الصين تمد يدها إلى بايدن لكنها تحذّر من "مكارثية" جديدة

19 ديسمبر 2020
وانغ يي: الصين ترى "إمكانية تعاون" مع إدارة بايدن (ميشيل شون/الأناضول)
+ الخط -

أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي، الجمعة، أنّ بكين مستعدة للتعاون مع الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن حول أولويّات عدّة، لكنه حذّر واشنطن من تبنّي نزعة "مكارثية" معادية للصين.

وعقب أشهر من المواجهة المباشرة مع إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، عبّر المسؤول الصيني عن أمله في استئناف الحوار وإيجاد مناخ من "الثقة المتبادلة" بين أكبر قوّتين اقتصاديّتين في العالم، بعد تنصيب بايدن في 20 يناير/كانون الثاني.

وقال وانغ يي، خلال مداخلة عبر الفيديو مع مركز دراسات "آسيا سوسايتي" في نيويورك: "من المهم أن تعود السياسة الأميركية تجاه الصين إلى الموضوعية والصواب في أسرع وقت".

وشدّد على أن الصين ترى "إمكانية تعاون" حول أولويات عدّة مع إدارة بايدن، بينها الأزمة الاقتصادية والتغيّر المناخي. أضاف: "نأمل في التمكّن من توسيع التعاون وإدارة اختلافاتنا بالحوار".

وانخرطت إدارة ترامب في حرب تجارية وسياسية مع الصين، معتبرة أنّ عقوداً من الحوار مع بكين لم تصبّ في مصلحة الولايات المتحدة.

ومن بين مَن تَصدّر المواجهة، وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الذي ألغى برامج تبادل ثقافي تُموّلها الصين، وشدّد شروط منح التأشيرات لمواطنيها.

ومع تبنّيه خطابا يحمل نبرة إيديولوجية في اتهاماته للحزب الشيوعي الصيني، اعتبر بومبيو أنّ ما يجري صراع بين "الحرية" و"الطغيان"، داعياً الجامعات الأميركية إلى الحذر من الطلاب الصينيين.

وجاء في بيان للوزير الأميركي، الجمعة، أنّ "الأنشطة الضارّة للحزب الشيوعي الصيني في الصين وخارجها تقوّض المصالح الأميركية وسيادة حلفائنا".

ووضعت وزارة التجارة الأميركية 59 كياناً صينياً إضافياً على لائحتها السوداء، بينها جامعة تيانجين ومعهد بكين للتكنولوجيا. ويجب الحصول على إجازة خاصة لتصدير أيّ تكنولوجيا أميركية إلى تلك الكيانات.

وتُلخّص دوافع العقوبات الجديدة درجة سخط واشنطن، إذ برّرتها بانتهاكات حقوق الإنسان و"الرقابة واسعة النطاق" و"سرقة أسرار صناعية تعود إلى شركات أميركية"، واستغلال صادرات أميركية لأهداف عسكرية، وشنّ حملة ترهيب في بحر الصين الجنوبي، وغيرها.

وفي الذكرى الأولى لظهور كورونا في الصين، طالب بومبيو بكين بأن تتوخّى "الشفافية حول أصل الجائحة وانتشارها".

وتتهم إدارة ترامب الصين بالتكتّم حول خطورة الفيروس، وبأنّها مسؤولة بالتالي عن انتشاره خارج البلاد.

وصرّح وزير الخارجيّة الصيني: "نحن نشهد مكارثية متجدّدة تُهدّد التبادلات الدولية العادية"، في إشارة إلى حملة ملاحقة الشيوعيّين في الولايات المتحدة التي قادها السناتور الجمهوري جو ماكارثي عقب الحرب العالمية الثانية.

واتّهم الوزير الصيني المسؤولين الأميركيّين، من دون أن يسمّيهم، بممارسة "افتراض إدانة غير مسؤول" تجاه الصين. وتابع أنّهم "يتجاهلون مصالح مشتركة عدّة، وهامش التعاون بين بلدينا، ويُصرّون على أنّ الصين تهديد كبير".

ووعد بايدن بأن يكون حازماً تجاه بكين، في تماش مع العداء المتزايد لها في صفوف الطبقة السياسية الأميركية، لكنّه وعد أيضا بالسعي إلى التعاون معها في مواجهة تحدّيات عالمية.

(فرانس برس)

المساهمون