أصيب العشرات من الفلسطينيين بالرصاص المعدني وحالات اختناق، اليوم الجمعة، خلال فعاليات مناهضة للاستيطان والتطبيع في عدة مناطق في الضفة الغربية المحتلة.
وأصيب شابان بالرصاص المعدني وعشرات بقنابل الغاز وبحجارة المستوطنين خلال مواجهات مع قوات الاحتلال والمستوطنين في قرية عصيرة القبلية جنوبي نابلس، شمالي الضفة الغربية المحتلة. واندلعت المواجهات خلال فعالية لاستصلاح أراضٍ مهددة بالمصادرة بالمنطقة الشرقية من القرية، لصالح مستوطنة "يتسهار"، حيث حضرت قوات الاحتلال مبكراً في المنطقة، ومنعت المشاركين من استكمال الفعالية، ما أحدث صدامات بين الطرفين، انتهت بإطلاق الاحتلال الرصاص المعدني وقنابل الغاز تجاه المتظاهرين.
وفي بلدة كفر قدوم، شرقي قلقيلية، شمالي الضفة الغربية، أصيب صحافي وستة من الشبان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط والعشرات بحالات الاختناق في مواجهات وصفتها لجنة المقاومة الشعبية في القرية بالعنيفة خلال المسيرة الأسبوعية المناهضة للاستيطان، والتي انطلقت كذلك تنديداً بالتطبيع.
وأوضح منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم مراد اشتيوي، لـ"العربي الجديد"، أن قوات الاحتلال قمعت المسيرة بشكل غير مسبوق، حيث أمطرت المتظاهرين بوابل من الرصاص المعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى وقوع عدد كبير من المصابين، من بينهم الصحافي نضال اشتية مصور الوكالة الصينية، في حين أصيب العشرات بحالات اختناق عولج بعضهم ميدانيا.
وأشار إلى أن جنود الاحتلال نصبوا الكمائن بين أشجار الزيتون لاعتقال الشبان المشاركين في المسيرة الأسبوعية، كما تمكن الشبان من كشف "كاميرا" مراقبة وضعها جيش الاحتلال، داخل "طوبة بناء" خلال اقتحامه للقرية ليلة أمس.
وأفاد اشتيوي، في بيان صحافي، بأن قوات كبيرة من جنود الاحتلال هاجمت المشاركين في المسيرة بعد انطلاقها باستخدام الرصاص المعدني وقنابل الغاز والصوت، ما أدى إلى وقوع 7 إصابات، إضافة إلى إصابة عشرات بالاختناق.
وأوضح اشتيوي أنه تم نقل حالتين إلى المستشفى لتلقي العلاج، بينما عولجت بقية الحالات ميدانيا من قبل طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني التي حضرت في المكان.
وانطلقت المسيرة بمشاركة المئات من أبناء البلدة الذين حملوا مجسمات لملك البحرين وولي عهد الإمارات، فيما قام مجموعة من الأطفال مقنعين بأعلام البحرين والإمارات بإلقاء الأحذية عليها، في رسالة مطالبة لشعبي الدولتين برفض تطبيع دولتيهما مع كيان الاحتلال، بحسب البيان الصحافي.
وفي خلة حسان، الواقعة على أراضي بديا في محافظة سلفيت شمالي الضفة، أقام الأهالي صلاة الجمعة على أراضي القرية المهددة بالمصادرة والتي تتعرض لاعتداءات متكررة من المستوطنين، بمشاركة قيادات فصائلية فلسطينية.
العشرات شاركوا في صلاة الجمعة والوقفة التي تلتها، بوجود عدد من أصحاب الأراضي الذين أكدوا ضرورة استمرار الوجود الفلسطيني قطعا للطريق على المستوطنين، حيث قامت مجموعة من المستوطنين، في 17 أيلول/ سبتمبر، بتجريف الأراضي، ويقول مدير بلدية بديا يوسف سلامة، لـ"العربي الجديد"، وهو يملك قرابة 15 دونما في المنطقة؛ إن المستوطنين وصل بهم الحد إلى استجلاب جرافات ومعدات ثقيلة؛ واقتلاع أشجار وتجريف أراضٍ لعدد من المواطنين بهدف إقامة حي استيطاني جديد، داعيا لمزيد من الفعاليات الشعبية ومساعدة المزارع على الوصول إلى أرضه والاستثمار فيها وزراعتها للحفاظ عليها.
أما المزارع زهران سلامة، والذي يملك عشرات الدونمات، فأرسل رسالة، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، بضرورة وجود آلية من السلطة الفلسطينية لمنع عمليات بيع في المنطقة المستهدفة، حتى بين المواطنين أنفسهم، بعد قيام المستوطنين على مدار سنوات بتزوير صفقات بيع ثبت أنها مزورة.
