قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، اليوم الثلاثاء، إن مؤسسة الجيش "لا يمكن أن تنتسب لأحد بعينه مهما كانت صفاته"، في رد ضمني على خطاب اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وقراراته ترقية وتعيين عدد من الضباط التابعين لمليشياته، أمس الإثنين.
واعتبر الدبيبة، في كلمة له بمناسبة مرور 81 سنة على تأسيس الجيش الليبي، أن "مَن يتخذ من الحرب وسيلة لا يملك أبداً بعد نظر، ولا يقدم مصلحة الوطن على مصالحه الشخصية ويضحي بالجميع من أجل غطرسة واهية".
وخلال استعراضه لتاريخ مؤسسة الجيش، قال إن "الجيش الليبي وُلد ليحمي السلام، لا يهدد ولا يتوعد"، مضيفاً أن "جيشنا البطل لا يمكن أبدًا أن يوجه أفواه بنادقه نحو صدور أبناء الوطن مهما كانت الأسباب".
وفي إشارة لعدوان حفتر العسكري على طرابلس، قال "إن العواصم درر ثمينة وُجدت الجيوش لتحميها لا أن تقتحمها وترعب أهلها وتدمر ممتلكاتها ولا يمكن لأي جيش وطني أن يرهب أهله ومدنه تحت أي حجة أو سبب".
وتابع "انظروا إلى واقعنا المؤلم الذي جنيناه بعد حروب خاسرة استهدفوا فيها أهلنا وخسرنا شبابنا وقطعنا أواصر الرحم والمودة بيننا، وعشنا لحظات حزن عميقة بسبب المقابر الجماعية التي ستبقى خنجراً في خاصرة الوطن وسلمه الاجتماعي".
إذ ذكّر الدبيبة بأنه أعلن منذ اليوم الأول لتوليه مهام رئاسة حكومته أن "الحرب ليست خيارها"، أكد أنه يراهن على حرص الآباء على أبنائهم وأنهم "سيمنعونهم من دخول حرب خاسرة مهما كانت الشعارات التي تجملها، والكلمات الرنانة التي تداعب بها الآذان والعقول، لا تغريه الترقيات الوهمية ولا الوعود الزائفة التي أثبت الماضي القريب جدًّا أنها غير واقعية".
وختم الدبيبة كلمته بالتأكيد على أن حكومته "تنشد دولة مدنية يخضع فيها الجميع بما في ذلك الجيش إلى سلطة مدنية لا تخضع لأي إملاءات أو شروط مسبقة تحت إدارة أساسها الكفاءة وحب الوطن والدفاع عنه".
وكان حفتر قد أكد، خلال خطاب له في احتفال أقامه في قاعدة بنينا في بنغازي، أمس الاثنين لذات المناسبة، بأن قواته "لن تخضع لأي سلطة غير منتخبة من الشعب مباشرة"، في إشارة إلى رفضه قرارات المجلس الرئاسي والحكومة.
وزعم أن قواته "لم تكن يوماً أداة للقمع أو القهر التسلط والتعالي على الشعب والانحياز للقبيلة"، وعليه فإن قواته هي "الركيزة الأساسية التي يستند إليها الشعب عندما يتعرض مستقبله ومصيره وحاضره للخطر، فقد كان العائق أمام التيارات الإرهابية".
لكنه استدرك بالقول إنه "رغم الاختلافات الحادة في المواقف تجاه الوطن في الماضي والحاضر وما نتج عنها من تصعيد بلغ حد المواجهة المسلحة فإن الجيش (قوات حفتر) يمد يده للسلام العادل ولولا إيمانه بمسار السلام لما كان للجنة العسكرية المشتركة أن تتشكل وتباشر أعمالها وتنجز شيئاً من مهامها".