النظام السوري يصوّب نحو اليادودة في ريف درعا بعد جاسم وطفس

26 أكتوبر 2022
وصلت تعزيزات عسكرية جديدة من قوات النظام إلى محيط بلدة اليادودة (لؤي بشارة/فرانس برس)
+ الخط -

تتجه قوات النظام السوري للقيام بحملة عسكرية في منطقة اليادودة بريف محافظة درعا الغربي، جنوبي سورية، على نحو مشابه لما حدث أخيراً مع بلدتي جاسم وطفس، بحجة ملاحقة عناصر من تنظيم "داعش"، فيما تتواصل عمليات الاغتيال في المحافظة المضطربة.

وذكرت شبكات محلية أن شاباً يدعى زياد عبد الله أبو سعيفان قُتل اليوم في بلدة الشجرة بريف درعا الغربي، بعد استهدافه بالرصاص خلال خروجه من المسجد.

إلى ذلك، أصدر وجهاء بلدة اليادودة في الريف الغربي من محافظة درعا، واللجنة المكلفة إدارة شؤونها، بياناً، ليل أمس الثلاثاء، بعد وصول تعزيزات عسكرية من جانب قوات النظام السوري إلى أطراف البلدة.

وطالب البيان الذي جرى تداوله عبر مجموعات "واتساب" في المحافظة، بتسجيل أسماء جميع السكان من خارج البلدة، وذلك بعد تهديدات من قِبل اللجنة الأمنية التابعة للنظام باقتحام البلدة بحجة وجود غرباء فيها، وحثّ كل شخص مقيم وأصله من خارج البلدة على تسجيل اسمه في مقر البلدية، اعتباراً من اليوم الأربعاء، لعرضه على اللجنة المكلفة في البلدة لتبت بأمر بقائه فيها أو مغادرتها، محذراً من عواقب عدم التقيد بهذه الخطوة، وذلك بغية قطع الطريق على خطط قوات النظام لاقتحام البلدة.

يأتي ذلك بعد وصول تعزيزات عسكرية جديدة من قوات النظام إلى محيط بلدة اليادودة، تمركزت عند كازية يارا في مدخل البلدة على الطريق الذي يربطها بمدينتي درعا وطفس.

وسبق وصول القوات عقد اجتماع الاثنين، بين وجهاء من بلدة اليادودة وضباط من اللجنة الأمنية والعسكرية، الذين هددوا باقتحام البلدة، بحجة وجود "غرباء" فيها.

ونقل موقع "درعا 24" عن أحد القادة المحليين في المنطقة الغربية من درعا، تأكيده ضرورة القيام بحملة على عناصر محتملين لتنظيم "داعش" في بلدة اليادودة والمنطقة كاملة، على غرار الحملة التي شنتها الفصائل المحلية التابعة للجنة المركزية واللواء الثامن في مدينة جاسم، قبل أن تتقدم القوات الأمنية والعسكرية التابعة للجيش والأجهزة الأمنية للقيام بهذه الحملة.

وذكر الناطق باسم "تجمع أحرار حوران" أيمن أبو محمود لـ"العربي الجديد"، أن تعزيزات قوات النظام تشمل دبابات عدة من الفرقة الـ15، وعناصر من مجموعة "مصطفى الكسم" المحلية التابعة للأمن العسكري.

ورأى أبو محمود أن النظام السوري يحاول تكرار سيناريو مدينتي جاسم وطفس باستخدام ورقة "داعش"، كذريعة لمد سيطرته ونفوذه إلى مناطق جديدة، وهو ما دفع الأهالي إلى اتخاذ خطوات استباقية تقطع الطريق على هذه المحاولات.

وأشار إلى الاعترافات التي نشرت قبل أيام لأحد المنتسبين إلى التنظيم، رامي الصلخدي، الذي احتجزته مجموعات محلية في مدينة جاسم شمالي درعا، والتي تؤكد أن ضباط النظام، وخصوصاً من الأمن العسكري الذي يقوده العميد لؤي العلي، هم الذين يجندون عناصر "داعش"، ويدفعون بهم إلى مدن وبلدات درعا لتنفيذ عمليات اغتيال مطلوبين للنظام.

وسبق أن اقتحمت قوات النظام بلدة اليادودة، في 5 سبتمبر/أيلول الماضي، واستهدفت منزل القيادي السابق في فصائل المعارضة أبو قاسم العقرباوي، حيث اعتقلته، ثم سلمت جثته لذويه بعد ساعات من اعتقاله بحجة انتمائه إلى تنظيم "داعش". كذلك اقتحمت تلك القوات البلدة في يوليو/تموز الماضي، واستهدفت بالمضادات الأرضية منزلاً كان فيه القيادي أياد جعارة، وعبيد الشيخ مسكين، ما أدى إلى إصابتهما بجروح.

وتأتي هذه التطورات بعد مواجهات في مدينة جاسم بين مقاتلين سابقين في المدينة، وخلايا نائمة من تنظيم "داعش"، يؤكد الناشطون أن معظمهم دخل في الأسابيع الأخيرة، بدفع من الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري.