العراق: برلمانيون وزعماء محليون يؤكدون استمرار حملة الاعتقالات العشوائية في صلاح الدين

26 يناير 2021
تأتي الاعتقالات عقب الهجوم الذي استهدف رتلاً لفصائل "الحشد" الجمعة (Getty)
+ الخط -

لليوم الثالث على التوالي، تتواصل عمليات الاعتقال العشوائية في مناطق عدة من محافظة صلاح الدين، شمالي العراق، تنفذها فصائل مسلّحة من "الحشد الشعبي"، ضمن ما تقول إنه يأتي بناءً على معلومات استخبارية، وذلك عقب الهجوم الذي استهدف رتلاً لفصائل "الحشد"، يوم الجمعة الماضي، وأسفر عن مقتل 10 عناصر وجرح 11 آخرين في بلدة العيث، شرقي تكريت، وتبناه تنظيم "داعش".

ووجه نواب في البرلمان العراقي انتقادات حادة للحكومة العراقية بسبب عودة عمليات الاعتقال العشوائية التي طاولت المئات في تلك المناطق واستهدفت فلاحين وقرويين ونازحين عادوا أخيراً إلى مناطق سكنهم، من دون مذكرات اعتقال أو أوامر قضائية.

وقال عضو البرلمان العراقي أحمد الجبوري، معلقاً على حملات الاعتقال الجارية، في تغريدة عبر حسابه بموقع "تويتر"، إن "اعتقال المئات من المدنيين الأبرياء في شرق صلاح الدين على خلفية استشهاد مجموعة من مقاتلي الحشد، تعيد إلى أذهاننا فترة ما قبل سيطرة داعش على الموصل عندما كان اعتقال الأبرياء واتهامهم بالإرهاب أمرا طبيعيا تسكُت عنه الحكومة، وعلى الكاظمي أن يمنع هذه الاعتقالات ويطلق سراح الأبرياء".

بدورها، أصدرت كتلة "المشروع العربي" بزعامة السياسي العراقي خميس الخنجر، بياناً أكدت فيه أن "الاعتقالات العشوائية التي طاولت المدنيين الأبرياء في محافظة صلاح الدين بزعم أنها تأتي رداً على ما قام به تنظيم داعش الإجرامي من استهداف لقوة من تشكيلات الحشد الشعبي".

وأضاف: "في الوقت الذي ندين فيه هذا التصرف غير المسؤول، نطالب بعدم العودة إلى النهج السابق في الانتقام من الأبرياء". وشدد على أنه "نطالب بالإفراج عن الأبرياء الذين لا ذنب لهم، ونطالب الجميع بالوقوف صفاً واحداً بوجه الإرهاب الأعمى بلا انتقام من الأبرياء العزل عبر اعتقالات عشوائية تخرق كل التفاهمات القريبة التي ساهمت في وقف مسلسل الاستهداف العشوائي والتعاون في وأد كل فتنة يحاول أعداء العراق إشعالها بين أبنائه".

وذكر الزعيم القبلي في محافظة صلاح الدين الشيخ أحمد الجبارة، أن "قوات خاصة تابعة للحشد الشعبي، ما زالت تنفذ حملات اعتقال عشوائية ضد المواطنين في مناطق البو سعيد والعيث والحسان، وتم خلال هذه الحملة اعتقال العشرات في تلك المناطق".

وبيّن أن "الاعتقالات تتم دون إصدار أي أوامر قبض صادرة من الجهات القضائية المختصة، كما لغاية الآن لا نعرف مصير المعتقلين أو المكان الذي يوجدون فيه حالياً أو حتى التهم التي على أساسها تم اعتقالهم". وأضاف أن "حملة الاعتقالات تتم من خلال مداهمة المنازل في مناطق البو سعيد والعيث والحسان، والمنزل الذي يداهم ولا يتم اعتقال أحد منه، يتم التجاوز عليهم من خلال السب والشتم والتعامل السيئ".

واعتبر مراقبون ومهتمون بالشأن العراقي وسكان من أهالي محافظة صلاح الدين أن عمليات الاعتقال غير قانونية، مؤكدين أنها تترافق مع انتهاكات واسعة ضد السكان من قبل "الحشد الشعبي".

وقال الخبير بالشأن السياسي رعد الهاشم إن حملات اعتقال عشوائية لجماعات حشدية يرافقها ضرب مبرح وإهانات للرجال واعتداء على حرمات المنازل في منطقة العيث في ناحية حمرين بمحافظة صلاح الدين، إثر الهجوم الذي استهدف عناصر بـ"الحشد" أمس.

وفي ردّ على سؤال لمراسل "العربي الجديد" حول الاعتقالات، قال القيادي في "الحشد الشعبي" علي الحسيني، إن "الدواعش يروجون لشائعات لا صحة لها"، مضيفاً أن "الحشد الشعبي والقوات الأمنية لديها أجهزة استخباراتية، وتملك معلومات عن وجود خلايا داعش في بعض مناطق صلاح الدين، ولهذا هناك عمليات أمنية لغرض التفتيش والبحث عن المطلوبين تجريها قوات مشتركة من الحشد والقوات الأمنية الأخرى".

وأضاف "لهذا لا توجد أي حملات اعتقال عشوائية، ومن يروج لذلك لا يريد استمرار العمليات الأمنية ضد خلايا داعش في صلاح الدين والمدن العراقية الأخرى"، وفقاً لقوله.

بدوره، قال الصحافي العراقي حسين دلي إن هناك "حملات اعتقال واسعة منذ يومين في مناطق مختلفة من العراق، وما وصلنا لحدّ الآن شمال بابل، جنوب بغداد، حمرين وما حولها، الصينية وبيجي".

المساهمون