الاحتلال يحوّل القدس إلى ثكنة عسكرية ويشدد إجراءاته في الجمعة الرابعة من رمضان

14 ابريل 2023
نشرت قوات الاحتلال الآلاف من عناصر شرطتها في القدس (مصطفى الخاروف/الأناضول)
+ الخط -

حوّلت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة القدس، وخاصة بلدتها القديمة ومحيط المسجد الأقصى المبارك، لثكنة عسكرية، وشددت إجراءاتها على دخول المصلين إلى المسجد، في الجمعة الرابعة من شهر رمضان المبارك.

وأكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة، أن قوات الاحتلال نشرت الآلاف من عناصر شرطتها وما يسمّى بـ"حرس الحدود"، في البلدة القديمة من القدس، ونشرت حواجزها على كلّ مداخل البلدة القديمة من القدس، وعزلت أحياء مدينة القدس المتاخمة للبلدة القديمة عن المسجد الأقصى.

كما عزلت قوات الاحتلال محاور الطرق المؤدية إلى البلدة القديمة، واضطرت أعداد كبيرة من المصلين لقطع مسافات طويلة سيراً على الأقدام لاجتياز حواجز الاحتلال، بينما شددت قوات الاحتلال إجراءاتها على دخول الشبان للأقصى.

وكانت البلدة القديمة من القدس قد شهدت، فجر اليوم، مواجهات بين المصلين وقوات الاحتلال، خصوصاً في منطقة باب حطة، بعدما تم منع آلاف المصلين من الدخول إلى المسجد الأقصى، واعتدت بالضرب على المصلين، قبل أن يتمكنوا من اجتياز حواجز الاحتلال ودخول الأقصى.

كما اعتدى جنود الاحتلال على أصحاب المحلات التجارية أثناء وضعهم الحواجز على الطرق المؤدية للبلدة القديمة بالقدس المحتلة.

ورغم إعلان حكومة الاحتلال وقف اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى في العشرة الأواخر من شهر رمضان، وإعلانها المسبق أنها تريد أن "تسمح" بالاعتكاف في الأقصى في تلك الأيام، إلا أن شرطة الاحتلال أغلقت، الليلة الماضية، بابي المطهرة والسلسلة أمام المعتكفين الخارجين إلى دورات المياه، أو لقضاء بعض حوائجهم، وحاولت احتجازهم خارج الأقصى.

واحتشد عدد كبير من المعتكفين، الذين كانوا الليلة الماضية بالآلاف، عند باب السلسلة، لتضطر قوات الاحتلال تحت الضغط والتهديد بالمواجهة إلى فتحه وإدخال المعتكفين.

ووسط هتافات التكبير من قبل المعتكفين في المصلى القبلي بالمسجد الأقصى، ساد توتر شديد في المسجد بعدما استنفرت قوات الاحتلال أعداداً كبيرة من جنودها وعناصرها ودفعت بهم إلى أبواب المسجد من الداخل، خاصة في منطقة باب السلسلة، أحد الأبواب الرئيسية للمسجد، حيث قامت باعتراض المصلين والتدقيق في بطاقاتهم الشخصية.

وسبق ذلك اعتقال قوات الاحتلال المرابطات المبعدات عن المسجد الأقصى: خديجة خويص، ونفيسة خويص، وهنادي الحلواني، ومصادرة هواتفهنّ، حيث كنّ يؤدين صلاة العشاء والتراويح قرب ساحة الغزالي المتاخمة للمسجد، ليتم الإفراج عنهنّ، وفرض الحبس المنزلي 5 أيام، والإبعاد عن البلدة القديمة 15 يوماً على خديجة خويص وهنادي حلواني.

من جانب آخر، نشرت قوات الاحتلال دورياتها على طول الجدار الفاصل مع القدس المحتلّة، في محاولة لمنع الشبّان من الضفة الغربية من اجتيازه، والوصول إلى المسجد الأقصى المبارك في الجمعة الرابعة من شهر رمضان.

وفي السياق، اعتقلت قوات الاحتلال، الليلة الماضية، خمسة شبان فلسطينيين بعد تسلقهم جدار الفصل العنصري عند مقطعه المتاخم لقرية بير نبالا، شمال غرب القدس المحتلة، محاولين الوصول للمسجد الأقصى، وتم نقلهم لمعسكر لجيش الاحتلال في المنطقة.

وكان شاب فلسطيني قد أصيب، الليلة الماضية، بجروح متوسطة بالقرب من مقطع جدار الفصل المتاخم لبلدة الرام، شمالي القدس المحتلة، بعد سقوطه عن الجدار، وتم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.

ونشرت قوات الاحتلال جنودها، منذ الليلة الماضية، ونصبت كمائن على امتداد جدار الفصل العنصري المحيط بالقدس المحتلة، لمنع تسلل شبان من هناك للقدس، كما شددت إجراءاتها على الحواجز المحيطة بالقدس، وضيّقت على وصول المصلين إلى الأقصى، وحدّدت أعماراً معينة لدخول المصلين، وتم منع بعضهم من الدخول، رغم انطباق شروط الاحتلال عليهم، بحجة المنع الأمني.

من جانب آخر، أكدت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اعتقلت خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية 23 فلسطينياً، بينهم المرابطات الثلاث اللواتي تم الإفراج عنهن، وفرض قيود على اثنتين منهن.

المساهمون