الحوار العراقي الأميركي: تعاون أمني مشترك وتعزيز القدرات الدفاعية لبغداد

25 يوليو 2024
الوفد العراقي خلال زيارته وزارة الدفاع الأميركية، 23 يوليو 2024 (فيسبوك)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **التعاون الأمني والدفاعي**: اتفق العراق والولايات المتحدة على تعزيز التعاون الأمني والدفاعي، مع التركيز على تطوير قدرات العراق الأمنية والدفاعية وحماية الأفراد والمرافق الدبلوماسية.

- **الاجتماعات واللجان المشتركة**: التقى وزير الدفاع العراقي مع نظيره الأميركي وتم الاتفاق على إنشاء لجنة عسكرية عليا لتحليل تهديدات داعش وتحديد مستقبل التحالف الدولي في العراق.

- **التعاون المستقبلي ومكافحة داعش**: يعتزم البلدان مواصلة التعاون لضمان هزيمة داعش، مع التركيز على بناء القدرات العملياتية لقوات الأمن العراقية وتعزيز التعليم العسكري المهني وبرامج التدريب الفني.

اتفق العراق مع الولايات المتحدة الأميركية على التزام تطوير قدرات العراق الأمنية والدفاعية وتعميق التعاون الأمني الثنائي في جميع المجالات، فيما أكدت حكومة بغداد التزامها المطلق بحماية الأفراد والمستشارين والقوافل والمرافق الدبلوماسية للولايات المتحدة ودول التحالف الدولي في العراق. جاء ذلك ضمن الحوار العراقي الأميركي بين الطرفين، الذي بدأ أمس الأول الاثنين بين مسؤولين عراقيين وأميركيين في واشنطن، لمناقشة مستقبل مهمة التحالف الدولي في العراق.

ووفقاً لنص البيان المشترك، الذي صدر مساء الأربعاء، ونقلته وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، فإن "وزارة الدفاع الأميركية ووزارة الدفاع العراقية قادتا الحوار الثاني للتعاون الأمني المشترك بين الجانبين في واشنطن العاصمة، يومي الـ 22 و23 من يوليو/ تموز الجاري، حيث أكدا التزامهما التعاون الأمني والمصلحة المشتركة في الاستقرار الإقليمي"، مضيفاً: "ناقش الوفدان مجموعة من القضايا الأمنية الثنائية في إطار اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق لعام 2008، وفي إطار الاعتراف بشراكة شاملة".

والتقى وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي مع نظيره الأميركي لويد أوستن وممثلين من وكالة التعاون الأمني الدفاعي والقيادة المركزية الأميركية ووزارة الخارجية وموظفي مجلس الأمن القومي. كذلك التقى الوفد العراقي بشكل منفصل رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال تشارلز كيو براون، وعدداً من كبار المسؤولين العسكريين الأميركيين. وأكد الوفدان الأميركي والعراقي "التزامهما تطوير قدرات العراق الأمنية والدفاعية وعزمهما على تعميق التعاون الأمني عبر مجموعة كاملة من القضايا لتعزيز المصلحة المشتركة لكلا البلدين في أمن العراق وسيادته، وفي استقرار المنطقة".

ويستند حوار التعاون الأمني المشترك لعام 2024 إلى المناقشات التي جرت خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لواشنطن العاصمة في إبريل/ نيسان من هذا العام، وحوار التعاون الأمني المشترك الافتتاحي في الصيف الماضي. وخلال حوار التعاون الأمني المشترك الأول، قرر الجانبان إنشاء لجنة عسكرية عليا ثنائية لتحليل ثلاثة عوامل (التهديد من داعش، والمتطلبات التشغيلية، ومستويات قدرات قوات الأمن العراقية) لتحديد مستقبل التحالف العسكري الدولي في العراق.

واستمر حوار التعاون الأمني المشترك على أساس عمل اللجنة العسكرية العليا على مدى الأشهر الستة الماضية، ومن المقرر إصدار بيان مشترك مفصل حول مستقبل مهام ووجود التحالف العالمي في العراق بعد فترة وجيزة في ختام عمل اللجنة العسكرية العليا.

