الصدر يدعو لحل البرلمان وانتخابات مبكرة: الشعب العراقي سئم الطبقة الحاكمة

03 اغسطس 2022
خطاب الصدر لا يحمل أي تنازلات أو دعوات لتسوية(أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

في أول ظهور له منذ اتساع حدة الأزمة السياسية العراقية، عقب اقتحام الآلاف من أنصاره المنطقة الخضراء وسيطرتهم على مبنى البرلمان السبت الماضي، دعا زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، اليوم الأربعاء، إلى حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة نزيهة، معتبراً أنه "لا فائدة ترتجى من الحوار"، في إشارة إلى قوى "الإطار التنسيقي"، التحالف المدعوم من طهران.

 وأبرز ما جاء في خطاب الصدر الذي ألقاه من مدينة النجف، جنوبي العراق، أن حراكه الاحتجاجي الحالي "ليس صراعاً من أجل السلطة"، معتبراً أنه "لا فائدة ترجى من الحوار بعدما قال الشعب كلمته"، في إشارة إلى الاحتجاجات الحالية لأنصاره ببغداد، كما أكد أن الحراك سيستمر حتى تحقيق مطالبه.

وصوّب الصدر على تسريبات رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي الأخيرة بالقول "أطلب الهداية لمن يريد قتلي عبر اعترافه بالتسجيلات المسربة ولكل من صمت ورضى بالتسجيلات الصوتية".

وأردف: "لن أبتدئ بإراقة الدماء، وإذا ابتدأوا هم ذلك فالإصلاح يحتاج إلى تضحية. وأنا على استعداد تام للشهادة من أجل الشعب والوطن"، مضيفاً "لا يوهمونكم بأن الثورة صراع على السلطة".

وتابع "لدينا الرجال الأشداء والعدد الكبير المستعد للتضحية، وأنا على يقين أن الشعب سئم الطبقة السياسية بأكملها بما فيها بعض شخصيات التيار الصدري".

ودعا إلى إجراء انتخابات مبكرة بعد حل البرلمان الحالي، كما أشار إلى أنه "لم يقرر لغاية الآن المشاركة في الانتخابات المقبلة".

وخاطب العراقيين بالقول إنه "إذا أردتم التغيير فأنا بانتظاركم. استغلوا وجودي لإزالة الطبقة الحالية، ولن يكون للوجوه القديمة أي وجود من خلال عملية ديمقراطية سلمية"، موجهاً شكره لقوات الأمن الذين وصفهم بأنهم "مساندون للثورة".

وعقب انتهاء خطاب الصدر، أطلق ناشطو التيار الصدري حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم "مستمرون"، تضمنت تأكيداً منهم على استمرار الحراك الاحتجاجي في بغداد، وإقامة صلاة موحدة جديدة داخل المنطقة الخضراء بعد غد الجمعة.

 
واعتبر الخبير بالشأن السياسي العراقي، أحمد النعيمي، خطاب الصدر بأنه "لا يحمل أي تنازلات أو دعوات لتسوية ما، بل ذهب إلى تصعيد سقف المطالب بمطالبته حل البرلمان وإجراء انتخابات جديدة".

وأضاف النعيمي أن "الجانب الإيجابي هو تأكيده على رفض الاقتتال وإراقة الدماء، وأن الاحتجاجات تهدف إلى إصلاح الواقع السياسي ككل في البلاد، وليس صراعاً على السلطة".

ولفت إلى أن "تصويبه مرة أخرى على نوري المالكي في ما يتعلق بقضية التسريبات تعتبر تأكيداً آخر على ضرورة تعاطي القضاء مع الملف وعدم تسويفه كما يفعل مع الملفات السياسية الأخرى".

على الجانب الآخر، يترقب صدور بيان آخر لقوى "الإطار التنسيقي"، المعسكر السياسي المدعوم من إيران، حيث يعقد اجتماعاً في هذه الأثناء بمنزل القيادي في التحالف همام حمودي، لبحث الأزمة السياسية، وسط ترجيحات بأن تتضمن مخرجات الاجتماع قرارات تتعلق بقيادة التحالف وموقفه من تطورات الأوضاع الحالية.

المساهمون