التقى وفدٌ من أحزاب وطنية كردية وغير كردية تمثل مكونات شرق سورية، ليل الخميس - الجمعة بالمبعوث الأميركي الجديد لشمال وشرق سورية نيكولاس غرينجر.
وتناول الجانبان الأوضاع الراهنة والتصعيد على مناطق شمال وشرق سورية ومستقبل المنطقة والدعم الدولي للمنطقة، ويأتي هذا اللقاء عقب يومين من لقاء غرينجر بممثلين عن "المجلس الوطني الكردي".
وضم الوفد الممثل عن الأحزاب كلاً من أمجد عثمان ممثلاً عن "حركة الإصلاح - سورية"، وسهام داود ممثلة عن "حزب سورية المستقبل"، وعريفة بكر من "الاتحاد الديمقراطي"، وأكرم المحشوش من "حزب المحافظين"، وسنحريب برصوم من "حزب الاتحاد السرياني"، ومزكين زيدان عن "حزب التغيير".
وقالت "حركة الإصلاح - سورية"، في توضيح مشترك، اليوم الجمعة، إنّ الأحزاب السياسية أكدت لممثل الحكومة الأميركية "حساسية المرحلة التي تمر بها شمال وشرق سورية، في ظل التصعيد من قبل الاحتلال التركي عبر القصف الجوي من الطائرات المسيرة والتي استهدفت قادة ومقاتلين في قوات سورية الديمقراطية ومكافحة الإرهاب وشخصيات سياسية ومدنيين وتسببت بعدد من المجازر في مناطق مختلفة"، وفق تعبير البيان.
وأوضحت الأحزاب المجتمعة أنّ "هذه الهجمات تستهدف أمن واستقرار المنطقة، وتعيق تثبيت الاستقرار وتقدم المنطقة في مجال التنمية والخدمات، في ظل التراخيص التي أعلنت عنها وزارة الخزانة الأميركية فيما يتعلق بقانون قيصر"، مضيفةً أنه "تمت مناقشة الدعم غير الكافي للإدارة الذاتية لترسيخ نظام الحوكمة، واستمرار غياب ممثلي شمال وشرق سورية والإدارة الذاتية عن مسار جنيف"، لافتين إلى "ضرورة وجود موقف دولي واضح حيال ذلك".
وطرحت الأحزاب المشاركة في اللقاء تساؤلات حول "موقف الولايات المتحدة الأميركية من عمليات القتل التي تقوم بها تركيا في المنطقة، في الوقت الذي تعلن نفسها شريكة مع قوات سورية الديمقراطية في مكافحة الإرهاب"، فيما سلطت الوفود الضوء على "مخيم الهول ودور القوى الدولية في حل هذه المعضلة التي تحملها الإدارة الذاتية على عاتقها دون وجود حلول واضحة ومعلنة إلى الآن".
وبحسب بيان "حركة الإصلاح"، فإنّ غرينجر، أكد "أهمية هذا اللقاء لتوضيح الصورة بشكل أكبر"، مضيفاً أنّ "وجود تمثيل كبير للولايات المتحدة الأميركية في شمال وشرق سورية، يؤكد جدية الحكومة الأميركية في دعم المنطقة والسعي لتثبيت الأمن والاستقرار فيها"، موضحاً أن "وجود قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية مستمر في المنطقة، مع استمرار الدعم الاقتصادي والسياسي وليس فقط في الجانب العسكري".
وشدد ممثل الحكومة الأميركية على "أهمية الحل السياسي للملف السوري"، مُشيراً إلى أن "الولايات المتحدة الأميركية أرسلت رسائل ترفض الهجمات التركية وتدينها على شمال وشرق سورية، مع استمرار العمل مع المجتمع الدولي لحل معضلة مخيم الهول وحث الدول على إعادة مواطنيها إلى بلدانهم".
وكان المبعوث الأميركي الجديد لشمال شرقي سورية قد التقى، أول أمس الأربعاء، مع وفد من "المجلس الوطني الكردي" في سورية.
ويأتي لقاء المبعوث بالمجلس الوطني، خلال أول زيارة له إلى المنطقة، بعد أن التقى بمسؤولين في "الإدارة الذاتية"، وبحث معهم جهود إعادة الرعايا الأجانب من مخيّم الهول الذي يضم عوائل من تنظيم "داعش"، بحسب ما نشرته دائرة العلاقات الخارجية التابعة للإدارة.
بدوره، قال فيصل يوسف، وهو عضو الأمانة العامة لـ "المجلس الوطني الكردي"، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ "المبعوث الأميركي الجديد أراد أن يجتمع معنا أول أمس الأربعاء كمجلس وطني كردي، وأكد أن وجوده العسكري والدبلوماسي في منطقتنا مستمر لإسقاط داعش ليس فقط على الصعيد العسكري ولكن على كافة الأصعدة".
وتابع أنّ المبعوث الأميركي شدد على أن الأميركيين "مع الحل السياسي وتطبيق القرار 2254 وأنهم مع وحدة الأراضي السورية وبأنهم يدعمون استقرار المنطقة"، موضحاً وفق كلام المبعوث أنّ "زيارته قصيرة وجاء ليجلس معنا كمكون رئيس في المنطقة ويستمع لرأينا ولكي نتعرف على بعضنا وأنه ستكون هناك لقاءات أخرى".
وأضاف يوسف "نحن كمجلس وطني كردي اخترنا مطالب الناس وإننا نأمل منهم في مساندة القضية الكردية وحقوق الكرد والمساعدات الإنسانية، والحد من الانتهاكات التي تجري على أراضينا عبر الحدود وتشكل تهديد وعدم استقرار للمنطقة، مما يؤدي إلى ازدياد موجة الهجرة".