اغتال مسلح مجهول، ظهر اليوم الجمعة، موظفاً أردنياً يعمل في برنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة في اليمن، أثناء وجوده في مدينة التّربة بالريف الجنوبي لمحافظة تعز، جنوب غربي البلاد.
وأكد برنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة، اليوم الجمعة، مقتل موظف تابع له في اليمن برصاص مسلحين مجهولين، معتبراً أنّ ما جرى "مأساة كبيرة لنا وللعمل الإنساني"، مضيفاً أن "أي خسارة لأي موظف في العمل الإنساني هي مأساة وأمر غير مقبول".
جاء ذلك في بيان للبرنامج الأممي، مساء اليوم الجمعة، بعد ساعات من مقتل الموظف الأردني الجنسية برصاص مسلح كان على متن دراجة نارية في مدينة التربة بالريف الجنوبي لمحافظة تعز، جنوب غربي البلاد.
وقال البيان إنّ "منظمة الغذاء العالمي، وبحزن شديد، تؤكد مقتل أحد موظفيها بواسطة مسلحين مجهولين ظهر هذا اليوم الجمعة، في التربة في تعز جنوب غرب اليمن".
والموظف، بحسب البيان، يدعى "مؤيد حميدي، أردني الجنسية، توفي بعد فترة قصيرة من نقله إلى المستشفى".
وأوضح البيان أنّ "حميدي وصل مؤخراً إلى اليمن للاضطلاع بمهام عمله مديراً لمكتب منظمة الغذاء العالمي في تعز"، مضيفاً: "كان حميدي موظفاً متفانياً عمل لدى المنظمة لمدة تزيد عن 18 عاماً، قضى منها فترة سابقة في اليمن، والسودان، وسورية، والعراق".
وقال مصدر أمني وآخر طبي، لـ"العربي الجديد"، إنّ مسلحاً يستقل دراجة نارية أطلق وابلاً من الرصاص على موظف رفيع في برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، وذلك أثناء تناوله وجبة الغداء في مطعم بالمدينة، بعد ظهر اليوم الجمعة.
وأضاف المصدر الأمني أنّ الموظف الأممي سقط قتيلاً على الفور، فيما لاذ القاتل بالفرار إلى جهة مجهولة، مشيراً إلى أنّ الأجهزة الأمنية والعسكرية تعمل بالتنسيق فيما بينها بحثاً عن القاتل.
وأكد المصدر الطبي في مستشفى خليفة بالتربة وصول جثمان الضحية إلى المستشفى، وقد فارق الحياة.
وتأتي الحادثة بعد فترة وجيزة من إقرار منظمات إغاثة عالمية فتح مكتب رسمي لها في مدينة تعز، لتسهيل تدخلاتها الإنسانية بالمدينة التي استقبلت أفواجاً من النازحين في السنوات الماضية، ويفرض عليها الحوثيون حصاراً منذ عام 2015.
وهذا هو ثاني مسؤول دولي يُغتال في تعز منذ إبريل/نيسان من عام 2018، حين قُتل موظف لبناني يعمل في الصليب الأحمر الدولي بنيران مسلحين مجهولين في منطقة الضباب عند المدخل الجنوبي الغربي للمدينة.
إلى ذلك، وجّه رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي بـ"ملاحقة العناصر الإجرامية المتورطة بتنفيذ الاعتداء المسلح الذي أسفر عن مقتل موظف أممي وإصابة آخرين في مدينة التربة، اليوم الجمعة".
ووفقاً لوكالة الأنباء الرسمية، فقد أجرى الرئيس اتصالاً هاتفياً بمحافظ تعز نبيل شمسان، الذي "أطلع الرئيس على المعلومات الأولية التي تشير إلى تحديد هوية منفذ الاعتداء الإجرامي، والإجراءات القانونية المتخذة لملاحقة الجناة، وتقديمهم الى محاكمة عادلة لينالوا عقابهم الرادع".
وأعرب رئيس مجلس القيادة باسمه، وباسم أعضاء المجلس، والحكومة، عن خالص التعازي لعائلة الموظف الأممي وزملائه، مؤكداً التزام الدولة بضمان جميع الإجراءات لإنفاذ العدالة، وتأمين موظفي الوكالات الإغاثية في المحافظات المحررة، وتسهيل وصول تدخلاتهم الإنسانية الجليلة إلى جميع مستحقيها في أنحاء البلاد.
وفي السياق ذاته، عقدت اللجنة الأمنية بمحافظة تعز اجتماعاً طارئاً لمتابعة تداعيات الحادثة، قالت فيه إنّه "نتج عن الحادثة إصابة عدد ممن كانوا في المطعم، بما فيهم أحد موظفي برنامج الغذاء العالمي، والذي توفي بعد إسعافه للمستشفى متأثراً بجراحه بحسب المعلومات الأولية".
وأكدت اللجنة الأمنية، في بيان لها، أنّها "تقوم بتعقب مرتكبي هذه الجريمة"، ودعت المواطنين إلى "الإبلاغ عن أي معلومات قد تساعد في القبض على المجرمين، وتهيب بوسائل الإعلام والصحافيين ومرتادي وسائل التواصل الاجتماعي عدم نشر الإشاعات، واستقاء المعلومات من اللجنة الأمنية التي ستوافي الجميع أولاً بأول بنتائج التحقيقات وجهود ضبط المجرمين".
كما أكدت اللجنة الأمنية والسلطة المحلية في محافظة تعز أنها "ستقف بحزم في وجه هذه المحاولات لزعزعة الأمن والاستقرار في تعز، التي تقف وراءها جهات معروفة برغبتها في إضعاف تعز، وتشويه صورتها المدنية الآمنة"، وفق البيان.