قال مدعٍ عام أميركي، يوم الثلاثاء، إن توم باراك، وهو مدير تنفيذي للأسهم الخاصة وجامع أموال من دونالد ترامب، قد تبادل التواصل مع الأخير، الرئيس في حينه، بشأن استثمارات من الإمارات العربية المتحدة، وذلك خلال المرافعات الختامية في محاكمة باراك الخاصة بتهمة كونه "عميلا" لحكومة أجنبية، وسعيه للتأثير بقرارات الإدارة الأميركية لمصلحة الإمارات.
اتهم المدعون العامون الفيدراليون في بروكلين العام الماضي باراك بمحاولة التأثير في حملة ترامب الانتخابية وإدارته لتعزيز المصالح الإماراتية، دون إبلاغ المدعي العام الأميركي بأنه "وكيل"، وفقاً لما يقتضيه القانون.
ويقول ممثلو الادعاء إن أبوظبي استثمرت بعد ذلك 374 مليون دولار من صناديق ثروتها السيادية مع باراك.
وقال ريان هاريس، مساعد المدعي العام الأميركي، أمام هيئة المحلفين، الثلاثاء: "استبدل السيد باراك وصوله السياسي بعلاقة طويلة الأمد مع كبار المسؤولين الإماراتيين. وفي المقابل، فتحت الإمارات مواردها المالية".
ودافع باراك، الرئيس السابق للجنة تنصيب ترامب، البالغ من العمر 75 عاماً، عن نفسه، بالتأكيد أنه غير مذنب، حيث يجادل بأن تواصله مع المسؤولين في الشرق الأوسط كان جزءاً من دوره في إدارة شركة الأسهم الخاصة "كلوني كابيتال"، المعروفة الآن باسم "مجموعة المنصة الرقمية".
ومن المتوقع أن يدلي محاموه بمرافعات ختامية في وقت لاحق يوم الثلاثاء.
خلال المحاكمة التي استمرت ستة أسابيع، عرض المدعون الفيدراليون على المحلفين مئات الرسائل النصية، ورسائل البريد الإلكتروني بين باراك، ومساعده السابق، والمتهم الآخر ماثيو غرايمز، ورجل أعمال إماراتي يدعى راشد الملك، الذي يقول المدّعون إنه وسيط بين الرجلين وبين المسؤولين الإماراتيين.
وأكد غرايمز أنه غير مذنب. وظل الملك طليق السراح.
وقال هاريس، الثلاثاء، إن باراك نقل "معلومات من الداخل" عن السياسة الخارجية الأميركية إلى المسؤولين الإماراتيين، وأخذ آراء إماراتية في ما يجب أن يقوله عن الشرق الأوسط، في المقابلات التلفزيونية، ومقالات الرأي.
واستمع المحلفون الشهر الماضي إلى شهادة الادعاء من وزير الخارجية الأميركي السابق ريكس تيلرسون، الذي قال إنه ليس على علم بأي دور لباراك في السياسة الخارجية الأميركية.
"كيف استطاع المتهمون العمل والإفلات من العقاب؟" سأل هاريس. "لأنهم لم يخبروا... المسؤولين الحكوميين المكلفين وقف حملات التأثير الأجنبية".
تصدّر باراك بنفسه المشهد الأسبوع الماضي، حين قال إنه لم يوافق قَطّ على التصرف وفقاً لتوجيهات أبوظبي أو سيطرتها. وأشار إلى دعمه لدولة قطر، خلال حصارها من قبل جيرانها في الشرق الأوسط عام 2017، دليلاً على أنه لا يروّج لمصالح الإمارات.
وكان موقع "بلومبيرغ" الإخباري الأميركي قد تحدث عن علاقات توم باراك بأفراد العائلة الحاكمة في الإمارات، وعلى رأسهم رئيس دولة الإمارات، محمد بن زايد.
وذكر الموقع أن الملياردير الأميركي حظي بـ"استقبال ملكي" في الإمارات في نوفمبر/تشرين الثاني 2016 بعد أسابيع فقط على انتخاب ترامب، مشيراً إلى أن باراك، الذي يعرف بأنه صديق مقرب للرئيس الأميركي السابق، التقى ذلك اليوم محمد بن زايد وشقيقه الشيخ طحنون بن زايد وفرداً آخر من العائلة الحاكمة يشرف على المجلس الأعلى للأمن القومي في البلاد، وذلك حسب مصادر الموقع المطلعة.
ولفت تقرير "بلومبيرغ" إلى أنّ الاستقبال رفيع المستوى الذي حظي به باراك يكشف أنه كان "ضيفاً خاصاً"، مضيفاً أن باراك "شجع من استضافوه على تخيل ما قد تحمله لهم السنوات الرئاسية الأربع في ظل رئاسة ترامب".
(رويترز)