أطلقت قيادة العمليات المشتركة في العراق، أمس الأحد، عملية عسكرية ضخمة هي الأولى من نوعها خلال هذا العام، لتعقب بقايا جيوب وخلايا تنظيم "داعش" في مناطق شمال وغربي البلاد، بإسناد من سلاح الجو.
وذكر بيان لقيادة العمليات المشتركة العراقية أن العملية تشمل محافظتي الأنبار وكربلاء، وصولاً إلى منطقة الجزيرة في محافظة نينوى.
وأضاف البيان أن العملية تشارك فيها قوات مختلفة من وزارة الدفاع وجهاز مكافحة الإرهاب، وبإسناد جوي، مؤكداً أن "العملية الأمنية جاءت بناءً على معلومات استخبارية للضغط على المفارز الإرهابية، وتطهير الصحراء، وصولاً إلى الحدود الدولية (مع سورية)"، دون كشف مزيد من التفاصيل.
وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قد أصدر توجيهات للقيادات الأمنية، قبل أشهر عدة، للتأهب وإجراء مراجعات شاملة للخطط العسكرية، مشدداً على تغيير التكتيكات العسكرية المتبعة في المناطق التي تشهد نشاطاً لـ"داعش"، واتباع أساليب غير تقليدية للمواجهة، بهدف إضعاف قدرات عناصر التنظيم والحدّ من حركتهم.
من جهته، قال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية اللواء تحسين الخفاجي، لـ"العربي الجديد"، إن "العملية الأمنية جاءت وفق معلومات استخباراتية ومعلوماتية عن وجود خلايا ومضافات لتنظيم داعش في بعض المناطق الصحراوية، وخاصة أنها استغلت سوء الأجواء الجوية خلال الأيام الماضية لبعض التحركات في تلك المناطق".
وبين الخفاجي أن "العمليات الأمنية مستمرة ولن تتوقف إلا بعد قتل أو اعتقال آخر عنصر بتنظيم داعش الإرهابي، والتنظيم أصبح شبه منتهٍ، وهو فاقد للقدرة العسكرية بشكل كامل، ولا يمكن له الظهور بأي شكل من الأشكال، وخاصة أن التمويل الخارجي للإرهاب متوقف حالياً نتيجة أسباب عدة، أبرزها ضبط الحدود، والنجاح في تفكيك أهم شبكاته، يرافقها اضمحلاله بسبب الضربات النوعية التي أدت إلى قتل أبرز وأهم قياداته في الأشهر الماضية".
وأضاف أن "هناك توجهاً لضبط الحدود مع كل دول الجوار، وسد كل الثغرات فيها، ومنع أي حالات تسلل سواء للإرهابيين أو الخارجين عن القانون، ولهذا ستكون العملية في المناطق الصحراوية المحاذية للمدن، وصولاً إلى المناطق الحدودية الدولية سواء مع سورية، وحتى الأردن والسعودية".
وتواصل القوات العراقية منذ أشهر عدة ما تصفها بعمليات استباقية ضد خلايا وجيوب من بقايا تنظيم "داعش"، تنشط في الجانب الشمالي ضمن محافظات صلاح الدين، وكركوك، ونينوى، وأجزاء من ديالى، مستغلة المناطق الجبلية الوعرة للاحتماء والتخفي فيها.
وتشهد عموم المحافظات العراقية هدوءاً أمنياً نسبياً مع تراجع هجمات تنظيم "داعش" التي كانت تستهدف القوات الأمنية والمدنيين، خصوصاً في المحافظات المحررة، لا سيما بعدما نفذ الجيش، بما في ذلك عبر الطيران، ضربات نوعية ضد التنظيم.
وعلى الرغم من ذلك تُبقي الأجهزة الأمنية على تأهبها، مركزة على الجهود الاستخباراتية لمحاولة إحباط أي مخطط اعتداء للتنظيم، بالتزامن مع دعوات لإبقاء الضغط الأمني والعسكري، على اعتبار أن الاستقرار الأمني "غير ثابت".