وأضاف البيان أن "الولايات المتحدة والعراق يعتزمان مواصلة التشاور بشأن تعزيز التعاون الثنائي لضمان الهزيمة الدائمة لداعش بعد أكثر من عقد من التعاون بين التحالف الدولي والعراق"، وأشار مجلس الدفاع المشترك إلى الإنجازات التاريخية التي حققها التحالف في العراق، وأشاد بملايين الضحايا الذين سقطوا على يد تنظيم "داعش" الإرهابي، ويشمل هؤلاء مئات الآلاف من الضحايا الذين عانوا في الحملة لهزيمة "داعش" في العراق، مثل أفراد قوات الأمن العراقية، بمن في ذلك البشمركة، والقوات الشريكة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة.

وأكد الجانبان أهمية "استمرار العراق في تقديم الدعم للتحالف الدولي لهزيمة داعش في سورية وحول العالم"، كما توصل الوفدان إلى "تفاهم بشأن مفهوم مرحلة جديدة من العلاقة الأمنية الثنائية، والتي تشمل التعاون من خلال ضباط الاتصال والتدريب وبرامج التعاون الأمني التقليدية". وناقش الوفدان كذلك الجهود الرامية إلى بناء القدرات العملياتية لقوات الأمن العراقية من خلال المساعدات العسكرية الأميركية وبرامج التعاون الأمني، بما في ذلك المبيعات العسكرية الأجنبية والتمويل العسكري الأجنبي.

وأكد الجانبان كذلك "أهمية استمرار التعاون لضمان استدامة المعدات العسكرية الأميركية التي تستخدمها قوات الأمن العراقية"، وشددا على "قيمة التعليم العسكري المهني وبرامج التدريب الفني، وقررا تعزيز كليهما".

كذلك "استكشفا الفرص لتوسيع المشاركة العراقية في التدريبات العسكرية الإقليمية التي تقودها القيادة المركزية الأميركية وتعزيز علاقات الجيش العراقي مع قيادات المكونات الخدمية التابعة للقيادة المركزية الأميركية"، وقرر الجانبان "البدء بالعمل على مذكرة تفاهم لتوفير إطار معزز لعلاقاتهما الأمنية الثنائية في السنوات القادمة، بما في ذلك الآليات لضمان الهزيمة الدائمة المستمرة لمنظمة داعش الإرهابية".

ودعماً لسيادة العراق وأمنه، أكدت الوفود أن "البعثة الاستشارية موجودة في العراق بدعوة من الحكومة العراقية لدعم قوات الأمن العراقية في محاربة داعش، ودعم وتطوير قوات الأمن العراقية، بما في ذلك قوات الأمن الكردية". وأكد الممثلون العراقيون التزامهم "المطلق بحماية الأفراد والمستشارين والقوافل والمرافق الدبلوماسية للولايات المتحدة ودول التحالف الدولي". ونوقشت "الحاجة الملحة المستمرة لإعادة النازحين والمحتجزين الموجودين حالياً في شمال شرق سورية إلى بلدانهم الأصلية، ودعم جهود إعادة الإدماج في المجتمعات المحلية في العراق، وتمثل عمليات الإعادة خطاً مهماً من الجهود في القتال المستمر ضد داعش".

وأشار البيان إلى أن "النجاح في إتمام الحوار الثاني المشترك للتعاون الأمني يؤكد التزام البلدين تعميق التعاون الأمني الثنائي في جميع المجالات، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر الهزيمة الدائمة لداعش بقيادة العراق وجهود التعاون الأمني، وأن العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والعراق تعزز الاستقرار الإقليمي وتمثل التزام كلا البلدين تعزيز اتفاق الإطار الاستراتيجي الشامل".

وبدأت المحادثات بين بغداد وواشنطن في يناير/ كانون الثاني الماضي، بعد أقل من 24 ساعة من مقتل ثلاثة جنود أميركيين في هجوم في الأردن. وقالت الولايات المتحدة إنّ جماعات متشددة متحالفة مع إيران في سورية والعراق هي التي نفذته، ما دفع واشنطن إلى تنفيذ ضربات انتقامية في العراق أدت إلى اغتيال قيادات بارزة في الفصائل المسلحة، ما دفعها (الفصائل) والجهات السياسية المرتبطة بها إلى تصعيد مطالبتها بإخراج قوات التحالف من البلاد. وأفضت الجولة الأولى للحوار الثنائي بين بغداد وواشنطن التي عقدت في بغداد، في 27 يناير/ كانون الثاني الماضي، إلى اتفاق على تشكيل لجنة عسكرية مشتركة لمراجعة مهمة التحالف وإنهائها والانتقال إلى علاقات أمنية ثنائية، في ظل الانتقادات الواسعة ضد الوجود الأميركي في العراق.

المساهمون