أعلنت بعثة الأمم المتحدة في جمهورية أفريقيا الوسطى الجمعة، أنها فتحت تحقيقاً في معلومات لم تؤكدها بانغي (العاصمة)، عن مقتل عشرات المدنيين في عمليات نُسبت إلى جنود محليين وقوات شبه عسكرية روسية.
وتراجعت حدة الحرب الأهلية التي بدأت قبل تسع سنوات، بشكل كبير منذ 2018. لكن في مواجهة هجوم للمتمردين قبل أكثر من عام، تلقت السلطات لصدّهم تعزيزات من مئات أفراد قوات شبه عسكرية روسية، هم "مرتزقة" من شركة فاغنر الخاصة، بحسب الأمم المتحدة وفرنسا ومنظمات غير حكومية تتهم الجانبين بارتكاب جرائم ضد المدنيين.
وقالت مصادر أمنية وإنسانية وإدارية متطابقة لـ"فرانس برس"، طالبة عدم كشف هويتها، إن عناصر من "القوات المسلحة لأفريقيا الوسطى وحلفائهم" شنوا في 11 و12 إبريل/ نيسان، عملية في قريتي غورديل ونداه على بعد أكثر من ألف كيلومتر شمال شرقيّ بانغي.
وأضافت المصادر نفسها أنهم "قتلوا مدنيين"، موضحة أن عدد القتلى يراوح بين عشرة و15 مدنياً. وقال مسؤول الاتصال في بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جمهورية أفريقيا الوسطى (مينوسكا) تشارلز بامبارا لـ"فرانس برس"، إن بعثة الأمم المتحدة "فتحت تحقيقاً في هذا الهجوم، ولن تدلي بأي تعليق آخر قبل انتهاء التحقيقات".
ورداً على سؤال للوكالة الفرنسية، قال الناطق باسم رئاسة أفريقيا الوسطى ألبرت يالوك موكبيمي إنه "لا علم لديه" بالموضوع.
في هذا البلد الفقير جداً في وسط أفريقيا، أعيد انتخاب الرئيس فوستين أركانج تواديرا في ديسمبر/كانون الأول 2020 في انتخابات حظي فيها أقل من واحد من كل ثلاثة ناخبين بفرصة الذهاب إلى صناديق الاقتراع بسبب انعدام الأمن، وإن كانت الحرب الأهلية التي بدأت في 2013 قد تراجعت حدتها كثيراً منذ 2018.
وشنت أقوى المجموعات المسلحة العديدة التي كانت تتقاسم ثلثي أراضي البلاد حينذاك هجوماً على بانغي قبيل الانتخابات، ودعا السيد تواديرا موسكو إلى إنقاذ جيشه الضعيف.
بعد ذلك انضم مئات من القوات شبه العسكرية الروسية إلى مئات موجودين فعلياً منذ 2018، ما سمح خلال أشهر بصدّ هجوم المتمردين ثم طردهم من جزء كبير من الأراضي والمدن التي يسيطرون عليها. لكن ذلك لم يسمح بإعادة تثبيت وجود الدولة وسلطتها في كل مكان وبشكل دائم.
ودانت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ميشيل باشليه في نهاية آذار/مارس "الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان" في جمهورية أفريقيا الوسطى، بما في ذلك "القتل والعنف الجنسي" ضد المدنيين التي ارتكبتها مجموعات متمردة والجيش وحلفاؤه الروس.
(فرانس برس)