الديمقراطيون في مجلس النواب يطرحون تشريعاً لمساءلة ترامب تمهيداً لعزله

11 يناير 2021
ربما تنتهي حملة الديمقراطيين بتصويت (Getty)
+ الخط -

طرح الديمقراطيون في مجلس النواب الأميركي، اليوم الاثنين، تشريعاً لمساءلة الرئيس دونالد ترامب تمهيداً لعزله بتهمة "التحريض على التمرد"، لدوره في الهجوم على مبنى الكونغرس، الأسبوع الماضي.

ويشير الاتهام إلى أن ترامب ألقى خطاباً وسط تجمع قبل قليل من قيام أنصاره بالهجوم، وأنه أدلى بتصريحات "شجعت وأدت إلى" أعمال فوضوية في الكابيتول.

وذكر زعيم الأغلبية في مجلس النواب الأميركي ستيني هوير أن المجلس قد يصوت على مساءلة ترامب يوم الأربعاء.
وقال هوير، المسؤول عن جدول أعمال المجلس، للصحافيين "ربما يجرى التصويت على المساءلة يوم الأربعاء".
في موازاة ذلك، قدم الديمقراطيون، الذين يشغلون الغالبية في مجلس النواب، مشروع قرار آخر يطلب من نائب الرئيس الأميركي مايك بنس إقالة ترامب عبر تفعيل التعديل الخامس والعشرين من الدستور.
وقد اعترض نائب جمهوري على اعتماد مشروع القرار فوراً بالإجماع، وبالتالي يتعين إجراء تصويت في جلسة عامة اعتباراً من الثلاثاء.

وعلقت الرئيسة الديمقراطية لمجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي على الاعتراض، قائلة إن الجمهوريين "يعرضون أميركا للخطر" عبر "تواطؤهم" مع الرئيس دونالد ترامب الذي تتهمه بـ"التحريض على تمرد دامٍ ضد أميركا".
وأبدت بيلوسي أسفها لمعارضة الجمهوريين أن يتم بالإجماع تبني قرار يطلب من نائب الرئيس بنس إقالة ترامب عبر تفعيل التعديل الخامس والعشرين للدستور الأميركي، معتبرة أن "تواطؤهم يعرض أميركا للخطر ويقوض ديمقراطيتنا ويجب أن يتوقف ذلك"، لافتة إلى أن التصويت على هذا القرار في جلسة عامة سيتم "قريباً".
وبدأ الديمقراطيون، اليوم الاثنين، حملتهم لعزل ترامب من منصبه، ربما ينتهي بتصويت قد يجعل منه الرئيس الأميركي الوحيد في تاريخ الولايات المتحدة الذي يقدم للمحاكمة بهدف عزله.

وكان آلاف من أنصار ترامب قد اقتحموا الكابيتول، مقر مجلسي النواب والشيوخ، الأسبوع الماضي، في هجوم مروع على قلعة الديمقراطية الأميركية، الأمر الذي أدى إلى تشتيت أعضاء الكونغرس الذين كانوا يشاركون في جلسة المصادقة على فوز الرئيس المنتخب جو بايدن بالرئاسة. وسقط في هذه الأحداث خمسة أشخاص.

ووقعت أحداث العنف بعدما حث ترامب أنصاره على الزحف إلى الكابيتول، في لقاء جماهيري كرر فيه مزاعمه بشأن عدم شرعية هزيمته في الانتخابات.

وتقول بيلوسي، وكثير من زملائها الديمقراطيين، وعدد قليل من الجمهوريين، إنه لا ينبغي ائتمان ترامب على استكمال فترة رئاسته التي تنتهي في 20 يناير/كانون الثاني.

وقالت بيلوسي في رسالة إلى زملائها الديمقراطيين في مجلس النواب، أمس الأحد: "سنتحرك بسرعة حمايةً لدستورنا وديمقراطيتنا، لأن هذا الرئيس يمثل خطراً وشيكاً عليهما معاً".

وألقت السلطات القبض على عشرات ممن هاجوا ضباط الشرطة وسرقوا أجهزة كمبيوتر وحطموا النوافذ في مبنى الكابيتول، لدورهم في أعمال العنف، وقال مسؤولون إنهم بدأوا 25 تحقيقاً استناداً إلى قانون الإرهاب المحلي.

