في عملية إسرائيلية ضمّت جيش الاحتلال وقوات كبيرة من الوحدات الخاصة والمخابرات، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي نحو الثالثة فجر اليوم الأحد آخر أسيرين في عملية "نفق الحرية" من سجن جلبوع، هما أيهم كممجي ومناضل انفيعات.
وفي التفاصيل، أكدت مصادر محلية في مدينة جنين أن قوات الاحتلال اقتحمت مدينة جنين من ثلاثة محاور فجر اليوم لتندلع اشتباكات بينها وبين العديد من الشبان المسلحين في عملية تمويه للمسلحين، وتقوم في الوقت ذاته القوات الخاصة لجيش الاحتلال بمحاصرة بناية سكنية في الحارة الشرقية في المدينة بعيداً عن تجمهر المسلحين والشبان ودون إطلاق نار، حتى لا تلفت نظر الشبان الفلسطينيين، وتعتقل الشابين كممجي ونفيعات.
وحسب المصادر، فإن كممجي اتصل بوالده وأخبره أنه سيسلّم نفسه حرصاً على أهل المنزل الذي يختبئ فيه هو ورفيقه انفيعات.
🎥 فيديو | والد الأسير أيهم كممجي يروي تفاصيل ما حدث قبل اعتقال ابنه من قبل جيش الاحتلال في جنين pic.twitter.com/U1ybOCFVVD
— حسن اصليح | Hassan (@hassaneslayeh) September 19, 2021
وأصدر جهاز الأمن العام "الشاباك" بياناً قال فيه إنه تمكن من تحديد المنزل الذي نزل فيه الأسيران شماليَّ الضفة الغربية. وأضاف البيان أنه اعتُقِل فلسطينيان اثنان آخران، قدما المساعدة إلى الأسيرين.
وانسحب جيش الاحتلال من الحارة الشرقية لمدينة جنين حال انتهاء عملية الاعتقال.
وأُصيب على الأقل ثلاثة شبان برصاص الاحتلال في الاشتباكات التي حصلت في عمليات الاقتحام التمويهية التي قام بها جيش الاحتلال على مداخل المدينة.
وفي السادس من سبتمبر/أيلول الجاري، فرّ ستة أسرى فلسطينيين من سجن جلبوع شديد التحصين، عبر نفق حفروه من زنزانتهم إلى خارج السجن، وأُعيد اعتقال أربعة منهم قبل نحو أسبوع، هم: محمد العارضة ومحمود العارضة وزكريا الزبيدي ويعقوب قادري.
الاحتلال يدّعي رصد مكان الأسيرين الأسبوع الماضي
ادعى الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأحد، أنه كان قد رصد المكان الذي اختبأ فيه الأسيران أيهم كممجي ومناضل انفيعات منذ أواخر الأسبوع الماضي، فيما عكف خلال الأيام الأخيرة على التخطيط بدقة لعملية الاعتقال، خصوصاً بعد أن أفادت معلومات الأمن الإسرائيلي أن الاثنين يمكثان في أحد المنازل في مدينة جنين، ولم يصلا إلى مخيم جنين.
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، عرف الاحتلال المكان الدقيق للأسيرين منذ الأربعاء الماضي، مشيرة إلى تشكيل قوة وغرفة عمليات خاصة للتخطيط لعملية إعادة اعتقالهما، تضمّ رئيس أركان الجيش الإسرائيلي ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" ورئيس جهاز الشاباك، الذين اشتركوا في التخطيط لعملية إعادة الاعتقال ووضع خطة تشمل إجراء مناورة لتضليل الأسيرين والعناصر المسلحة من المقاومة الفلسطينية في جنين.
وبحسب ادعاء الصحيفة ووسائل الإعلام الأخرى، فقد تقرر القيام بعملية اقتحام لمخيم جنين، وذلك لتركيز الأنظار على المخيم وصرف الانتباه عن القوات التي دخلت المدينة لتنفيذ عملية الاعتقال، دون وقوع مواجهات مسلحة مع عناصر من المقاومة الفلسطينية في المدينة.
ويحاول الاحتلال عبر هذه الرواية التعويض عن الفشل الاستخباراتي الذي مثلته عملية "نفق الجلبوع" عندما تمكن الأسرى الفلسطينيون الستة من الخروج من السجن وتحرير أنفسهم قبل أسبوعين.
وأبرز الإعلام الإسرائيلي عملية التمويه التي أجرها الجيش، إضافة إلى القدرات والوسائل التكنولوجية المتطورة لجهاز "الشاباك".
مع ذلك، لفت رون بن يشاي، في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إلى أن القيادات الإسرائيلية كانت قد تنفست الصعداء عندما تأكد لها الأربعاء الماضي أن الأسيرين لم يصلا إلى مخيم جنين وأنهما في أحد المنازل في مدينة جنين. وعليه، كان تركيز العمل على خطة الاعتقال واعتماد مناورة التمويه والتضليل التي أجراها الجيش الإسرائيلي وتناقلتها وسائل الإعلام الإسرائيلية اليوم.