وحول الاعتداءات المتكررة، قال سلامة إن أبرزها اقتحام المستوطنين للأراضي والقيام بالعربدة، ومحاولة منع وصول المواطنين.
في هذه الأثناء، أكد رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية وليد عساف، لـ"العربي الجديد"، أن الاحتلال من خلال تزوير عقود بيع لـ1350 دونما تم إبطال 11 صفقة منها، ما يوازي 950 دونما؛ يحاول التخطيط لإقامة أكبر مدينة استيطانية في المنطقة لربط مستوطنات "معاليه شومرون" وكتلة "كرنيه شومرون" في محافظة قلقيلية مع كتلة "أريئيل" في سلقيت، وعزل سلفيت عن قلقيلية، والسيطرة على حوض المياه الغربي في الضفة الغربية.
وأضاف عساف أن كل ما يجري جزء من مخطط صفقة القرن وخطط الضم، مشيرا إلى أن قرية فلسطينية ستقام في المكان لإفشال الخطة الإسرائيلية، وقد بدأ المواطنون بإقامة عدد من المنازل الزراعية، وستتم إقامة مسجد قريبا للعمل على تعزيز البقاء والصمود.
من جانبه، قال نائب رئيس حركة فتح، محمود العالول، لـ"العربي الجديد"، إن الفعاليات التي تقام في المناطق المهددة بالمصادرة هي جزء من المقاومة الشعبية الهادفة للتصدي للمخططات الاستيطانية. وأضاف: "نأخذ سياسة لها علاقة بأن وسيلتنا الأساسية لمواجهة التحديات هي المقاومة، وفي هذه المرحلة الخيار المتاح هي المقاومة الشعبية وقدرتنا على توحيد كل مكونات هذا الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال والسياسة الأميركية".
كما أصيب عدد من الفلسطينيين بالاختناق، نتيجة استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، أطلقه جيش الاحتلال الإسرائيلي، خلال مواجهات اندلعت في منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل، وتمت معالجتهم ميدانيا. وفي سياق الاعتداءات الإسرائيلية، استولت قوات الاحتلال على شاحنة ثقيلة وحفار في مسافر يطا جنوب الخليل. وقال منسق اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في جنوب الضفة الغربية، راتب الجبور، في تصريحات صحافية، إن ذلك يأتي ضمن الحملة الشرسة التي تقوم بها قوات الاحتلال ضد الأهالي وممتلكاتهم في المناطق الشرقية لمدينة يطا، حيث يعمل المواطنون على استصلاح أراضيهم بتلك المعدات.
وأحرق مستوطنون عشرات أشجار الزيتون المعمرة في أراضي بلدة الخضر جنوب بيت لحم جنوب الضفة. وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، فإن المستوطنين أحرقوا 50 شجرة زيتون معمرة في منطقة وادي الشام جنوب غرب الخضر، تعود ملكيتها للمواطن أمين خضر صلاح.
على صعيد آخر، بدت مدينة القدس المحتلة، خاصة بلدتها القديمة، أشبه بمدينة أشباح، بعد أن فرضت قوات الاحتلال حصارا مشددا عليها بذريعة مكافحة فيروس كورونا.
ونشرت قوات الاحتلال أعدادا كبيرة من عناصرها على جميع بوابات البلدة القديمة، ومنعت من هم من غير سكانها من الدخول اليها، بعد أن وضعت حواجز تفتيش، وأرغمت العديد من المواطنين على المغادرة تحت طائلة فرض مخالفات مالية عليها.
وأدت مجموعات من المصلين صلاة الجمعة في الساحات العامة بمنطقة سوق المصرارة، ولاحقت عناصر الاحتلال بعض المصلين، وحررت بحقهم مخالفات مالية بقيمة 500 شيكل بالعملة الإسرائيلية لكل مخالفة.
وفي المسجد الأقصى، أدت أعداد قليلة جدا من المصلين من سكان البلدة القديمة صلاة الجمعة هناك وسط انتشار مكثف لجنود الاحتلال على بواباته، في حين احتجزت بطاقات هوية لبعض المصلين، واعتقلت الناشط المقدسي نهاد الزغير واقتادته إلى أحد مراكزها في البلدة القديمة.
تأتي هذه الإجراءات في ظل الزيادة الكبيرة في أعداد المصابين بفيروس كورونا، إذ سجلت في غضون الساعات الـ24 الماضية إصابة أكثر من 7500 شخص، من بينهم 1800 مصاب في القدس الشرقية المحتلة.
إلى ذلك، أتم المواطن وليد أبو دهيم، من سكان حي جبل المكبر جنوب القدس المحتلة، اليوم، هدم منزل العائلة المكون من طابقين، والمشيد منذ نحو عشرين عاما، تنفيذا لأمر هدم سابق كان صدر بحق منزله.