الحوثيون يعلنون القبض على شبكة تجسس أميركية إسرائيلية بعد حملة اعتقالات

10 يونيو 2024
خلال مسيرة للحوثيين في صنعاء تنديداً بالحرب على غزة، 31 مايو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن أعلنت القبض على شبكة تجسس تُزعم أنها أميركية إسرائيلية، متهمة بتزويد الاستخبارات بمعلومات حساسة وتنفيذ أنشطة تجسسية وتخريبية.
- البيان الحوثي يزعم تورط الشبكة في التأثير على صانعي القرار واختراق السلطات اليمنية، مدعيًا تجنيد شخصيات مؤثرة لربطهم بالاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية.
- الخبير العسكري يرى في الإعلان محاولة للحوثيين لتوحيد الجبهة الداخلية وتغطية على اختطاف موظفين أمميين، معتبرًا الاتهامات تكشف عن حالة التخبط وضغوطات تواجه الجماعة.

أعلنت جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، اليوم الاثنين، إلقاء القبض على أفراد "شبكة تجسس أميركية إسرائيلية مزودة بتقنيات وأجهزة ومعدات خاصة تمكنهم من تنفيذ أنشطتهم بشكل سري"، كما جاء في بيان. ويأتي الإعلان الحوثي عقب حملة اعتقالات واسعة نفذتها الجماعة منذ الخميس الماضي بحق موظفين أممين تابعين لمنظمات دولية.

وفق بيان الحوثيين، فإن الشبكة "زودت جهاز الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) والموساد الإسرائيلي بمعلومات عسكرية وأمنية بالغة الأهمية والسرية والخطورة، مضيفاً أنها "قامت بأدوار تجسسية وتخريبية في مؤسسات رسمية وغير رسمية على مدى عقود لمصلحة العدو". وأضاف البيان أن الشبكة "مرتبطة بشكل مباشر بوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، واستغلال عناصر شبكة التجسس والضباط الأميركيين صفاتهم الوظيفية بالسفارة الأميركية لتنفيذ أنشطتهم التخريبية"، مبينًا استمرار عناصر الشبكة بتنفيذ أجندتها بعد خروج السفارة الأميركية من صنعاء، تحت غطاء منظمات دولية وأممية.

وذكر البيان أن "شبكة التجسس الأميركية الإسرائيلية كانت الذراع الرئيسية لتنفيذ مخططات العدو الأميركي والإسرائيلي في الجمهورية اليمنية، وتزويد أجهزة المخابرات المعادية بمعلومات هامة عن مختلف الجوانب في القطاع الرسمي وغيره". وأضاف أن "شبكة التجسس تمكنت لعقود من الزمن من التأثير على صانعي القرار واختراق سلطات الدولة وتمرير القرارات والقوانين، واستقطاب الكثير من الشخصيات ونسقت لهم زيارات إلى الولايات المتحدة للتأثير عليهم وتجنيدهم"، كما ورد في البيان أن الشبكة "جندت اقتصاديين ومالكي شركات نفطية وتجارية وربطتهم بالمخابرات الأميركية والإسرائيلية".

وجاء إعلان جماعة الحوثيين عقب حملة اعتقالات واسعة نفذتها الجماعة منذ الخميس الماضي بحق موظفين أمميين وتابعين لمنظمات دولية ومحلية، إذ تم اختطاف أكثر من 50 شخصاً وفقاً لما كشف عنه وزير حقوق الإنسان في الحكومة الشرعية أحمد عرمان، لكن قائمة الذين أعلنت الجماعة عن تورطهم في الخلية اليوم لم تتضمن أيًّا من أسماء المعتقلين في الأيام الأخيرة.

وحسب ما قاله بيان الحوثيين، فإن أحد عناصر الخلية هو جمال الشرعبي الذي عمل مساعداً في القسم السياسي والاقتصادي للسفارة الأميركية، وذكرت أنه جُنّد عام 2014، وعبد القادر السقاف المختص الإعلامي لمكتب الشؤون الإعلامية، وقالت إنه جنّد في 1994، فضلاً عن جميل الفقيه الذي ساهم كما قالت جماعة الحوثيين في جمع معلومات في الجانب الاقتصادي وجنّد عام 2009، فضلاً عن بسام المردحي الذي قالت إنه تم تجنيده في 2012، وكذا محمد الخراشي الذي ذكرت أنه جنّد في العام 2011 وزود مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (إف بي آي)، ببيانات وخرائط عسكري، ومحمد الوزيرة وشائف الهمداني وهشام الوزير، كما جاء في البيان.

هدف الحوثيين من الكشف عن شبكة تجسس أميركية إسرائيلية

من جانبه، قال الخبير العسكري العقيد عبد العليم أبو طالب، لـ"العربي الجديد"، إن بيان الحوثيين الذي يتحدث عن كشف خلية تجسس أميركية إسرائيلية هو "هروب نحو الأمام من قبل الجماعة التي تتهرب من التزاماتها نحو الداخل باختلاق عدو خارجي، وتهدف من خلال ذلك إلى توحيد جبهتها الداخلية على اعتبار أنها تواجه عدوًّا بحجم أميركا وإسرائيل". وأكد الخبير العسكري أن "التهم الواردة في البيان تدين الحوثيين وتكشف زيف ادعاءاتهم، حيث اعتبروا أن الشبكة تعمل لمصلحة أميركا وإسرائيل، وتم سرد تهم تشمل جميع الجوانب بما فيها الجانبين الزراعي والصحي، وهذا دليل على أن الحوثيين يريدون تصوير أنهم يواجهون مؤامرة كبرى، فلا يمكن أن يطالب أحد بالرواتب ولا بالإصلاحات الاقتصادية طالما حكومة صنعاء تواجه مؤامرة كونية على حد ادعاءات الجماعة".

وأضاف أن "جماعة الحوثيين تريد التغطية على فضيحتها باختطاف موظفين أمميين وعاملين في المنظمات الدولية والمحلية، حيث تم اختطافهم بدون مسوغ قانوني بهدف الضغط على المنظمات لعدم نقل مقراتها من صنعاء إلى عدن". وأكد أن ادعاءات الحوثيين "تكشف حالة التخبط التي وصلت لها الجماعة والتي تلقت ضربة في الملف الاقتصادي عبر القرارات الاقتصادية الأخيرة للحكومة الشرعية بإيقاف البنوك التي لم تنقل مقراتها إلى عدن، وسحب العملة القديمة، ومطالبة شركات الاتصالات بنقل مقراتها إلى عدن، وهي قرارات أحدثت هزة كبيرة ضد الجماعة التي وجدت نفسها تفقد اقتصاديا وتستشعر أن موعد رضوخها قد اقترب، وبالتالي فادعاءاتها اليوم تأتي في سياق الهروب من الاستحقاقات التي تواجهها".