وسّعت قوات الجيش في العراق عملياتها العسكرية في أربع محافظات من البلاد، ضمن استراتيجية تأتي لإرباك تحركات عناصر تنظيم "داعش"، وبينما أسفرت العمليات والضربات الجوية المتتابعة عن قتل عدد من عناصر التنظيم، أكدت مصادر عسكرية أن العمليات ستستمرّ حتى نهاية شهر رمضان.
وأطلقت قيادة الجيش العراقي، السبت، عملية عسكرية واسعة في محافظة ديالى (شمال شرقي بغداد)، وقالت في بيان سابق إن "العملية تهدف إلى استمرار نهج القيادة في تعقب ومطاردة العناصر الإرهابية، وإدامة الضغط على هذه المجموعات".
وامتدت العملية أمس الأحد، من محافظة ديالى، لتشمل محافظتي كركوك وصلاح الدين المجاورتين لها (ديالى)، وأكدت قيادة العمليات المشتركة في بيان، أن "عملية محافظتي كركوك وصلاح الدين تأتي بالتزامن مع العمليات المستمرة حالياً في محافظة ديالى، وجزيرة وادي الثرثار في صلاح الدين".
وأكدت أن "هذه العمليات الواسعة تأتي وفق معلومات استخبارية دقيقة ووجود ميداني للقوات الأمنية المختلفة، وتتم بإسناد من القوة الجوية وطيران الجيش، وبعض الوكالات والدوائر الأمنية والساندة".
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة، في بيان لها، أمس الأحد، مقتل 4 إرهابيين في صحراء وادي الثرثار، أحدهم يرتدي حزاماً ناسفاً، قائلةً: "استمراراً للعمليات الهجومية، وأثناء تعقب الإرهابيين في صحراء وادي الثرثار، تمت ملاحقة عجلة نوع بيك أب بداخلها 4 إرهابيين، أحدهم يرتدي حزاماً ناسفاً، حيث تم قتلهم جميعً"، مشيرة إلى أن "عدد الإرهابيين الذين تم قتلهم في الـ 24 ساعة الماضية بلغ 10".
كما أكدت "تدمير أوكار ومعدات ومضافات وأنفاق وكهوف لداعش في صحراء محافظة الأنبار (غربي البلاد)".
ورافقت العمليات العسكرية الجارية منذ يوم السبت، ضربات جوية استهدفت جيوباً وأوكاراً لتنظيم "داعش"، وقد نفذت استناداً إلى معلومات استخبارية حددت الأهداف.
من جهته، أكد ضابط في قيادة عمليات الجيش أن توسيع دائرة العمليات العسكرية جاء إثر معلومات استخبارية أفادت بأن عناصر التنظيم يخططون لتنفيذ هجمات ضد القوات الأمنية في شهر رمضان، مبيناً لـ"العربي الجديد"، مشترطاً عدم ذكر اسمه، أن "العمليات هدفت لتنفيذ ضربات استباقية على أهداف تم تحديدها لإرباك عناصر التنظيم".
وأضاف أن "العمليات التي تنفذ حالياً، وما أسفرت عنه من قتل عدد من عناصر التنظيم، أحبطت مخططاته"، مؤكداً "استمرار تنفيذ العمليات والضربات الجوية حتى نهاية شهر رمضان وفترة العيد".
وسجلت المحافظات العراقية في الأشهر الماضية هدوءًا أمنياً نسبياً مع تراجع هجمات تنظيم "داعش" التي كانت تستهدف القوات الأمنية والمدنيين، خصوصاً في المحافظات المحررة، لا سيما بعدما نفذ الجيش، بما في ذلك عبر الطيران، ضربات نوعية ضد التنظيم.
وعلى الرغم من ذلك، تُبقي الأجهزة الأمنية على تأهبها، مركزة على الجهود الاستخباراتية لمحاولة إحباط أي مخطط اعتداء للتنظيم، بالتزامن مع دعوات لإبقاء الضغط الأمني والعسكري، على اعتبار أن الاستقرار الأمني "غير ثابت".