المليشيات الإيرانية تواصل استهداف القواعد الأميركية شرقي سورية

10 نوفمبر 2023
القوات الأميركية في سورية (دليل سليمان/ فرانس برس)
+ الخط -

جدّدت المليشيات المرتبطة بإيران في سورية استهداف القوات العسكرية التابعة للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، في ريف محافظة دير الزور، شرقي البلاد، فيما حمّل جيش الاحتلال الإسرائيلي النظام السوري المسؤولية عن الهجمات التي تنطلق من سورية.

وقال الناشط وسام العكيدي، وهو من أبناء ريف محافظة دير الزور، في حديث لـ "العربي الجديد"، إنّ المليشيات الإيرانية استهدفت برشقات صاروخية، ليل الخميس - الجمعة، قاعدة حقل العمر النفطي (أكبر قواعد التحالف الدولي في سورية)، بريف دير الزور الشرقي، وقاعدة حقل كونيكو للغاز، التي تنتشر فيها القوات الأميركية التابعة لقوات التحالف الدولي بريف دير الزور الشمالي الشرقي، برشقات صاروخية، دون ورود أي معلومات عن وقوع خسائر ضمن القاعدتين.

وأكد العكيدي أن القوات الأميركية المتمركزة في قاعدة حقل كونيكو ردّت على مصادر النيران، واستهدفت مقرات ومواقع عسكرية للمليشيات الإيرانية في بلدة حطلة بريف دير الزور الشمالي، لا سيما أنّ بعض رشقات الصواريخ انطلقت على القاعدة من البلدة، فيما انطلقت الصواريخ الأخرى التي استهدفت قاعدة حقل العمر من محيط مطار دير الزور العسكري، الذي تتخذه المليشيات الإيرانية مقراً لها.

وبيّن العكيدي أنّ ريفي دير الزور الشرقي والشمالي يشهدان يومياً تحليقاً مكثفاً لطائرات الاستطلاع والطائرات الحربية التابعة لقوات التحالف الدولي، في ظل استمرار إرسال التعزيزات العسكرية المدججة بالسلاح الثقيل إلى قواعد التحالف المنتشرة في أرياف دير الزور والحسكة، شرقي وشمال شرقي سورية.

إلى ذلك، لفت العكيدي إلى أن "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، عثرت يوم أمس الخميس، على طائرة مسيّرة (مجهولة التبعية)، وذلك بعد انفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب بسيارة مدنية بالقرب من بلدة الحصان بريف دير الزور الغربي، شرقي البلاد.

وكانت بعض الهجمات التي طاولت القواعد الأميركية قد تم تنفيذها من مناطق سيطرة "قسد" مثل منطقة اليعربية في ريف محافظة الحسكة الشمالي الشرقي الحدودية مع العراق، والتي دهمت قوات التحالف الدولي بعض المزارع فيها بعض تعرض قواعدها للاستهداف، حيث تمكّنت من إلقاء القبض على بعض الأشخاص، والعثور على منصة إطلاق صواريخ ضمن المزرعة.

في غضون ذلك، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيانٍ له، اليوم الجمعة، "نفذنا غارات في سورية رداً على إطلاق طائرة بدون طيار استهدفت مدينة إيلات"، محمّلاً "النظام السوري مسؤولية أي نشاط إرهابي ينطلق من أراضيه"، مضيفاً "سنرد بقوة على أي عدوان".

وكان سلاح الجو الإسرائيلي قد نفذ غارات جوية، ليل الأربعاء، استهدف من خلالها مواقع عسكرية للمليشيات المرتبطة بإيران في منطقتي السيدة زينب وعقربا بريف دمشق، حيث تنتشر مليشيات موالية لإيران، بالإضافة إلى غارات جوية أخرى استهدفت منظومات رادار ودفاع جوي تابعة لجيش النظام السوري في تل قليب وتل المسيح بريف السويداء، جنوبي البلاد.

تشكيل قيادة موحدة لقتال "قسد"

وفي دير الزور بشرق سورية، أعلن شيخ قبيلة "العكيدات"، إبراهيم خليل الهفل، عن تشكيل قيادة عسكرية موحدة لألوية وفصائل عسكرية لمواجهة قوات سورية الديمقراطية (قسد) الحليفة لقوات التحالف الدولي شرقي سورية.

وقال"الهفل" في تسجيل صوتي، اليوم الجمعة، إنه تم الاتفاق على تشكيل قيادة موحدة تحت اسم "قوات العشائر العربية" مكونة من11 فصيلاً عسكرياً في دير الزور، بهدف تنفيذ عمليات "كر وفر" نوعية ضد "قسد". وأكد أن القيادة العسكرية الجديدة لا تتبع لأي جهة أو حزب، و"تهدف لتحرير دير الزور من (قسد)".

وحذر "الهفل" في تسجيله قوات العشائر العربية التي تقاتل إلى جانب "قسد" من الاستمرار بالقتال إلى جانب "قسد" ودعاها للانشقاق، وقال إن قوات العشائر "لن ترحم أي موقع عسكري يتبع لـ"قسد" بالمنطقة على حد قوله.

وقبيلة العكيدات هي واحدة من أبرز العشائر التي تخوض معارك واسعة ضد "قسد" في محافظة دير الزور، منذ قرابة شهرين.

وتتهم قوات سورية الديمقراطية "الهفل" بالتبعية لقوات النظام السوري، ونشر الفوضى في مناطق سيطرتها لصالحه. في حين نفى "الهفل" في حديث سابق لـ"العربي الجديد" هذه الاتهامات وقال إن أي ادعاء بوجود أيد خارجية تدعمه "عار عن الصحة ومحاولة لتجاهل مطالب أهالي المنطقة وهروب من الحوار ورفض مبطن للتفاوض وللاستماع لمطالبنا"، مضيفاً "هي جزء من بروبغاندا كاذبة بثتها قسد بهدف شرعنة هجومها على أبناء المنطقة".

وتخوض عشائر عربية منذ بداية أيلول/ سبتمبر الماضي عمليات كر وفر ضد مواقع "قسد" واستطاعت السيطرة على عدة بلدات في ريف دير الزور الشرقي قبل أن تنسحب منها بعد هجوم مضاد لقسد.

وفي سياق منفصل، أعلنت وزارة الدفاع التركية، اليوم الجمعة، في بيان "تحييد" اثنين من عناصر "حزب العمال الكردستاني" (PKK)، و"وحدات حماية الشعب" (YPG)، شمالي سورية، وأضافت أن استهداف العنصرين جاء بعد محاولتهما مهاجمة مناطق عملية "درع الفرات".

في حين أعلن مجلس منبج العسكري التابع لقسد سقوط جرحى قال إنهم مدنيون جراء انفجار وقع في "مركز الشبيبة" وسط مدينة منبج.

المساهمون