الكرملين: لا توجد ظروف لإنهاء الصراع في أوكرانيا

30 ديسمبر 2024
إطلاق صواريخ هيمارس الأميركية من أوكرانيا، 29 ديسمبر 2023 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكد الكرملين أن الظروف غير مهيأة لإنهاء الصراع في أوكرانيا، مع رفض كييف التفاوض، بينما يرى المحلل البريطاني أن روسيا قد تكون في وضع متفوق.
- أشار وزير الدفاع السلوفاكي إلى احتمال تخلي أوكرانيا عن أراضٍ لتحقيق السلام، وسط توترات بين سلوفاكيا وأوكرانيا بشأن عبور الغاز والكهرباء.
- عسكريًا، أعلنت روسيا السيطرة على قرية في دونيتسك، بينما أسقطت أوكرانيا طائرات مسيرة روسية، مع ارتفاع خسائر الجيش الروسي، وسط جدل في ألمانيا حول تسليم صواريخ لأوكرانيا.

أكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، اليوم الاثنين، أن الظروف غير مهيأة حالياً لإنهاء الصراع في أوكرانيا أو أي من مراحله، بحسب ما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء. ورداً على سؤال حول ما إذا كانت الظروف الحالية مهيأة لإنهاء الصراع في أوكرانيا أو أي من مراحله، أجاب بيسكوف: "لا". وفي وقت سابق، صرح بيسكوف بأن كييف لا تزال ترفض التفاوض مع موسكو، ومبادرة رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان للسلام لم تغير الوضع.

وقال بيسكوف، خلال مقابلة، معلقاً على رفض كييف اقتراح رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، للسلام: "الوضع هنا لا يتغير، نظام كييف لا يريد المفاوضات ويرفضها. وحتى الآن، لم يظهر أي رغبة في تغيير هذا الحظر القانوني، لذلك فإن الوضع هنا ثابت".

وفي وقت سابق، ذكر المحلل العسكري البريطاني ألكسندر ميركوريس، أنه قبل بدء المفاوضات بشأن أوكرانيا، يحتاج الغرب إلى تقييم الوضع في منطقة الصراع بشكل صحيح. وأضاف ميركوريس، عبر قناته على موقع "يوتيوب"، أن "أي حسابات وأي تقييم لمستقبل هذه المفاوضات سيكون معيبًا للغاية من دون الأخذ في الاعتبار حقيقة أن روسيا فازت في الواقع، وأن أوكرانيا ربما لم يتبق لها سوى بضعة أشهر من المقاومة".

وزير دفاع سلوفاكيا: أوكرانيا قد تضطر للتخلي عن جزء من أراضيها

في السياق، قال وزير الدفاع السلوفاكي روبرت كاليناك، يوم الأحد، إن أوكرانيا قد تحتاج إلى التخلي عن جزء من أراضيها من أجل تحقيق السلام. وفي حديثه إلى قناة تي إيه 3 التلفزيونية، وصف كاليناك هذا بأنه واقع الأمر. وقال إن من مصلحة سلوفاكيا أن ينتهي الصراع في أوكرانيا بسرعة، داعيا إلى إجراء مفاوضات ووقف إطلاق النار. وتابع: "ربما لا تدرك أوكرانيا أنها لن تكون أبدا بين ألمانيا وسويسرا، بل ستظل دائما تشارك أطول حدودها مع روسيا". وأشار كاليناك إلى أن روسيا قد انتهكت القانون الدولي بغزوها الذي بدأ في فبراير/شباط 2022، مؤكدا أنه ليس هناك شك في ماهية المعتدي. وأضاف "لكننا يجب أيضا أن نرى ما يحدث في مناطق أخرى وما إذا كنا نطبق نفس المعايير على نزاعات أخرى".

وتصاعدت التوترات مؤخراً بين سلوفاكيا، عضو الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو)، وجارتها الشرقية أوكرانيا. وتعهدت كييف بوقف عبور الغاز الروسي عبر أراضيها اعتبارا من الأول من يناير/كانون الثاني، ما أغضب سلوفاكيا. وقالت أوكرانيا إنها ستفقد رسوم العبور التي لا تزال تدفعها روسيا رغم الحرب، ولكنها تريد حرمان موسكو من فرصة تمويل حربها من خلال تصدير الغاز إلى أوروبا. وهدد رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيكو أوكرانيا، يوم الجمعة الماضي، قائلا إن بلاده قد تتوقف بدورها عن تزويد أوكرانيا بالكهرباء. وفسر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تهديد فيكو على أنه أمر من الكرملين، في ضوء زيارة فيكو الأخيرة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو. ولطالما انتقد فيكو سياسة الغرب تجاه أوكرانيا، كما تعرضت زيارته إلى بوتين لانتقادات حادة من كييف والاتحاد الأوروبي.

