الصفدي بعد لقاء بيربوك: أي توتر في أوروبا سينعكس على المنطقة

11 فبراير 2022
من المؤتمر الصحافي بين الصفدي وبيربوك اليوم (خليل مزرعاوي/فرانس برس)
+ الخط -

حذر وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، اليوم الجمعة، خلال مؤتمر صحافي جمعه بوزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، من أنّ "أي توتر في أوروبا سينعكس على المنطقة"، في إشارة إلى تصاعد الأزمة بين روسيا وأوكرانيا.

من جهتها، قالت بيربوك إنّ روسيا تزيد التصعيد، بعدما وضعت 20 ألف جندي على حدودها مع أوكرانيا، معتبرة أنّ خيار التهدئة في الأزمة "غائب"، و"لكننا نعمل على العودة إلى طاولة الحوار لحل الأزمة الأوكرانية دبلوماسياً". 

ولفتت إلى أنّ ألمانيا تحاول إحياء "صيغة نورماندي" التي تضم أطراف الأزمة في محاولة لنزع فتيل التوتر، مشيرة إلى أننا "نستعد لكل السيناريوهات بالتنسيق مع كافة الحلفاء خاصة مع دول الاتحاد الأوروبي. وهناك خط أحمر بالنسبة لنا وهو سيادة أوكرانيا". 

وحول مباحثاتها مع الصفدي قالت إنّ بلادها "تشجع التعاون بين الأردن والإمارات وإسرائيل"، في إشارة إلى اتفاقية الماء مقابل الكهرباء، معتبرة أن ذلك "سيساهم في جلب المياه للأردن والطاقة النظيفة لإسرائيل"، على حد قولها. 

واعتبرت الوزيرة الألمانية أنّ "الطريق طويل ووعر للوصول إلى السلام في المنطقة، وكل خطوة مهما كانت صغيرة مهمة للوصول إلى المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين".

ورأت أنّ "أي محاولة لتحسين الأوضاع الاقتصادية تحتاج إلى استقرار سياسي"، مشيرة إلى زيارتها أحد مخيمات اللجوء الفلسطيني في الأردن (مخيم الطالبية جنوب العاصمة عمان)، مستعرضة معاناة الطلاب بسبب إغلاق المدارس بسبب جائحة كورونا. وأكدت استمرار الدعم الألماني لتحسين أوضاع اللاجئين في المنطقة.

وبحسب الوزيرة الألمانية، فإنّ الأردن يعاني أكثر من أي دولة أخرى من الأزمات في المنطقة، واصفة المملكة بأنّها "عنصر أساسي للاستقرار في المنطقة وشريك استراتيجي لألمانيا"، لافتة إلى أنّ "الأزمة السورية تحدٍّ واضح للأردن". 

بدوره علّق الصفدي على الأزمة الأوكرانية، قائلاً: "كل ما يجري في أوروبا سينعكس على منطقتنا، ونأمل أن يتم نزع فتيل الأزمة هناك من خلال الحوار، ووفق القوانين الدولية".

وحول القضية الفلسطينية، قال: "نتفق وألمانيا على ضرورة إيجاد أفق سياسي حقيقي للوصول إلى السلام على أساس حل الدولتين"، مشيراً إلى "وجود نقاش معمّق حول القضية الفلسطينية، والأردن وألمانيا متفقان على حل الدولتين".

وحذر من أنّ الإجراءات الأحادية تقوّض حل الدولتين، و"لا نقبل بالقفز فوق القضية الفلسطينية". 

وتعليقاً على التعاون الاقتصادي في المنطقة، قال إنّ "أي تعاون إقليمي سيكون منقوصاً، دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين". 

ولفت الصفدي إلى "القلق من تراجع الاهتمام الدولي بقضية اللاجئين"، مشدداً على أنّ "قضية اللاجئين مسؤولية دولية وليس على الدول المستضيفة فقط، والتي تعاني بالأساس".

كما أشار إلى بحث أوضاع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وضرورة توفير الدعم المالي اللازم لها، لافتاً إلى أن ألمانيا هي ثالث داعم للوكالة. 

وبيّن الصفدي أهمية العمل على إيجاد حل سياسي لإنهاء ما سببته الأزمة السورية من "كارثة"، ولإيجاد الظروف الملائمة لعودة اللاجئين السوريين الطوعية إلى بلادهم. 

وحول العلاقات الثنائية، قال إنّ ألمانيا ثاني أكبر داعم للأردن، بعد الولايات المتحدة، وقد خصصت العام الماضي 483 مليون يورو مساعدات جديدة للأردن لتمويل مشاريع تنموية قطاعية ذات أولوية، ولدعم خطة الاستجابة الأردنية للأزمة السورية.

وزيرة الخارجية الألمانية تزور مخيم الطالبية للاجئين الفلسطينيين في الأردن

وزارت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، اليوم الجمعة، مخيم الطالبية للاجئين الفلسطينيين في جنوب العاصمة الأردنية عمّان، وشاهدت الخدمات التي تقدمها وكالة  "أونروا".

والتقت الوزيرة بعض أعضاء البرلمان الطلابي في مدارس "أونروا" الذين تحدثوا عن تأثير جائحة كوفيد -19 على التعليم خلال العامين الماضيين، والآثار النفسية السلبية الهائلة لفقدان التعلم والشعور بأنهم قد يتخلفون عن الركب بسبب إغلاق المدارس في ظل الوباء.

وتخضع مدرسة الطالبية للبنين لعملية تجديد وتوسيع شاملة بفضل مساهمة من حكومة ألمانيا، يتم توجيهها من خلال بنك التنمية الألماني.

الصورة
وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك تزور مخيماً للاجئين الفلسطينيين في الأردن (مكتب أونروا في عمان)
بيربوك وبعض أعضاء البرلمان الطلابي في مدارس "أونروا" (مكتب أونروا في عمان)

وقالت الوزيرة، بحسب بيان لمكتب "أونروا" في عمّان، إنها قابلت طلاباً صغاراً فصيحين في "أونروا" تحدثوا عن تطلعاتهم، مؤكدة أنّ دعم ألمانيا لـ"أونروا" "ينبع من إيماننا القوي بحقوق الإنسان للجميع، وهذا يشمل الحق في التعليم الجيد والحياة الصحية والكريمة للاجئي فلسطين".

وزادت تبرعات ألمانيا من 67 مليون يورو في عام 2016 إلى 182 مليون يورو في عام 2020. وفي عام 2021، أصبحت حكومة ألمانيا ثاني أكبر مانح للوكالة.