الكنيست الإسرائيلي سيشكل لجنة للتحقيق في فرار الأسرى الستة

09 سبتمبر 2021
الشرطة تشتبه بضلوع عدد من عناصر مصلحة السجون في مساعدة الأسرى (فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت رئيسة لجنة "الأمن الداخلي" في الكنيست الإسرائيلي ميراف بن آريي، اليوم الخميس، أنّ الكنيست عازم على تشكيل لجنة سرية للتحقيق في واقعة فرار الأسرى الفلسطينيين الستة من سجن "جلبوع" قبل أيام.

وفي مقابلة مع الإذاعة الرسمية قالت بن آريي إن اللجنة ستعمل أيضاً على وضع ضوابط للإشراف على مصلحة السجون وإعادة النظر في كل ما يتعلق بها.

من ناحية ثانية، ذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية "كان"، أنّ الشرطة تشتبه بضلوع عدد من عناصر مصلحة السجون في مساعدة الأسرى الفلسطينيين الستة الذين فروا من سجن "جلبوع"، وأنه كان لهم دور في إنجاح مخططهم.

ولفتت القناة إلى أن الشرطة ستحقق، اليوم الخميس، مع هؤلاء العناصر، حول جملة من القرارات التي وصفت بـ"الغريبة" التي اتخذوها عشية فرار الأسرى، مشيرة إلى أن لدى الشرطة معلومات تعزز هذه الشبهات.

ووفق القناة، فإنّ رئيس وحدة التحقيقات مع السجانين التابعة للشرطة شلومو ميشولام، هو الذي سيتولى التحقيق مع عناصر مصلحة السجون.

وفي إطار حملة دعائية منظمة، أجرى قادة كبار في مصلحة السجون الإسرائيلية وضمنهم قادة سجون، مقابلات، صباح اليوم الخميس، مع قنوات التلفزة والإذاعات العبرية لدحض ادعاءات بعض وسائل الإعلام التي اتهمتهم بالخضوع للأسرى الفلسطينيين وعدم تنفيذ الاحتياطات الأمنية خوفاً من ردة فعلهم.

وقالت مديرة مصلحة السجون كاتي بيري، في مقابلة مع قناة "13"، إنها لن تستقيل من منصبها بعد هذا الفشل، مشددة على أنه لا أساس للادعاء بأنّ الأسرى الفلسطينيين هم من يديرون السجون، "فهذه سجون وليست رياض أطفال"، على حد تعبيرها.

وفي مقابلة مع الإذاعة الرسمية، صباح اليوم الخميس، قال قائد سجن "أيشل" (نفحة) في مدينة بئر السبع المحتلة مناحيم بيبس، والذي يضم المئات من الأسرى الفلسطينيين، إنّ إدارة مصلحة السجون تفرض مخططاتها ولا تخضع للأسرى، مشيراً إلى أنه تم تقييد حركة هؤلاء الأسرى وتقليص هامش المناورة المتاح أمامهم.

إلى ذلك، وفي إطار الضغوط التي تمارسها قوى اليمين؛ قرر ممثلو ما يعرف بـ"عائلات الذين قتلوا في العمليات" تنظيم تظاهرة، اليوم الخميس، أمام سجن عوفر غربي رام الله وسط الضفة الغربية، للمطالبة بوقف ما وصفوها بـ"حياة الدلال والرفاه التي يعيشها الأسرى الفلسطينيون في السجون".

من ناحية ثانية يواصل جيش الاحتلال وشرطته عمليات التمشيط الواسعة بحثاً عن الأسرى الفارين.

وذكرت إذاعة الجيش أن رئيس هيئة الأركان أفيف كوخافي قرر إضافة ثلاث كتائب وسبع سرايا إلى القوات التي تشارك في عمليات البحث عن الأسرى.

وفي هذه الأثناء تواصل وسائل الإعلام التحريض على الأسرى الفلسطينيين ومهاجمة مصلحة السجون والمستوى السياسي لتقصيره في إصدار التعليمات اللازمة لضبط السجون.

وزعم الكاتب بن كاسبيت، في مقال نشرته "معاريف"، اليوم الخميس، أنّ رغبة الحكومة في الحفاظ على الهدوء في الضفة الغربية وقطاع غزة لم تجعلها تقدم على أي خطوة يمكن أن تثير الأسرى، مما منحهم استقلالية كبيرة في إدارة السجون.

من ناحيته دافع الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي عن حق الأسرى الفلسطينيين في التحرر من السجون.

وفي مقال نشرته صحيفة "هآرتس" اليوم، قال ليفي: "السجناء الفلسطينيون الستة الفارون هم من أكثر المناضلين جرأة في سبيل الحرية، بالنسبة للإسرائيليين الذين يجدون صعوبة في الاعتراف بذلك؛ من الأفضل لهم أن يتذكروا العديد من المسلسلات التلفزيونية والأفلام التي شاهدوها، فالهروب من السجن هو النهاية السعيدة المثالية".

واستهجن ليفي النفاق الإسرائيلي الذي يعكسه الهجوم على الأسرى، مشيراً إلى أنه عندما اقتحمت منظمة "أرغون" الإرهابية الصهيونية سجن عكا، الذي كان يديره الانتداب البريطاني في أربعينيات القرن الماضي؛ روجت الدعاية الصهيونية هذه العملية على أنها تعكس "روح البطولة".

وأضاف ليفي، الذي ينتمي إلى مدرسة "ما بعد الصهيونية" أن "ما ينطبق على الأفلام واليهود لا ينطبق أبداً على الأسرى الفلسطينيين الستة"، حيث ينظر الإسرائيليون إليهم على أنهم مجرد "إرهابيين".

المساهمون