زعيم الديمقراطيين الأحرار في ألمانيا يؤيد تسليم صواريخ "تاوروس" لأوكرانيا

من جانب آخر، أعرب رئيس الحزب الديمقراطي الحر الألماني، كريستيان ليندنر، عن تأييده لتسليم صواريخ كروز الألمانية طويلة المدى من طراز "تاوروس" إلى أوكرانيا، مضيفا أنه لا يرى أي وجاهة في الحجج التي يصر من خلالها المستشار الألماني المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي، أولاف شولتز، على رفض تقديم مثل هذا الدعم للدولة التي تهاجمها روسيا.

وقال ليندنر، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) في برلين: "من الواضح تماما أن ألمانيا لا ينبغي أن تصبح طرفا في الحرب في أوكرانيا. لكنني لا أرى أن تسليم صواريخ كروز من طراز "تاوروس" سيتعارض مع المصالح الأمنية لجمهورية ألمانيا الاتحادية". وذكر ليندنر أن حجج شولتز لذلك لا تخدم سوى حملته الانتخابية، وقال: "ينبغي الوثوق في القيادة الأوكرانية بأنها لن تستخدم أنظمة الأسلحة إلا على النحو المتفق عليه معنا. يمكن استبعاد التصعيد تجاه موسكو".

ويرفض شولتز تسليم صواريخ من طراز "تاوروس" لأوكرانيا، لأنه يخشى أن تنجرّ ألمانيا إلى الحرب إذا استخدمت أوكرانيا الصواريخ لقصف أهداف في عمق الأراضي الروسية.

روسيا تعلن السيطرة على قرية جديدة شرق أوكرانيا

على الصعيد الميداني، أفادت وكالة تاس الروسية للأنباء بأن وزارة الدفاع الروسية ذكرت، اليوم الاثنين، أن قواتها استولت على قرية نوفولينيفكا الواقعة في منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا.

من جانبها، قالت القوات الجوية الأوكرانية إن الدفاعات الجوية أسقطت 21 طائرة مسيّرة من أصل 43 أطلقتها روسيا، في هجوم الليلة الماضية استهدف ست مناطق في جميع أنحاء البلاد. وأضافت أن 22 طائرة مسيرة أخرى "فُقد أثرها". وقال محللون عسكريون إن أوكرانيا تستخدم بشكل متزايد التشويش الإلكتروني لإعادة توجيه أو تضليل الطائرات المسيرة الروسية. وقال مسؤولون محليون إن حطام طائرات مسيرة ألحق أضرارا بمنازل سكنية في منطقة خاركيف بشرق البلاد وفي منطقة أوديسا في الجنوب.

الجيش الأوكراني: عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي وصل إلى 787 ألفا و940 جنديا

إلى ذلك، أعلن الجيش الأوكراني، اليوم الاثنين، ارتفاع عدد قتلى وجرحى العسكريين الروس منذ بداية الحرب على الأراضي الأوكرانية في فبراير/شباط 2022، إلى نحو 787 ألفا و940 جنديا، بينهم 2010 لقوا حتفهم أو أصيبوا، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

جاء ذلك وفق بيان نشرته هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وأوردته وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية (يوكرينفورم)، اليوم الاثنين.

وبحسب البيان، دمرت القوات الأوكرانية منذ بداية الحرب 9663 دبابة، منها سبع دبابات أمس الأحد، و20003 مركبات قتالية مدرعة، و21494 نظام مدفعية، و1256 من أنظمة راجمات الصواريخ متعددة الإطلاق، و1032 من أنظمة الدفاع الجوي. وأضاف البيان أنه تم أيضا تدمير 369 طائرة حربية، و329 مروحية، و21069 طائرة مسيرة، و3003 صواريخ كروز، و28 سفينة حربية، وغواصة واحدة، و32551 من المركبات وخزانات الوقود، و3670 من وحدات المعدات الخاصة.

(أسوشييتد برس، رويترز، العربي الجديد)