الجزائر: أحزاب الأغلبية النيابية تبدأ حملة جمع توقيعات لمصلحة تبون

12 يوليو 2024
عبد المجيد تبون، الجزائر 12 ديسمبر 2019 (نصر الدين زيبار/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **إعلان ترشح تبون وتنسيق الأحزاب**: أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، مما دفع أحزاب الأغلبية النيابية لتنسيق جهود جمع التوقيعات لدعمه.
- **إجراءات جمع التوقيعات**: أطلقت حركة البناء الوطني قوافل لجمع التوقيعات، وسحب مستشارو تبون استمارات التوقيعات من مقر السلطة المستقلة للانتخابات، مما أثار جدلاً حول استخدام مؤسسات الدولة.
- **اعتراض المعارضة**: حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية اعترض على ترشح تبون، معتبراً الانتخابات استمراراً للاشرعية وتقييداً للحريات.

سارعت أحزاب الأغلبية النيابية في الجزائر إلى عقد لقاء سياسي بعد إعلان الرئيس عبد المجيد تبون، مساء أمس الخميس، عن ترشحه رسمياً للانتخابات الرئاسية المقبلة، المقررة في 7 سبتمبر/أيلول المقبل، بهدف التنسيق بشأن جمع التوقيعات لمصلحة تبون بينما اعترض حزب معارض على ترشح تبون معتبراً أنه استمرارية للوضع الراهن.

وعقد قادة أحزاب الحزام الرئاسي، الأمين العام لجبهة التحرير الوطني عبد الكريم بن مبارك وأمين عام التجمع الوطني الديمقراطي مصطفى ياحي ورئيس حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة ورئيس جبهة المستقبل فاتح بوطبيق، لقاءً للنقاش وتبادل وجهات النظر ولم ترد تفاصيل عن مضمون اللقاء، لكن مصادر مسؤولة في جبهة التحرير أكدت لـ"العربي الجديد" أن اللقاء ناقش مسألة تنسيق عملية جمع التوقيعات بشكل سريع لمصلحة تبون، خاصة وأن هذه الأحزاب الأربعة تسيطر على غالبية البلديات ما يسهل العملية، وذكرت المصادر أنه تمت خلال اللقاء تسوية الخلافات السياسية وإعادة بعث الائتلاف الرئاسي الذي كان أعلن عنه قبل شهر، والذي سرعان ما تفكك على خلفية خلافات سياسية بين الأحزاب بعد إعلان حركة البناء منفردة ترشيحها للرئيس تبون لولاية رئاسية ثانية بينما كان الاتفاق أن تتم الخطوة بشكل مشترك. كما أطلقت حركة البناء الوطني، اليوم الجمعة، ما وصفتها بقوافل جمع التوقيعات لمصلحة تبون، قبل أقل من ستة أيام من انتهاء الآجال القانونية لإيداع الترشيحات لدى السلطة المستقلة للانتخابات، في 18 يوليو/تموز الجاري، ووقع رئيس الحركة الاستمارة الأولى.

وكان تبون أعلن مساء أمس ترشحه رسمياً لولاية رئاسية ثانية قبل سبعة أيام من انتهاء الآجال القانونية لإيداع الترشيحات لدى الهيئة المستقلة للانتخابات. وقال تبون في حوار تلفزيوني بُث كاملاً الليلة الماضية: "نزولاً عند رغبة الكثير من الأحزاب والمنظمات والشباب، أعتقد أنه آن الأوان لأعلن أنني سأترشح لعهدة ثانية، وفقاً لما يسمح به الدستور"، وأضاف: "إذا قرر الشعب التزكية فأهلاً وسهلاً، وإلا فأكون قد قمت بواجبي ومن يأتي بعدي يواصل".

وفي وقت لاحق من مساء أمس، قام كبار مستشاري الرئيس تبون، رئيس الديوان الرئاسي ومستشاره القانوني بوعلام بوعلام والمستشار الإعلامي للرئاسة كمال سيدي سعيد، بسحب الدفعة المركزية من استمارات التوقيعات من مقر السلطة المستقلة للانتخابات، وقال بوعلام في تصريح صحافي مقتضب إنه قام باسم الرئيس تبون وبتفويض منه بسحب استمارات التوقيعات في إطار الإجراءات القانونية، دون أن يقدم تفاصيل أخرى. وقد يثير اعتماد تبون وتفويضه لمسؤولين في الديوان الرئاسي ومستشاريه بالقيام بإجراءات سحب الاستمارات حفيظة باقي المترشحين، على خلفية أنه يتضمن خلطاً بين صفة رئيس الجمهورية وبين صفة المترشح الرئاسي خاصة وأن القانون الانتخابي يفرض عدم استخدام مؤسسات الدولة وإمكاناتها في العملية الانتخابية.

وفي المقابل، أعلن حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية اعتراضه على هذا الترشح، ووصفه بأنه "خطوة تستهدف الحفاظ على الوضع الراهن في الجزائر على الرغم من أن إدارة الوضع يحمل مخاطر على اللحمة الوطنية"، معتبراً أن "انتخابات 7 سبتمبر هي استمرار للاشرعية القائمة منذ 12 ديسمبر/كانون الأول 2019"، ودان الحزب ما اعتبره "تكميم الأفواه وتقييد الحريات، والاعتقال على خلفية الرأي وزيادة إغلاق مساحات التعبير والتنظيم".

المساهمون