرسة الأونروا برفح، لافتاً إلى أن مستشفيات المدينة لم يعد لديها القدرة على استيعاب الجرحى والشهداء في ظل القصف العنيف والمجازر المتتالية.

ولفت القدرة إلى أنّ المجزرة الجديدة في مدرسة الأونروا تؤكّد أنّ صمت الأمم المتحدة يمثل الضوء الأخضر للاحتلال الإسرائيلي لسفك دماء الأطفال والنساء والمسنين.

من جهته، قال المتحدث باسم حركة "حماس"، سامي أبو زهري، إن استهداف المدرسة في رفح جريمة حرب، واستخفاف بالرأي العالمي، متهماً (الأمين العام للأمم المتحدة) بان كي مون بأنه شريك في المجزرة، بسبب صمته على الجريمة، وتباكيه على الجنود الإسرائيليين القَتَلة وتجاهله دماء المدنيين في غزة.

وفي رفح أيضاً، استشهد عشرة من عائلة الغول، في قصف إسرائيلي مباشر استهدف منزلهم في حيّ تل السلطان بالمدينة. وتشهد المدينة، منذ عملية المقاومة التي أدت إلى مقتل جنود إسرائيليين بينهم ضابط اعتقد أنه أُسر، قصفاً إسرائيلياً عشوائياً.

وقال مصدر طبي في رفح، إن شهداء عائلة الغول هم، محمد إسماعيل الغول، وائل إسماعيل الغول، إسماعيل محمد الغول، إسماعيل وائل الغول، خضرة خالد الغول، أسماء إسماعيل الغول، ملك وائل الغول، مصطفى وائل الغول، هنادي إسماعيل الغول، فيما لم يتم التعرف على هوية العاشر.

واستشهد ثلاثة من عائلة القيادي في "حماس" يوسف الشرافي، في قصف استهدف مخيم جباليا للاجئين شمالي القطاع، فيما استشهد آخر في قصف استهدف منزلاً في المخيم نفسه. وقبل ذلك استشهد مواطن وزوجته في قصف استهدف حي الخلفاء الراشدين شمالي جباليا.

وفي السياق، واصلت المقاومة عمليات إطلاق الصواريخ وقصف الحشود العسكرية الإسرائيلية داخل وخارج السلك الشائك. وتبنت كتائب "عز الدين القسام"، الذراع العسكرية لـ"حماس"، قصف الحشود العسكرية في موقع ناحل عوز شرقي مدينة غزة بثلاثة صواريخ 107، وقصف الحشود شرقي جحر الديك بأربع قذائف هاون عيار 120 ميلمتر، بحسب ما أوردت في بيانها.

أما "سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الإسلامي"، فقصفت أسدود بصاروخي غراد.

وفي علمية مشتركة، لكتائب "القسام" و"سرايا القدس"، أعلن عنها فجراً، قال الفصيلان المقاومان إنهما خاضا اشتباكاً في 27 الشهر الماضي، مع قوة إسرائيلية خاصة تحصنت في منزل بخزاعة شرقي خانيونس، وأوقعوا القتلى والجرحى في صفوف الجنود.​
 
في المقابل، أعلن جيش الاحتلال عن مقتل 64 من جنوده منذ بدء العدوان، فضلاً عن إصابة 400 آخرين.

من جهته، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، لوكالة الأناضول" إن "الـ48 ساعة القادمة مهمة للغاية في مصير العملية العسكرية على قطاع غزة"، من دون إعطاء تفاصيل إضافية.

ذات صلة

الصورة
أعداد محدودة من المصطافين على شاطئ صور (حسين بيضون)

مجتمع

لم يثن القصف على الحدود مع فلسطين المحتلة منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعض اللبنانيين عن ارتياد شاطئ مدينة صور من أجل الاستمتاع.
الصورة
تظاهرة في عمان دعماً لغزة 9 أغسطس 2024 (العربي الجديد)

سياسة

شارك المئات في الأردن في مسيرة انطلقت بعد صلاة المغرب، الجمعة، من أمام المسجد الحسيني بوسط العاصمة عمان، تحت شعار "اغتيالات قادة المقاومة، وقود معركة التحرير".
الصورة
رد حزب الله وإيران | لافتة وسط بيروت، 6 أغسطس 2024 (Getty)

سياسة

تواصل إسرائيل الوقوف على قدم واحدة في انتظار رد إيران وحزب الله على اغتيال إسماعيل هنية في طهران، والقيادي الكبير في حزب الله فؤاد شكر في بيروت.
الصورة
تظاهرة في واشنطن لوقف النار في غزة 3 أغسطس 2024 (العربي الجديد)

سياسة

تظاهر ناشطون في العاصمة الأميركية واشنطن، السبت، مطالبين بوقف إطلاق النار في غزة، وذلك مع مرور 300 يوم على بدء إسرائيل الإبادة الجماعية للمدنيين.
المساهمون