استمع إلى الملخص
- العاروري، مؤسس كتائب عز الدين القسام، اعتقلته إسرائيل عدة مرات بسبب نشاطه في حماس، وأمضى سنوات في السجون قبل إبعاده إلى خارج فلسطين.
- لعب دوراً مهماً في تعزيز العلاقات بين حماس وإيران وحزب الله، وكان من مهندسي استراتيجية "وحدة الساحات" التي برزت في معركة "سيف القدس" 2021.
تبنى الاحتلال الإسرائيلي رسمياً، اليوم الثلاثاء، اغتيال النائب السابق لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في غارة على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت مطلع عام 2024. وقالت هيئة البث الإسرائيلية: "تبنى جهاز الأمن العام (الشاباك) رسمياً مسؤولية اغتيال المسؤول الكبير في حماس صلاح العاروري في لبنان".
واستشهد العاروري في هجوم بطائرة مسيّرة استهدف مكتب الحركة في الضاحية الجنوبية لبيروت في الثاني من يناير/ كانون الثاني 2024. وكان العاروري أيضاً مؤسس كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس. ولم تنف إسرائيل منذ ذلك الحين مسؤوليتها عن اغتيال العاروري.
صالح العاروري هو قيادي سياسي وعسكري فلسطيني، ولد في قرية عارورة، قرب رام الله، في يوم 19 أغسطس/ آب من عام 1966، وحصل على درجة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية من جامعة الخليل التي قاد فيها العمل الطلابي الإسلامي عام 1985، حيث التحق بجماعة الإخوان المسلمين وهو في سن مبكرة، وانضم إلى حركة حماس عام 1987، وكان عضواً في مكتبها السياسي منذ عام 2010.
اعتقله جيش الاحتلال الإسرائيلي إدارياً (دون محاكمة) لفترات محدودة خلال الفترة الممتدة بين عامي (1990 ـ 1992)، على خلفية نشاطه بحركة حماس. وفي عام 1992، أعاد جيش الاحتلال اعتقاله، وحكم عليه بالسجن لمدة 15 عاماً بتهمة تشكيل الخلايا الأولى لكتائب القسام بالضفة، وبرز طوال فترات اعتقاله في قيادة الحركة الأسيرة وعمليات النضال ضد إدارات السجون.
وأفرج عن العاروري عام 2007، لكن إسرائيل أعادت اعتقاله بعد ثلاثة أشهر لمدة 3 سنوات (حتى عام 2010)، حيث قررت المحكمة العليا الإسرائيلية الإفراج عنه وإبعاده خارج فلسطين، فرحل إلى سورية واستقر فيها ثلاث سنوات، قبل أن يغادرها ويعيش متنقلاً بين عدة دول، ثم انتقل إلى لبنان الذي لعب فيه دوراً مهماً في إزالة الخلافات التي شابت العلاقة بين حماس وإيران عقب الثورة السورية، كما عمل على إقامة علاقات أوثق مع حزب الله اللبناني، وبقي في لبنان حتى اغتياله. وكان يُنظر للعاروري على أنه أحد أهم مهندسي "وحدة الساحات" في حركة حماس، وهي الاستراتيجية التي عملت عليها حركة المقاومة الفلسطينية بجد في السنوات القليلة الماضية، وظهرت جليّة في معركة "سيف القدس" في مايو/ أيار 2021.