فرضت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الأحد، حصارًا على حي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة، في وقت اعتدت فيه قوات الاحتلال على أهالي الحي والمتضامنين معهم، ما أوقع إصابات، واندلعت مواجهات تخللتها اعتداءات للمستوطنين على أعضاء الكنيست.
وأكدت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أن مواجهات اندلعت بين قوات الاحتلال والمستوطنين من جهة والمواطنين الفلسطينيين من جهة أخرى في حي الشيخ جراح، بالرغم من إغلاق قوات الاحتلال الحي ودفعها بتعزيزات كبيرة إليه.
وأشارت المصادر، التي اشترطت عدم كشف هويتها، إلى أن مستوطنين متطرفين اعتدوا على ثلاثة من أعضاء الكنيست، وهم: أحمد الطيبي وأسامة السعدي وعوفر كسيف، لدى وصولهم إلى منزل عائلة المواطنة المقدسية فاطمة سالم، في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، المهددة بالإجلاء والترحيل مع باقي أفراد عائلتها، حيث كان عضو الكنيست المتطرف إيتمار بن غفير قد أقام صباحاً خيمة له هناك وحولها إلى مكتب.
وهاجم العشرات من هؤلاء المتطرفين النواب الثلاثة، واعتدوا عليهم بالدفع وسط هتافات "الموت للمخربين"، بالرغم من وجود شرطة الاحتلال التي تعاملت مع الاعتداء بليونة ولم تتدخل لمنعه، فيما حمّل النواب المعتدى عليهم حكومة الاحتلال المسؤولية عن الاعتداء، وعن التداعيات المحتملة لما يجري في حي الشيخ جراح من اعتداء على المواطنين المقدسيين.
وأفادت آخر حصيلة للمواجهات في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة بوقوع 31 إصابة، تم نقل 6 منها إلى المستشفى، ومن بين المصابين 3 مسعفين وصحافية واثنان من المتضامنين الأجانب، وفق الهلال الأحمر الفلسطيني.
كذلك أفادت مصادر في الحي بإصابة مستوطن خلال مواجهات مع شبان فلسطينيين كانوا يتصدون لاعتداءات المستوطنين.
وفي وقت لاحق، شرعت قوات الاحتلال بإخلاء المتضامنين مع عائلة سالم والمساندين لها بالقوة من منزل العائلة على وقع قنابل الصوت.
وبالتزامن مع ذلك، بدأت بإخلاء المستوطنين من محيط منزل عائلة سالم ومن داخل الخيمة التي نصبها بن غفير، في وقت تفيد معلومات باعتزام سلطات الاحتلال تفكيك تلك الخيمة بموجب تسوية، تحدثت عنها تقارير إعلامية، طرحتها بلدية الاحتلال في القدس. وتقضي "التسوية" بإزالة الخيمة مقابل نصب كاميرات مراقبة ووضع حراسة دائمة على منزل كان استولى عليه أحد المستوطنين.
ورغم إخراج المتضامنين من منزل عائلة سالم، إلا أن التوتر ما زال قائما في حي الشيخ جراح بين المواطنين ومجموعات كبيرة من المستوطنين، وسط ملاسنات ومشادات كلامية بين الجانبين، فيما قام الشبان برفع أعلام فلسطين على سطح بناية منزل عائلة سالم.
وفي آخر حصيلة عن أعداد المعتقلين خلال مواجهات اليوم في الحي، ارتفع عددهم إلى 13 معتقلا تعرضوا جميعا للضرب والتنكيل من قبل قوات الاحتلال.
أما في ما يتعلق بأعداد الإصابات في المواجهات، فوصلت إلى 14 مصابا، نقل 5 منهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج.
وكانت توافدت أعداد كبيرة من المستوطنين إلى حي الشيخ جراح انضمت إلى تجمع من المستوطنين يقوده بن غفير وطاقم من مساعديه من أتباع حركة "كهانا" المنحلة، بينهم باروخ مرزيل رئيس لجنة ما يسمى بـ"الأمن على الطرقات" وأحد أبرز مساعدي بن غفير.
ونظم المستوطنون تظاهرة استفزازية وسط حي الشيخ جراح، تخللها إطلاق الهتافات العنصرية وشتم النبي محمد عليه السلام، إضافة إلى رفع أعلام دولة الاحتلال، وسط رقصات وغناء بدعم وتأييد من المتطرف بن غفير.
في المقابل، وبالرغم من الحصار الذي فرض على حي الشيخ جراح، أدى عشرات الفلسطينيين، بينهم أهالي الشيخ جراح، صلاة المغرب قرب منزل عائلة المواطنة المقدسية فاطمة سالم، المهددة بإخلاء منزلها، حيث الخيمة التي أقامها بن غفير وحولها إلى مكتب له، فيما منعت قوات الاحتلال المواطنين الفلسطينيين من أداء صلاة العشاء هناك، وسط إطلاق الرصاص المطاطي على مجموعات من الشبان على مداخل الحي.
وأصيبت المسنة فاطمة سالم بيدها خلال اقتحام المستوطنين حي الشيخ جراح صباح اليوم، كما أصيب طفل بقنبلة صوتية في يده.
في حين جددت حراكات شبابية مقدسية دعوتها المواطنين المقدسيين إلى دعم وإسناد أوسع لأهالي حي الشيخ جراح في مواجهة الهجمة التي يتعرضون لها.
مستوطنون يقتحمون الأقصى
من جانب آخر، اقتحم عشرات المستوطنين، اليوم، المسجد الأقصى المبارك بحراسة مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، ونفذوا جولات استفزازية، وأدوا طقوساً تلمودية في باحات المسجد.
كما هدم مستوطنون وخربوا خمس غرف زراعية في شمال غرب بلدة كفر الديك غربي سلفيت (شمالي الضفة الغربية)، حيث خلعوا أبواب الغرف وحطموا النوافذ وقطعوا مواسير المياه، وأتلفوا أكياس الإسمنت، كما حطموا ألواح للطاقة الشمسية.
وأجبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، عائلتين مقدسيتين على هدم منزلهما ذاتيّا في بلدة صور باهر جنوب شرقي مدينة القدس، بعدما هددتهما بلدية الاحتلال في القدس بتغريمهما نحو (62 ألف دولار) كلفة الهدم، بحجة عدم الترخيص.
في حين هدمت قوات الاحتلال، اليوم الأحد، غرفة زراعية في بلدة حلحول شمالي الخليل (جنوبي الضفة)، بعد أقل من 96 ساعة من الإخطار الموجه لصاحبها، كما هدمت غرفة زراعية وبئر جمع مياه، واقتلعت أشجار زيتون في بلدة بيت أمر شمال الخليل، وفق ما أفادت به مصادر محلية.
على صعيد آخر، اعتقلت قوات الاحتلال، مساء اليوم الأحد، مدير دائرة الإعلام والعلاقات العامة في هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية ثائر شريتح، من بلدة المزرعة الغربية غربي رام الله، خلال مروره على حاجز.
كما اعتقلت شابين بالقرب من بلدة كفر قليل جنوب نابلس خلال وجودهما في جبال البلدة القريبة من مستوطنة "براخا" المقامة على أراضي القرية، وذلك عقب إطلاق النار صوبهما من دون إصابتهما.