العراق: تعذيب ناشطة بعد اختطافها وقص شعر أخرى

24 ديسمبر 2020
الناشطة انتصار ناهي (فيسبوك)
+ الخط -

في موجة عنف جديدة ضد الناشطين المدنيين في العراق، والتي تنفذها مليشيات مسلحة مختلفة، أكدت مصادر أمنية عراقية وناشطون في بغداد العثور على الناشطة انتصار ناهي، بعد أربعة أيام على اختطافها، مرمية على طريق سريع جنوبي بغداد، وقد تم تعذيبها وثقب ساقيها وتعريضها للكي بالنار.

وقالت مصادر أمنية في بغداد إن الناشطة المدنية انتصار ناهي، التي كانت تعمل مسعفة في ساحة التحرير ببغداد، اختطفت قبل 4 أيام قبل أن يتم إطلاق سراحها اليوم الخميس، مؤكدة، لـ"العربي الجديد"، أنها تعرضت للتعذيب خلال مدة اختطافها، وهي ترقد الآن في أحد مستشفيات بغداد من أجل تلقي العلاج.

وبحسب ضابط في شرطة بغداد الرصافة، فإن الناشطة "عثر عليها على قارعة طريق عام جنوبي بغداد بحالة غير جيدة، وقد تعرضت لتعذيب تضمّن ثقوبا في ساقيها وكيًّا بالنار، وحاليا حالتها مستقرة ويجرى التحقيق معها لمعرفة الجهة المتورطة"، وفقا لقوله.

وتداول ناشطون، صباح الخميس، أنباء عن مقتل "انتصار ناهي"، إلا أن ناشطين آخرين أكدوا، في وقت لاحق، أنها لم تقتل بل تعرضت للتعذيب وترقد بمستشفى في بغداد. 

وقالت الناشطة ليلى هادي في تغريدة على موقع "تويتر": "تأكدت من المستشفى، انتصار على قيد الحياة، لكنها متعرضة إلى تعذيب شديد بكافة الوسائل، دريل، سكين، كهرباء"، موضحة أن الأهم هو بقاؤها على قيد الحياة.  

وغرّد معن الجيزاني قائلًا إن انتصار ناهي دفعت ثمن آرائها التي كانت تنتقد من خلالها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، متهما أنصاره بخطفها وتعذيبها وثقب ساقيها ثم رميها في أحد شوارع بغداد. 

ولفت إلى أن انتصار "هي واحدة من 40 مليون مواطن عراقي مختطفين داخل بلادهم من دون وجود دولة تحميهم أو تهتم لأمرهم".

وأشار أحمد فوزي إلى استخدام "الدريل" في تعذيب الناشطة انتصار ناهي، مبينا أن هذه الحادثة جاءت من أجل إسكات الأصوات الحرة. 

وعلّق عضو البرلمان الداعم للاحتجاجات العراقية فائق الشيخ علي على ذلك بالقول إن "المسعفة انتصار ناهي حية ترزق"، مضيفا "إلا أن القتلة المجرمين الأوغاد قد ثقبوا ساقيها (رجليها) وأطلقوا سراحها". 

وتابع "هي ترقد بالمستشفى الآن، يا لكم من قتلة ومجرمين أوباش". 

وتكررت في العراق أخيرا عمليات الخطف والتهديد والاعتقال التي تطاول ناشطين وناشطات برزوا خلال الحركة الاحتجاجية التي شهدها العراق منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2019. 

يأتي ذلك مع مواصلة ناشطين المناشدة بإطلاق سراح الناشطة في احتجاجات ساحة التحرير في بغداد، زهراء فاضل، التي اختطفت على يد مسلحين مجهولين قاموا بقص شعر رأسها وفقا لصور متداولة. 

ونشر حساب "العراقي" على موقع "تويتر" صورا قال إنها لشعر المختطفة زهراء الذي تم قصه ونشره من قبل خاطفيها الذين قاموا بتعذيبها. 

وقال حساب "شمس" إن خاطفي زهراء ارسلوا صور شعرها إلى ذويها بعد قصه. 

وتلتزم حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الصمت إزاء تلك الجرائم المتصاعدة، كما لا تعلق وزارة الداخلية عليها، في الوقت الذي تجددت عمليات تفجير العبوات الصوتية قرب منازل ناشطين في جنوب البلاد.

المساهمون