وبعد الهجوم، سلم ترامب، في بيان مسجل بالصوت والصورة، بأن إدارة جديدة ستتولى السلطة في 20 يناير/كانون الثاني، لكنه لم يظهر على الملأ. وجمدت شركتا "تويتر" و"فيسبوك" حسابيه استناداً إلى خطر التحريض على العنف.

وأرجأ مجلس النواب طرح مشروع قرار يطالب نائب الرئيس مايك بنس بتفعيل التعديل رقم 25 في الدستور الأميركي، والذي لم يسبق تفعيله، إلى يوم غد الثلاثاء.

ويسمح التعديل لنائب الرئيس ومجلس الوزراء بعزل الرئيس لعدم أهليته للحكم. ومن المتوقع أن يجرى تصويت مسجل غداً الثلاثاء.

وكان بنس موجوداً في مبنى الكابيتول مع عائلته عندما هاجمه أنصار ترامب. وفي الوقت الحالي لا يتبادل بنس الحديث مع ترامب.

غير أن الجمهوريين لم يبدوا اهتماماً يذكر بتفعيل التعديل الخامس والعشرين. ولم يرد مكتب بنس على استفسارات عن الأمر. وفي الأسبوع الماضي، قال مصدر إنه يعارض الفكرة.

وقالت بيلوسي إنه إذا لم يتحرك بنس فمن الممكن أن يصوت المجلس على محاكمة الرئيس بتهمة التمرد. وقد يتم التصويت على توجيه الاتهام للرئيس في نهاية الأسبوع الحالي.

ولم يرد مساعدون لزعيم الجمهوريين في المجلس كيفين مكارثي، الذي صوت بالاعتراض على فوز بايدن، على طلب للتعليق.

وكان الديمقراطيون اتهموا ترامب في ديسمبر/كانون الأول 2019 بالضغط على أوكرانيا للتحقيق في تصرفات بايدن، لكن مجلس الشيوخ الخاضع لسيطرة الجمهوريين برأه من التهمة.

واحتمالات نجاح الديمقراطيين في مسعاهم الأخير لعزل ترامب ضعيفة من غير دعم الحزبين. وقد قال أربعة فقط حتى الآن من النواب الجمهوريين علناً إنه لا ينبغي أن يستكمل ترامب أيامه التسعة الباقية في منصبه.

وحتى إذا وجه مجلس النواب اتهاماً رسمياً لترامب مرة ثانية، فلن ينظر مجلس الشيوخ في الأمر على أقل تقدير قبل 19 يناير/كانون الثاني الجاري، آخر يوم كامل سيقضيه ترامب في البيت الأبيض.

تقارير دولية
التحديثات الحية

وستشغل محاكمة ترامب مجلس الشيوخ خلال الأسابيع الأولى من حكم بايدن، الأمر الذي سيحول دون المصادقة على تعيينات الوزراء والتحرك في الأولويات، مثل تدابير مكافحة فيروس كورونا.

وقال الرجل الثالث في ترتيب قيادات الديمقراطيين في مجلس النواب، النائب جيم كلايبيرن، إن من الممكن تفادي هذه المشكلة بانتظار بضعة أشهر قبل إرسال ملف الاتهام الرسمي إلى مجلس الشيوخ.

وسيكون ترامب قد ترك منصبه، لكن إدانته ستحول بينه وبين ترشيح نفسه في انتخابات 2024.

والاثنين، خرجت السيدة الأميركية الأولى ميلانيا ترامب عن صمتها منذ وقوع أعمال العنف في الكابيتول، والتي ارتكبها أنصار ترامب، ونددت "بالهجمات" التي تعتبر أنها تتعرض لها.

من ناحية أخرى، قالت عدة شركات أميركية كبرى، من بينها "ماريوت إنترناشونال" و"جيه.بي. مورغان تشيس وشركاه"، إنها ستجمد تبرعاتها لنحو 150 جمهورياً صوتوا معترضين على فوز بايدن. وتدرس شركات أخرى الاقتداء بها.

(فرانس برس، رويترز)